هناك مجموعة من المستمعين الذين تحول حبهم للإذاعة الى إدمان للمشاركة، فأي برنامج تواصلي مع المستمعين بالهاتف إلا ونجدهم، سواء بالإذاعة الوطنية أو الجهويات وباقي المحطات الأخرى، كلما غيرت موجة المذياع تسمع أصواتهم سواء بالليل أو النهار وبحكم تمرسهم على التقاط الخط لم يتركوا فرصة المشاركة لمستمعين جدد وكأن هذه البرامج وضعت لهذه المجموعة فقط والتي أصبحت تشكل مللا وروتينية على المتلقي.. نعم أصبحت أغلق المذياع كلما سمعت بعض الأصوات، لأن تدخلاتهم تافهة لم ترق للمستوى المرغوب فيه، وأكدوا في أكثر من مناسبة على ضعف مستواهم ويبقى هدفهم الرئيسي هو المشاركة مع إغفالهم أن الهدف الأسمى من فتح هاتف الإذاعة هو المشاركة الهادفة والنقاش البناء وتنوير الرأي العام وإفادة المستمعين وهنا استحضر تدخل أحدهم مع الإذاعية أمينة العلوي وكان ضيف برنامج أغنية واختيار الفنان محمد المزكلدي فقال لها: «آلو الأخت أمينة بغيت نشارك معك في هذاك فقالت له : من ؟ قال لها الذي تتكلمون عليه. قالت له أمينة: أي أغانيه تحب؟ أجاب: أي أغنية من اختياركم وشكرا. وفي برنامج آخر سمعت أحدهم في تدخله قال: إن المستمعين الذين تدخلوا من قبل لم يتركوا لي ما أقول المهم المشاركة وشكرا. كانت هذه نماذج، إضافة الى برامج المسابقات بمجرد ما يطرح عليهم السؤال يقطعون الخط بدل الاعتذار عن عدم معرفة الجواب وهذا دليل على عقلية فارغة.. وأكثر من مناسبة وجه بعض المذيعين نداء لهؤلاء قصد فسح المجال لأناس جدد لكن ذون جدوى، أتمنى من المخرجين بالاذاعة أن يتأكدوا من آراء المتدخلين قبل تمريرها بدل فتح الخط مباشرة مع المذيع.