... أقامت وزارة الشباب والرياضة واللجنة الوطنية الأولمبية المغربية حفل استقبال على شرف الوفد الرياضي المغربي المشارك في الدورة ال29 للألعاب الأولمبية التي تحتضنها الصين إلى غاية24 غشت الجاري. ولا شك في أن هذه الحركة تجاه رياضيينا تعتبر مهمة جدا في ظل النتائج المخيبة جدا جدا لهؤلاء ، وفي ظل الشكاوي التى جاءت على لسان بعضهم فيما يخص تصرفات بعض المسؤولين ونقص العناية الطبية وما إلى ذلك من الأشياء التي تتبعنا أصداءها وكانت بحق تبعث على الإشمئزاز ... لكن السيدة نوال وزيرة الشبيبة والرياضة عوض أن تحث هؤلاء الرياضيين على مزيد من " شد الحزام " والهمم وبذل أكبر جهد ممكن ، اعتبارا لأن ما حصل عليه رياضيونا في الملاكمة والجيدو والمسايفة والسباحة والرماية بالنبال ، والإقصاءات التي لحقت بعض عدائي ألعاب القوى لا يشرف المغرب والمغاربة ، ولا يوازي حجم الإمكانات التي رصدت لتهييئهم داخل المغرب وخارجه ... قلت عوض هذا ، ذكرت السيدة نوال المتوكل في كلمة وجهتها لهؤلاء الرياضيين أن التأهل للمشاركة في الألعاب الأولمبية "يعد في حد ذاته إنجازا يميز المشوار الرياضي لكل واحد منهم ويدخله تاريخ الألعاب مهما كانت النتيجة التي يحصل عليها". والواقع فإن من يسمع مثل هذا الكلام لا بد أن يتأكد أننا ما زلنا نجرى وراء السراب ، لم نعرف بعد ماذا أصبحت تمثله الرياضة في حياة الشعوب ، وماذا يعني الحضور في تظاهرة رياضية كبرى من حجم الألعاب الأولمبية ، ولماذا كل هذا الضغط الإعلامي الذي يسلط على ألعاب يفوق حضور الدول فيها أي حدث في الكون ، سواء كان سياسيا أو إقتصاديا أو اجتماعيا ... ولأنها الألعاب الأولمبية فإنها تعتبر بمثابة معرض عالمي تصر في الدول على الحضور لعرض آخر ما أنتجته في الميدان الرياضي والتعريف بما أصبح عليه الإنسان في هذه الدول من تقدم رياضي يجعله قادرا على محاربة الظروف وعقارب الساعة سعيا وراء التتويج بميداليات تبقى في كل الأحوال رمزية لدى الفائز بها ، لكنها بقيمة الدنيا وعجائبها عند الدول المشارة في هذا المحفل الرياضي العالمي الكبير .... ولسنا في حاجة للتأكيد أن زمن المشاركة من أجل المشاركة قد ولى ، وأنه من الأفضل إذا كنا ما زلنا نفكر على هذا الأساس فمن الأفضل أن نفترش الأرض و "نديها " في همومنا اليومية عوض صداع الرأس مع هذه الرياضة التى لم يسقم حالها على النحخو الذي نراه لدى الدول التي " بهدل " أبطالها رياضيينا وأرجعوهم خائبين بخفي حنين... ولعل السيدة نوال تتذكر أنه عندما كانت تجري لم يكن أحد يتلو عليها الزابور الذي قرأته على رياضيينا في بكين ، وتتذكر أن فوزها بالميدالية الذهبية في لوس أنجلس لم يأت لأن الناس قالوا لها ذات يوم " الدنيا هانية " المهم أنك موجودة في لوس أنجلس...بل لأنه كان هناك من يحثها على البذل والعطاء بكل ما أوتيت من قوة لأنها ستدخل التاريخ من بابه الواسع و ستعطي المغرب والمغاربة قيمته ،قيمتهم وسط العائلة الرياضية العالمية .... وليس العكس.