كشفت منظمة الصحة العالمية عن أن أنواع العدوى المنقولة جنسيا تنجم عن أكثر من 30 نوعا مختلفا من الجراثيم والفيروسات والطفيليات التي تنتشر عن طريق الاتصال الجنسي بالدرجة الأولى. وأوضحت المنظمة الأممية أنه يمكن أن تؤدي أنواع العدوى هذه إلى الإصابة بأمراض مزمنة، منها مرض نقص المناعة المكتسب «الأيدز» ومضاعفات الحمل والعقم وسرطان عنق الرحم والوفاة. ووفق منظمة الصحة العالمية فإن أنواع العدوى المنقولة جنسيا ومضاعفاتها، تندرج في البلدان النامية، ضمن أهم الفئات المرضية الخمس التي يلتمس البالغون خدمات الرعاية الصحية جرائها. ونقلت أنه واستجابة لمقتضيات تلك الأمراض، فإن وكالاتها والمنظمات الشريكة معها تبذل جهودا على الصعيد العالمي للوقاية منها ومكافحتها. وقد جاءت أكثر أنواع العدوى المنقولة جنسيا شيوعا وآثارها والسبل الكفيلة لوقف انتشارها، على الشكل التالي: 1- تسري بعض أنواع العدوى المنقولة جنسيا من الأم إلى طفلها أثناء فترة الحمل وخلال الولادة. ومن سبل انتقالها أيضا نقل مشتقات الدم أو زراعة الأنسجة. ومن بعض الأمراض الناجمة عنها الزهري والأيدز وسرطان عنق الرحم. 2- تظهر أنواع العدوى المنقولة جنسيا، في كثير من الأحيان، دون أن تتسبب في ظهور أعراض. وعليه ينبغي للرجال والنساء الذين يقيمون علاقات جنسية مع أشخاص يعانون من أعراض أنواع العدوى المذكورة التماس خدمات الرعاية الصحية، حتى في حال انعدام الأعراض. وينبغي، كلما تم تشخيص أحد أنواع العدوى تلك أو الاشتباه فيه، توفير العلاج الناجع بسرعة من أجل توقي المضاعفات. 3- في كل عام تصاب مراهقة واحدة من أصل عشرين مراهقة بأحد أنواع العدوى الجرثومية جراء الاتصال الجنسي. وينبغي أن تشمل جميع أنشطة التثقيف في مجال الصحة الجنسية وجميع الخدمات ذات الصلة تحسين وعي المراهقات ومعرفتهن بأنواع العدوى المنقولة جنسيا وكيفية الوقاية منها. 4- تمثل الأمراض المنقولة جنسيا أهم أسباب الضرر الذي يؤدي إلى العقم لدى النساء. 5- تؤدي 25% من حالات الحمل، لدى النساء المصابات بالنوع المبكر من الزهري غير المعالج، إلى الإخلاص. كما تؤدي 14% منها إلى وفاة الجنين. 6- الإصابة بفيروس «الورم الحليمي البشري»، أو سرطان عنق الرحم، هو أحد أكثر أنواع العدوى المنقولة جنسيا فتكا بالناس. وجميع الحالات تقريبا مردها الإصابة بالعدوى التناسلية الناجمة عن ذلك الفيروس. والجدير بالذكر أن سرطان عنق الرحم هو ثاني أنواع السرطان المنتشر بين النساء، حيث تسجل نحو 500 ألف حالة جديدة منه و250 ألف حالة وفاة بسببه كل عام. 7- تمثل العوازل، عندما تستخدم بطرق سليمة وباستمرار، أحد أنجع الأساليب للحماية من أنواع العدوى المنقولة جنسيا، بما في ذلك عدوى فيروس الأيدز. وعلى الرغم من فعالية العوازل الأنثوية، فإنها لا تزال غير مستخدمة على نطاق واسع في البرامج الوقائية الوطنية بسبب ارتفاع أسعارها مقارنة بالعوازل الذكرية. 8- تمكن عملية إخطار الشريك، التي تمثل جزءا لا يتجزأ من الرعاية الخاصة بأنواع العدوى المنقولة جنسيا، من إعلام شركاء المرضى الجنسيين بإمكانية تعرضهم لمخاطر تلك الأمراض حتى يتمكنوا من التماس خدمات التحري والعلاج. ويمكن أن تسهم تلك العملية في توقي الإصابة بالعدوى مجددا وفي الحد من انتشارها على نطاق واسع. 9- تزيد الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية وبعض السلوكيات الجنسية من درجة تعرض الشخص لمخاطر أنواع العدوى المنقولة جنسيا. 10- أعدت منظمة الصحة العالمية، بفضل مشاورة واسعة تمت بين الدول الأعضاء والهيئات الشريكة، استراتيجية عالمية للتعجيل بتوقي ومكافحة الأمراض المنقولة جنسيا، حظيت بعد ذلك بتأييد جمعية الصحة العالمية في مايو 2006.