الأمراض التي تنتقل من شخصٍ إلى آخر عن طريق الاتصال الجنسي هي عبارة عن عدوى تصيب عدة أماكن، مثل المهبل والفم، ولا شك أنها كانت موجودة منذ آلاف السنين إنما تفاقمت خطورتها بعد أن ظهر داء نقص المناعة المكتسب، المنتقل جنسياً (الإيدز) عام 1984. ولا شك أن الأمراض المنقولة جنسياً يمكن علاجها، ولكن بعض الأمراض لا يمكن شفاؤها حتى لو وُجدت الأدوية الفعالة، مثل «الإيدز» وفيروس الورم الحليمي والتهاب الكبد الوبائي والسيلان. ومن الأمور التي يجب معرفتها أن الأمراض المنتقلة جنسياً لا تُلاحَظ في حينها، بل إن أعراض أغلبها تظهر في ذروة المرض، لذلك فإنه من الواجب توعية الجمهور وتثقيفه بخصوص العدوى الجنسية وأساليب الوقاية منها. في الوقت الحالي، لا يوجد شيء يُسمى «الجنس الآمن» أو ممارسة آمنة للجنس، وفي الوقت ذاته فالسبيل الوحيد إلى الوقاية التامة من الأمراض الجنسية واحتمالات الإصابة منها هو تجنب ممارسة الجنس تماماً، ولكن في نفس الوقت لا تعتقد أن التقبيل لا يعتبر وسيلة للعدوى، بل هو لسوء الحظ ممر لبعض الأمراض من جسدٍ إلى آخر، مثل الزهري والهربس، ولكنْ بنسب بسيطة. أما بالنسبة إلى الواقي الذكري فلا تعتقد أنه سيحميك حماية كاملة من العدوى، فلا شك أنه يحمل حماية ضد الأمراض المنقولة جنسياً، مثل الكلاميديا والسيلان، ولكنه لا يحمل حماية كاملة ضد أنواع العدوى الأخرى، مثل الهربس التناسلي والثآليل التناسلية والزهري والإيدز، لذلك فإن منع انتشار الأمراض المنقولة جنسياً يعتمد على المشورة والتشخيص والعلاج المبكر من المرض. أعراض الزهري: لا شك أن هناك ثلاثة مراحل إضافة إلى مرحلة عدم النشاط، والمرحلة الأولى للمرض هي مرحلة تشكيل التقرح، والتي يمكن أن تتطور خلال مدة تتراوح بين 10 إلى 90 يوماً من تاريخ الإصابة، مع ظهور الأعراض بعد فترة متوسطها 21 يوماً بعد الإصابة، حتى ظهور الأعراض الأولى، كما يجب أن نعلم أن الزهري مرض معدٍ للغاية في وجود التقرحات. ويمكن للعدوى أن تنتقل من خلال مكان التقرح، الذي يعجّ بالبكتيريا اللولبية، فإنْ كانت القرحة خارج المهبل أو وقعت على كيس الصفن عند الذكر فلن يكون للواقي الذكري دور في الوقاية من المرض عن طريق الاتصال الجنسي، وبالمثل إن كان التقرح يصيب الفم، فقد تنتقل العدوى إلى الطرف الثاني عند التقبيل. ويمكن أن يزول التقرح خلال 6 أسابيع، ولكن المرض سيبقى في الجسم حتى يبلغ مراحله المقدمة خلال 6 أشهر، إن لم تتم معالجة المرض في مراحله الابتدائية. وفي حالة إصابة النساء بالبكتيريا، فإنهن يُشفَيْن من ذلك تلقائيا، ومع ذلك فإنه يتواجد احتمال بنسبة 25% لدخول المرض في مرحلته الثانوية، وهو ناتجٌ عن تطور المرحلة الابتدائية للمرض. وتُعتبر المرحلةُ الثانوية لمرض الزهري المرحلة الأساسية لظهور المرض، مما يعني أنها قد يؤثر على أجهزة الجسم في هذه المرحلة، إضافة إلى بعض الأمراض الأخرى مثل: 1 -ارتفاع في درجة حرارة الجسم، 2 -الشعور بالضعف والإعياء، 3 -الصداع الليلي الذي لا يُطاق، 4 -آلام في العضلات والمفاصل، 5 - تقرحات جلدية قرمزية اللون على الجسم، خاصة في باطن اليد وأخمص القدمين، 6 التهاب في الحلق، 7 - تورّم في العقد الليمفاوية، 8 - تساقط الشعر بغزارة، 9 - الهتابات في المخ والكبد. 10 - فقر الدم وتضخم الطحال. إضافة إلى ظهور بقع بيضاء في الفم والأنف والمهبل والإصابة بالحمى والصداع، وقد تظهر بعض الآفات في الأعضاء التناسلية، مثل الثآليل التناسلية، التي تسببها البكتيريا اللولبية، وهذا الطفح الجلدي يمكن أن يظهر على راحتي اليدين، مما قد يسمح بالعدوى عند المصافحة أيضاً. ويعد مرض الزهري، في مرحلته الثانوية، من الأمراض التي قد لا تسبب أعراضاً، فقد يبقى المرض في الجسم لمدة تتجاوز ال20 عاماً، مما قد يدفع المرض إلى دخول مرحلته الثالثة، والذي يؤدي إلى مشاكل عديدة في جميع أنحاء الجسم منها: -انتفاخ غير طبيعي في الشريان الأورطي، مما قد يؤدي إلى مشاكل في القلب، -حدوث مشاكل في الدماغ، مما قد يؤدي إلى السكتة الدماغية أو التهاب السحايا أو الضعف العصبي، -التأثير على العينين، مما قد يؤدي إلى تدهور البصر، -التأثير على الأذن، مما قد يؤدي إلى الصمم، وقد يصل الزهري إلى مرحلة ما قد يكون فيه مرضا قاتلا. كيف يتم تشخيص مرض الزهري؟ يتم تشخيص مرض الزهري، في مراحله الأولى، عن طريق الكشف عن التقرحات تحت المهجر، مما قد يكشف أيضاً عن البكتيريا اللولبية، ومع ذلك، نادراً ما يتم الكشف عن المرض تحت هذه المجاهر، لذلك يعتبر الزهري معقد جداً في تشخيصه، إلى درجة أنه قد لا يمكن اكتشاف الأمر في منطقة العدوى نفسها. ويمكن، أيضاً، تشخيص مرض الزهري عن طريق اختبارات الدم باستخدام معيار الأمراض التناسلية، وتتميز هذه الاختبارات بقدرتها على الكشف عن استجابة الجسم للعدوى . طرق العلاج:: يُقِرّ الخبراء بأن طرق العلاج تختلف كثيراً باختلاف مراحل المرض، فحقن البنسلين طويلة المفعول قد تكون مفيدة جداً في المرحلة المبكرة والمتأخرة للزهري، ويمكن النساءَ الحوامل المُصابات بالمرض أن ينقلن المرض إلى الجنين عن طريق المشيمة، لذلك فقد يُستخدم «البنسلين» أو بعض المضادات الحيوية طويلة المفعول، والتي لا تنتقل إلى الجنين، في نفس الوقت، عبر المشيمة. وفي حالة عدم العلاج، قد يودي الزهري بالمرأة الحامل إلى الموت أوإلى العمى، ونفس الشيء بالنسبة إلى الجنين، وفي النهاية، إليك ملخص بسيط عن مرض الزهري وما تم ذكره في الموضوع: 1- عند ظهور أي تقرح على العضو التناسلي أو على اللسان أو الشفتين، يجب استشارة الطبيب في هذا الأمر، حتى ولو لم يكن التقرح مؤلماً، حيث إن تقرح السفلس لا يؤلم وليست له إفرازات. 2- المرحلة الثانية من السفلس هي مرحلة شديدة العدوى، لذا فالمصاب بها يشكل خطراً على من حوله وعلى المجتمع أيضاً. 3- المرحلة الثالثة من المرض هي مرحلة طويلة تستمر لمدة 20 عاماً أو أكثر، ويؤدي%80 من الحالات المُصابة بها إلى الموت بالسكتة القلبية. 4- إن أهم شيء هو متابعة علاج السفلس من أجل ضمان الشفاء التام من المرض.