الأمراض المتنقلة جنسيا هي أمراض معدية تنتقل خاصة أو في أغلب الأحيان بواسطة العلاقات الجنسية، أما عن الجراثيم المسؤولة فكثيرة منها بكتيريات، فيروسات، فطريات وطفيليات.. فهناك أكثر من 20 مرضا متنقلا جنسيا، وحوالي 10 منها تهمنا في هذا الباب نظرا لانتشارها، ولمزيد التوضيحات التقينا بالدكتور محمد بوتخيل.. * العلم: حاوره بوجدة – محمد بلبشير ● س . ما الجديد أرقاما ومعلومات حول الأمراض المتنقلة جنسيا؟ ◘ ج . تعد محاربة الأمراض المتنقلة جنسيا واحدة من أهم التوجهات الرئيسية في البرنامج الاستراتيجي الوطني لمحاربة السيدا، وتعتبر الأمراض المنقولة جنسيا على الصعيد العالمي من أهم مشاكل الصحة العمومية ، و حسب إحصائيات المنظمة العالمية للصحة فهناك أكثر من هذه الأمراض تصيب ذوي الأعمار ما بين 15 و 49 سنة ، و التي تقدر ب 330 مليون في السنة ، منها 12 مليون حالة سنوية من مرض الزهري ، و 50 مليون حالة من كلاميديا ، و 120 مليون حالة من مرض Trichomoniases … و هي أمراض خطيرة تتمثل خطورتها في كونها تتسبب في الإصابة بالعقم عند المرأة ، و أمراض خطيرة أخرى كسرطان الرحم و التهابات العين و الخصيتين ، و هي تساعد على انتشار السيدا بنسبة 300% …و مما تجدر الاشارة إليه ا، عدد المصابين الجدد في العالم قد تقلص بحوالي 20 ℅ حسب التقرير ألأممي لسنة 2010 ، و كذلك عدد الوفيات بالمرض نظرا للأدوية و الوقاية ..سجل ارتفاع إذ وصل إلى 5319 سنة 2010 87 ℅منها عن طريق العلاقات الجنسية .. و حسب بعض الدراسات الاستكشافية فان عدد حاملي الفيروس يقدر بحوالي 250.000 بدون أن يتعرفوا عليه .. ● س . هل وصل الطب الحديث إلى تحديد عدد المصابين بهذه الأمراض؟ ◘ ج . هناك اجتهادات في هذا المجال ، و أبحاث الطب الجديد ما زالت مستمرة ، و هكذا فإن عدد المصابين بالأمراض المتنقلة جنسيا في تزايد مستمر ، بالمغرب وحده تسجل 600 ألف حالة جديدة كل سنة ، و حسب (( O.M.S تقدر حالات السيدا في العالم بأكثر من 34 مليون مصابا ..و قد توفيت منذ ظهور المرض 20 مليون و على ضوء المعطيات الحالية لانتشار الوباء ن يقدر أن هذا العدد سيكون مضاعفا في المغرب ، حيث لا يعرف عدد المصابين بالضبط ، و عدد المشخصين يقارب 1450 حالة. 25 % بالنسبة لما بين 15 و 29 سنة ، و 44% ما بين 30 و 39 سنة ، و 18% ما بين 40 و 49 سنة ! … و طرق الانتقال كالتالي : 74% عن طريق الرجل و المرأة (( Letors و 6% لواط ، و 4% العلاقة المثالية ، و 3% المخدرات بالحقنة ، و 1% تحاقن الدم ، و 3% المواليد الجدد ، و 2% مختلفة ، و 1% غير معروفة … بالدار البيضاء : 218 حالة ، مراكش : 133 ، أكادير: 164 ، الرباط : 61 . ● س . هناك أسباب تؤدي إلى انتقال هذه الأمراض، ما هي وكيف تنتقل؟ ◘ ج . هذا ما نسميه عندنا بTransmission فمرض الزهري يتنقل عن طريق الجنس و أيضا من الأم إلى مولودها . – مرض القرحة اللينة تنتقل بواسطة الجنس فقط . – مرض تولال الجهاز التناسلي ينتقل في أغلب الأحيان بالجنس ، و لكن الانتقال غير المباشر ممكن و ذلك بواسطة اليد مثلا ، و ينتقل أيضا من الأم إلى المولود . – مرض السيدا ينتقل بواسطة الاتصال الجنسي في 60 إلى 90 % من الحالات و ذلك حسب الدول ، و ينتقل أيضا عن طريق الدم و من الأم إلى الجنين خلال العمل أو خلال الولادة و كذا هند الرضاعة بواسطة الحليب .. الانتقال عبر الدم يشمل عمليات نقل الدم أو مشتقاته إلى المحتاجين إليه، ويشمل أيضا الحقن بإبر مستعملة أو ملوثة بدم لشخص مصاب (وهنا تلعب المخدرات دورا مهما في انتقال المرض في المغرب) 30 % من الحالات. وكذا حوادث الجروح بواسطة الإبر أو الأدوات الحادة التي تحدث بكثير من المستشفيات وتعرض العاملين للعدوى، ونسبة العدوى في هذه الحالة تبقى ضئيلة إذ لا تتعدى 0,3 % . – الأمراض التي تسببها الفطريات أو البروتوزيرات تنتقل بواسطة الجنس وأيضا من الدم إلى مولود الأم – عمل أسفل البطن والجرب ينتقلان بواسطة الجنس وأيضا بواسطة الثياب والفراش طبعا، شخص ما قد يوجد عنده في نفس الوقت أكثر من مرض، وقد يساعد بعضها البعض الآخر على الانتقال بسهولة، إذ أن الحاجز الجلدي غير صالح، وثانيا توجد في هذه القروح خلايا المناعة بكثرة، ويجد فيها فيروس السيدا مبتغاه و يبدأ بالتكاثر فيها. ● س . لا بد أن هناك أعراضا لهذه الأمراض، هل بإمكانكم تحديدها؟ ◘ ج . قبل التعرض لأهم الأعراض يجد تحديد ما يسمى بفترة الحضانة، كل مرض معدي يتسم بفترة حضانة معينة، وفترة الحضانة هي فترة الزمن التي تفصل دخول الجرثوم إلى الجسم وظهور أول أعراض المرض بالنسبة للأمراض المتنقلة جنسيا وتختلف هذه الفترة من بضعة أيام إلى عدة أسابيع … 1 – أول شيء يثير الانتباه في هذه الأمراض الجنسية هي القرحة التناسلية ، هذه القرحة تظهر في مكان دخول الجرثوم ، و دائما تظهر انتفاخا في اللمفاويات على جانبه أسفل البطن ، و أهم الأمراض التي تسبب القرحة هي الزهري و القرحة اللينة و الهربس. – في الزهري تظهر القرحة بعد فترة حضانة تقدر بحوالي 3 أسابيع، و القرحة هنا لا تتسبب في ألم . هذه القرحة تختفي خلال 4 أسابيع بدون علاج، و لكن دون أن يختفي المرض و هنا يكمن الخطر إذ يظن الشخص المصاب أنه شفي ! عند المرأة الحامل يسبب غياب الألم مع تواجد القرحة في عنق المرأة 21% ، من الحالات ، فهذه القرحة ، و في كثير من الأحيان ، تمر دون الإحساس بها ، و بعد اختفاء القرحة يدخل المرض مرحلة ثانية ، خلالها ينتشر الجرثوم داخل أعضاء الجسم و يتسبب في طفوح جلدية متعددة الأشكال تظهر و تختفي ، حمى التهاب الكبد ، التهاب السحايا ، انتفاخ اللمفاويات ، و تدوم هذه الأعراض بضعة أشهر لتختفي و تظهر من جديد على مدى سنتين ، ثم يدخل المرض مرحلة صامتة ، أي بدون أعراض جسمانية تدوم من 5 إلى 15 سنة لتظهر المرحلة الأخطر و التي تتسم بأعراض جلدية و خاصة تلف في الجهاز و تلف في القلب و الأوعية الدموية الكبيرة . – مرض القرحة اللينة يختلف عن الزهري في فترة الحضانة إذ تدوم 3 إلى 5 أيام ، و كذا في كونه مؤلم جدا و أصله لين ، مضاعفاته قليلة ، الانتفاخ اللمفاوي ، و ليس هناك مراحل أخرى للمرض . – قرحة الهربس تشبه إلى حد كبير HER PES LABIAL ، فهو عبارة عن مجموعة أو باقة من القروح الصغيرة ، فترة الحضانة تدوم من 2 إلى 12 يوما، عندما يصاب شخص ما لأول مرة تكون الأعراض مهمة خاصة عند المرأة : ألم حاد و حمى ، عياء و ضعف جنسي. هذه الأعراض تختفي في بضعة أسابيع، ولكن يمكث الفيروس في الجسم ويظهر المرض بدون مناسبة أو بمناسبة عياء نفسي أو جسماني وغير ذلك . فالقروح تكون هنا أقل حدة، ولكن تكرارها يؤثر على نفسية المريض بشكل كبير . عند المرأة الأعراض التي تتكرّر قد تمرّ دون الإحساس بها ، و هذا يلعب دورا كبيرا في انتقال العدوى .. 2 – مرض السيلان : هو سيلان صديدي يخرج من خلال مجرى البول مع آلام عند التبول . – فعند الرجل هناك نوعان : السيلان الحادّ يتسبّب فيه أغلب الأحيان جرثوم : GONOCOQUE بعد فترة حضانة تقدر ب 3 إلى 5 أيام ، يظهر سيلان صديدي مع آلم شديد عند التبوّل . – السيلان المزمن الذي يتسبّب فيه غالبا بكتريا الكلاميديا ، و تظهر بعد فترة حضانة تقدّر ببضع أسابيع ، و يكون السّيلان هنا غير حادّ ، و لكن يطول لبضع شهور إذا لم يعالج البروتوزويرات و خميرة الكانديدا قد تتسبّب أيضا في السيلان . ! – عند المرأة هذه الجراثيم تتسبب في التهاب عنق الرّحم و ينتج في ذلك نزول ماء ملون و ذو رائحة ! وهناك عدد كبير من المصابين بهذه الجراثيم رجالا و نساء و الذين لا تظهر عندهم علامات المرض . و هذا يلعب دورا كبيرا في انتقال العدوى ! 3 – تلال الجهاز التناسلي يظهر على شكل نتوءات يختلف حجمها و عددها و قد تبقى لعدة سنوات في بعض الحالات تختفي بدون علاج. 4 – مرض السّيدا : أول أعراض المرض تظهر بعد فترة حضانة تتراوح ما بين 3 أيام إلى 3 شهور ، و هذه الأعراض الأولية تظهر لدى 50% من المصابين لأول مرة بالفيروس ، و تتزامن مع إنتاج الجسم للمضادات الجسمية ، و هذه الأعراض الأولية تشبه إلى حدّ ما أعراضا فيروسية أخرى كالزكام مثلا ، تلاحظ حمّى ، عياء، عرق كثير ، آلام عضلية و آلام المفاصل انتفاخ لمغاوي ، آلام الرأس ، طفوح جلدية في الوجه و بقية الجسم ، هذه الأعراض تبقى لمدة أسبوعين ، و يدخل المرض مرحلة صامتة . خلالها لا تظهر على الشخص المصاب أية علامة مرضية ، لكن الفيروس يتكاثر ببطء شديد في الخلايا اللّمفاوية التي تلعب الدور الفعال في جهاز المناعة . و يتسبّب بالتالي في موتها ، و هذه الفترة الصامتة تتراوح مدّتها ما بين 8 إلى 10 سنوات حتى 15 سنة ، خلالها يكون الشخص المصاب معديا ، و تظهر أعراض السيدا عندما يتقلص عدد هذه الخلايا ، و يصل إلى نسبة معيّنة ، و أعراض السيدا هي نتيجة لانهيار جهاز المناعة ، فنلاحظ حمى مزمنة تدوم أكثر من شهر و نقص في الوزن ( أكثر من 10% ) مع إسهال يدوم أكثر من شهر، نلاحظ أيضا أمراضا معدية بكتيرية فيروسية، وخاصة طفيلية، بعض أنواعها غير مألوف. – السيدا يؤدي إلى الموت في 100% من الحالات، وأمد الحياة بالنسبة للشخص في المرحلة الأخيرة من السيدا كانت بحوالي 6 أشهر سنة 1981 ، و يصل الآن حوالي 3 سنوات بفضل مختلف الأدوية! ● س . كيف يتم تشخيص الأمراض المتنقلة جنسيا؟ ◘ ج . في بعض الأحيان يكفي الفحص السريري للمريض للتعرف على المرض، في أغلب الأحيان يحتاج التشخيص إلى إجراء تحاليل مخبرية، ومنها تحاليل مجهرية للتعرف على البكتريا أو الفيروسات أو الطفيليات المسؤولة على المرض، وكذا تحاليل للدّم للبحث عن وجود مضادات جسمية خاصة، وهذه الأخيرة لها أهمية بالغة لتشخيص بعض الأمراض كمرض الزهري والسّيدا! ● س . لا بد أن هناك مضاعفات ومضاعفات خطيرة بالنسبة لهذه الأمراض؟ ◘ ج . باستثناء مرض السّيدا ، فالأمراض المتنقلة جنسيا لا تقتل، ولكن إذا لم تعالج مبكرا قد تتسبب في بقية الجسم، وأهم هذه المضاعفات: – العقم لدى الرجل و المرأة بسبب انتشار المرض في الجهاز التناسلي الداخلي، وقد يصل إلى داخل بطن المرأة و يتطلب تدخلا جراحيا. – نشوء الحمل خارج الرحم. – تولال الجهاز التناسلي قد يؤدي إلى ظهور سرطان في الجهاز نفسه. – تكرار السيلان قد يؤدي إلى انسداد في مجرى البول. – الزهري في مرحلته الثالثة يؤدي إلى تلف أنسجة الدماغ والقلب والأوعية الدموية! وانتقال العدوى إلى الجنين أو الطفل عند الولادة قد يؤدي إلى موته أو حدوث تشوهات خلقية أو إصابة عين المولود بالعمى ( السيلان ) وإصابته بالتولال الخلقي، الزهري، الهربس، السيدا، الطفيليات، وغيرها.. 3 – المضاعفات النفسية، فإصابة الجهاز التناسلي يعيشها المريض بصعوبة، و يبقى هذا التأثير حتى بعد أن يشفى، فيبقى عنده تخوف مع العقم أو من الضعف الجنسي. ● س . ما هو العلاج من هذه الحالات، وكيف تكون الوقاية من هذه الأمراض؟ ◘ ج . بالنسبة للأمراض البكتيرية والطفيلية والفطرية توجد أدوية مضادة و فعالة إذ هي استخدمت مبكرا من طرف المريض وكذا الشخص أ, الأشخاص الذين كانت له معهم علاقة جنسية. وبالنسبة للأمراض الفيروسية، ليس هناك مضادات فعالة، و إن كانت هناك بعض الأدوية تقلل من تكاثر الفيروسات و لكن دون القضاء عليها . أما الوقاية فهي ذات أهمية قصوى، لا يوجد أي لقاء لهذه الأمراض، والأبحاث المكثفة التي تجري حاليا لإيجاد لقاح السيدا باءت بالفشل، ولنفرض أنه وجد لقاح فعال ضد السيدا فهو لن يحل المشكلة ولن يمنع من ظهور فيروسات أخرى أو جراثيم أخرى بنفس الشراسة أو أكثر، إذن فالوقاية الحقيقية هي مراجعة التصرفات الجنسية للإنسان، ومن أهم الإجراءات الوقائية: – إخبار إعلام الناس و خاصة الشباب و المراهقين و الشرائح الأكثر تعرضا لهذه الآفات و ذلك بإعطاء المعلومات الصحية عنها و طرق الإصابة و العدوى و بعض المزاعم غير الصحية المروج عنها و هي كثيرة . – التشخيص المبكر لهذه الأمراض ، لذا يجب على الأشخاص المصابين استشارة الطبيب و حتى الأشخاص المعرضين للعدوى قد يكونون ناقلين للمرض دون أن يشعروا . – السلوك الجنسي السليم و الابتعاد عن الممارسات الشاذة! – حث الشباب على الزواج مع الوفاء للزوج والزوجة. – الشيء المذكور هو أن مكافحة الأمراض المتنقلة جنسيا المألوفة تساعد بشكل كبير على مكافحة السيدا لأن له نفس الخاصيات الوبائية (اليدسيولوجية ): الشرائح المعرضة، طرق العدوى. – فيما يخص الغشاء الوقائي، فنظرا لخطورة الوباء الذي أصبح يهدد البشرية فكل وسائل المحاربة لا بد أن تستعمل، الغشاء يوفر وقاية جيدة لكن ليس 100 % إذ أن مادة صنعه قد تتلف بالحرارة كما أن الغشاء لا يغطي الجهاز التناسلي كله. ● س . كلمة أخيرة؟ ◘ ج . الأمراض المتنقلة جنسيا أضحت من مسؤولية الجميع: أطباء، مدرسين، مربيين، إعلاميين اجتماعيين ورجال الدين، كل شخص يهتم بهذا المجال، والسيدا ليس إلا درسا نستخلص منه العبرا …
الدكتور محمد بوتخيل ل العلم: الأمراض المتنقلة جنسيا أضحت مسؤولية الجميع.‼ تسجيل 600 ألف حالة جديدة كل سنة.‼