أكد عبد الجليل الحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، على تبني مؤسسته لدينامية جديدة للانفتاح على العالم الخارجي، موضحا في جوابه عن سؤال ل”العلم”، خلال لقاء صحافي احتضنه مقر الأكاديمية بالرباط عشية الأربُعاء المنقضي، كيف أنه متفق على أن هذه المؤسسة العتيدة غير معروفة لدى أغلبية المغاربة حتى بعض الباحثين والمثقفين منهم، ما يحتم بحسب المتحدث، جعل رباط التواصل متينا ومستمرا مع الجسم الإعلامي، وتطوير تواصل الأكاديمية الإلكتروني للتواصل مع الجمهور الواسع من خلال إصدار العدد الأول من نشرتها الإلكترونية، كما أصبح من الممكن متابعة محاضرات وأنشطة الأكاديمية العلمية مباشرة على موقعها بفضل تقنية “STREAMING”، إلى جانب الولوج لوثائقها وأشرطتها الأخرى على موقع “اليوتوب”، كل ذلك ابتغاءَ إنزال الأكاديمية من “برجها العالي”.. منحنى تجديد قانون الأكاديمية، وإعادة هيكلتها، ثمّنه كل من محمد الكتاني، أمين السر المساعد للأكاديمية، ورحمة بورقية، عضو الأكاديمية ورئيسة الجلسات، اللذين كانا يحفان الحجمري خلال اللقاء المخصص لتقديم الخطوط العريضة لبرنامج فعاليات وأنشطة الأكاديمية خلال الموسم 2017_2018 تحت شعار: “أمريكا الجنوبية كأفق للتفكير”. وقد شدد المتدخلان من جهتهما، على أخذ المؤسسة بمجموعة من السبل ورصد الإمكانات للانفتاح على شرائح المجتمع خاصة الشباب، بواسطة مشاريع واتفاقيات كتوفير منح لعشرات الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه في إطار البحث العلمي لعدد من البلدان الأفريقية والأمريكية، وذلك في أفق إعداد خلَف شاب يشكلون باحثي ومثقفي ومفكري الغد، وسفراء لدى أقرانهم من الشباب للتعريف بالرصيد الضخم من المؤلفات والأعمال والبحوث في شتى المجالات الذي تزخر به أكاديمية المملكة. كما انصب عرض أمين السر الدائم للأكاديمية، على مواصلة الجهود التي تبذلها هذه الأخيرة على مدى ثلاثة عقود منذ إحداثها من لدن الملك الراحل الحسن الثاني، للوفاء بالتزامها من أجل الإشعاع الثقافي والفكري للمغرب، وتقاسم أنشطتها مع أكبر عدد من المتلقين والمهتمين وطنيا ودَوليا، سيرا على الأوامر الملكية، من خلال إعادة هيكلة الأكاديمية ودعم ركائزها التشريعية والتنظيمية، والرفع من وتيرة الأوراش الفكرية والأنشطة العلمية التي تنفذها. هنا قال الجحمري، إنه على شاكلة ما يجري به العمل في العديد من أكاديميات العالم، فإن دورة أكاديمية المملكة تمثل لحظة محورية.. إذ سبق للأكاديمية أن نظمت دورتها الرابعة والأربعين حول موضوع “أفريقيا كأفق للتفكير” عام 2015، لتختار لدورتها المقبلة التي تنظم خلال الفترة من 24 إلى 26 أبريل القادم موضوع “أمريكا اللاتينية أفقا للتفكير”، ما مؤداه أن الأكاديمية تواصل، حسب وصفها، استكشاف جهات العالم الكبرى قصدَ مد جسور التعارف معها وإفساح المجال لكافة الفاعلين الجامعيين والمثقفين المغاربة للاحتكاك والتمرس على الإشكاليات الكبرى التي تخصها. ويضم برنامج الموسم الجديد للأكاديمية، لقاءات علمية وثقافية، ومشاريع للتعاون الدولي، إلى جانب تكريم أسماء مغربية بارزة. في هذا السياق، سوف تقدم الأكاديمية طلبا رسميا لإدراج فن الملحون في التراث العالمي، وسوف تنظم تظاهرة ثقافية بعنوان ” مواعيد تاريخ إفريقيا”. بدورها، تروم أكاديمية المملكة المغربية للتعاون الثقافي، التي رأت النور عام 2007، ربطَ جسور الشراكة والتعاون مع عدة منظمات مماثلة لها في العالم. كما تعتزم تنظيم تظاهرات ثقافية وفنية شتى، من قبيل: حفلات موسيقى كلاسيكية لملحنين مغاربة وعرب غير معروفين، ويوم دراسي حول “التربية وعلوم الأعصاب”، ولقاء دَولي حول “الأخلاق والليبيرالية”، وحفل كبير بشعار “أصوات وأضواء” حول تاريخ المغرب في إطار برنامج “الرباط، عاصمة الأنوار”.