استضافت إذاعة كاب راديو مساء الخميس المفتش الإقليمي لحزب الاستقلال الأستاذ محمد السوداني بالناظور ضمن البرامج الحوارية التي تسلط الضوء على مجريات الحياة السياسية واستعدادات الأحزاب لخوض المعركة الانتخابية المقبلة، إذ كانت الحلقة فرصة تحدث من خلالها الأخ المفتش الإقليمي الأستاذ محمد السوداني عن تصور الحزب وبرنامجه والمجهودات التي ما فتئ يبذلها من أجل ترسيخ الممارسة الديمقراطية ببلادنا وهو سلوك يستمد جذوره من تاريخ الحركة الوطنية ومشروعية نضالية ودفاع عن الوطن إلى جانب المغفور له محمد الخامس من أجل استقلال المغرب. كما ركز الأخ المفتش الإقليمي للحزب بالناظور على أهمية تخليق الحياة السياسية عبر القطع مع أدوات الإفساد الانتخابي واستعمال المال الحرام من طرف لوبيات المصالح الشخصية منبها في الوقت ذاته كافة الناخبين إلى ضرورة الاحتكام إلى العقل وتغليب المصلحة العامة عند اختيار المرشح الأنسب والنزيه والطموح لخدمة المواطن والوطن، مع ضرورة تحلي السلطة بمبدأ الحياد والحد من تدخل بعض رجال السلطة وأعوانها أو المقربين منهم في سير العملية الانتخابية أثناء الحملة والاقتراع لثنيهم عن التأثير في النتائج، معتبرا أن التصويت على المفسدين لا يمكن إلا أن ينتج خريطة فاسدة ومسؤولة بعيدين كل البعد عن انتظارات المواطنين. وفي معرض حديثه عن الدور الكبير الذي لعبه حزب الاستقلال في الدفع بالممارسة السياسية أشار الأستاذ محمد السوداني إلى مبادرة الحزب الجريئة المتمثلة في تخفيض سن التصويت إلى 18 سنة وتشجيعه المستمر للمرأة قبل الاستقلال إلى يومنا هذا مؤكدا على أن الشباب إلى جانب النساء يعتبران قوة مهمة وشريحة يجب أن تتحمل مسؤوليتها لمحاربة العزوف وسياسة التيئيس عبر النقاش والمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية، أما عن التجربة الجماعية بالإقليم فقد ضمنها المفتش الإقليمي بالمعطيات والأرقام التي منحت الريادة للحزب على مستوى إقليمالناظور منذ 1983 محافظا على الرتبة الأولى بنسبة مهمة وبفارق كبير عن المحتل للرتبة الثانية مما يدل على مصداقية خطابنا وبرنامجه وساهم من موقع المعارضة في تخليق العمل السياسي كذلك. وفي هذا الإطار أشار المفتش الإقليمي للحزب إلى التجربة الجماعية الاستقلالية انطلاقا من بلدية زايو كنموذج فرض نفسه من خلال التدبير المحكم وترشيد النفقات ورسم سياسة تنموية جعلت من بلدية زايو التي كانت في الأمس القريب جماعة فتية إحدى أهم الحواضر بإقليمالناظور تتوفر على كل شروط ومواصفات المدينة، وفي إجابته حول المرشح أو مرشحي الحزب للانتخابات البلدية والجماعية أوضح الأستاذ السوداني الوسائل التي يعتمدها الحزب في خوضه للمعركة الانتخابية أهمها قاعدة المناضلين والبرنامج الواضح البعيد عن الوعود الكاذبة والحملة غير النظيفة، عناصر تشكل الخطوط العريضة لخطة العمل التي منطلقها رصيد الحزب ومصداقية خطابه منذ أول انتخابات في 1960. كما أن مرشحي الحزب هم من أبناء التنظيم حيث روعيت مسألة الكفاءة والنزاهة والاستقامة في الشخص الذي سيدافع عن أهداف الحزب ويسمع صوت المواطن ويلبي انتظاراته وهي مقاييس بعيدة عن التمييز القبلي أو اللغوي لأن المصلحة العامة فوق كل اعتبار أولا وأخيرا، إذ أن فروع الحزب عمدت إلى أداء دورها وفق القوانين المنظمة عبر تغطية مهمة لمجمل الدوائر في كل المناطق بإقليمالناظور من رأس الماء حتى إجارماوس ومن تروكوت حتى بني شيكر. أما السؤال المتعلق بظاهرة الترحال السياسي فقد وصفها المفتش الإقليمي بالمرض الذي يجب معالجته إذ لا يعقل أن يغرر بالمواطن الذي صوت على مرشح في حزب معين ليجده بين عشية وضحاها في حزب آخر، وبالتالي فإن هذا الترحال خطر على الدولة في الداخل والخارج. وفي إشارة أخرى للحركية والنقاش السياسي الذي تعرفه بلادنا لفت الأخ محمد السوداني إلى أنها ظاهرة صحية لا يجب أن تشكل عقبة في وجه الديمقراطية وبأن ما تنقله وسائل الإعلام من أخبار يبقى مجرد حادث عرضي لن يؤثر في المسلسل الديمقراطي على اعتبار أن حزب الاستقلال تربطه علاقات وطيدة ويحظى باحترام خصومه على المستوى الوطني والمحلي.