... تختفي السيدة وزيرة الشباب والرياضة نوال المتوكل مع همها في اللجنة الأولمبية الدولية ، لكنها عندما تعود لتطل علينا فإنها لا تأتينا خاوية الوفاض تبارك الله... آخر ذلك ، تلك الفتوى التي لا قبلها ولا بعدها أية فتاوى أخرى ، عندما أكدت في كلمة لها خلال لقاء تواصلي مع ممثلي مختلف وسائل الإعلام الوطنية ببوزنيقة أن الوزارة قررت أمام تنامي ظاهرة التعاطي للمنشطات في العالم ( وليس في المغرب ) إطلاق قافلة وطنية في مختلف جهات المملكة من أجل تحسيس جميع الرياضيين بمخاطر المواد المنشطة ستتزامن مع الدخول المدرسي تستهدف على وجه الخصوص جميع الرياضيين والتلاميد والمتدخلين في الحقل الرياضي الوطني ... والواقع فإن موضوع تناول المنشطات لا يمكن التصدي له بمثل ما جادت به قريحة السيدة نوال ، إذا ليس بالقوافل يمكن أن نقضي على هذه الآفة التي أصابت بعض الرياضيين المغاربة ، وليس "بتفراق اللغو" هنا وهناك يمكن أن نثني أجيالنا الرياضية الصاعدة عن تناول المواد المنشطة سواء عن وعي أو من غيره ... ولعل مجرد التفكير في اللقاء الإعلامي الأخير الذي لم يحضره كثير من رؤساء الجامعات الوطنية والمسؤولين عن اللجنة الأولمبية وجمعيات الطب الرياضي ، وجمعيات الصيادلة ، وجمعيات الطب العام والخاص ، وممثلي مختبرات تصنيع الأدوية وغيرهم ممن يرتبطون من قريب أو بعيد بموضوع المنشطات ، أقول بدون حضور هؤلاء يعتبر اللقاء مجرد جعجعة من طحين ، ومجرد محاولة تلميع صورة السيدة الوزير بعد غياب عن الواجهة بعد مناظرة الصخيرات ... فماذا عسى القوافل أن تأتي به من نتائج سوى توزيع الكلام ... فمادامت الإتفاقية الدولية لمكافحة المنشطات توجد تحت قبة البرلمان من خلال مشروع القانون رقم51 .08 المتعلق بمكافحة تعاطي المنشطات في الممارسة الرياضية والمصادقة عليه من طرف مجلس الوزراء في السابع من ماي الماضي.. فإن كل العمليات الفلكورية التي يراد إلباسها لهذا الموضوع الجد حساس يعتبر خروجا عن النص ... فلو كانت السيدة نوال مثلا جمعت الأطباء والصيادلة والممرضين والمدلكين والمشرفين على الرياضيين وأصحاب المختبرات الطبية وبصفة عامة الملتصقين والمرافقين للرياضيين المغاربة المزاولين لمختلف الرياضات ، فإن الموضوع يمكن أن يأتي أكله ، ولو أننا لا يمكن أن نضبطه مائة في المائة في غياب المراقبة الدائمة لرياضيي أغلب الرياضات اللهم إلا استثنينا عدائي ألعاب القوى المعروفين طبعا عالميا الذين يخضعون لذلك من طرف لجن فحص عالمية ، لأننا نعلم أن هناك الكثير من الرياضيين يتناولون عقاقير بدون مراقبة من أطبائهم ، إن لم نقل إنهم يقبلون عليها لجهلهم بأضرارها المتعددة التي يمكن إجمالها في : الإدمان ، الاكتئاب النفسي ، الإلتهاب الكبدي ، إلتهاب المعدة المؤدي إلى القرحة ، الأمراض العصبية المختلفة ، الأرق والهلوسة ، الإسهال والغثيان ، فقدان الإتزان ، أمراض الرئة والقلب ، فقدان الشهية للطعام ، الإرتخاء في العضلات ، الزيادة في إفرازات الدموع والأنف ، الطفح الجلدي ، الهبوط في التنفس ، (الوفاة )استخدام هرمون التستستيرون (هرمون الذكورة) ويؤدى إلى العنة أو العقم ، إلى غير ذلك من الأضرار التي يمكن أن يتعرض لها متعاطو المواد المنشطة ، علما أن هناك عقارات أصبح مسموح بها للتداوي أثناء وبعد المنافسات وبكميات محدودة منها "الفورموتيرول"، "السالبوتامول"، "السالميتيرول" و التاربوتالين" وهي عقارات تستخدم للتداوي من بعض الأمراض المزمنة.ويستخدم "السالبوتامول" على سبيل المثال في معالجة مرض الربو وضيق التنفس وهو كثير الإستخدام على شكل بخاخات، وكذلك "التاربوتالين" الذي يستخدم لمعالجة أمراض التنفس المؤقتة كالتهاب القصبات الهوائية وهو من فصيلة "البرونكوديلاتور" وله مفعول سريع جدا في تأخير الولادات المبكرة و "الدورزولاميد" و"البرونزولاميد" اللذان يستعملان للتداوي من أمراض العيون، حيث تبين أن استعمالها في هذا المجال لا يكون لها أي مفعول منشط وكذلك مادة "المانيتول" إذا استعملت بطريقة بخاخة لعلاج مرض الربو والأمراض التنفسية الأخرى... على كل كنا نتمى من السيدة نوال أن تخرج خرجة "تهرس الحجر" عوض أن تبشر بجولات سياحية في مختلف أقاليمنا معدومة الفوائد...لأن المنظمة العالمية بجلالها وعظمتها ومختبراتها الكبرى حارت وداخت مع المنشطات وهواة النشاط ، ولكن السيدة الوزيرة ترى الأمر في قوافل سياحية يا سلام... نحن نعرف آن هناك رياضيين مغاربة يتناولون المواد المنشطة ، ونعرف آن هذه المواد متوفرة في الصيدليات وفي المتناول ، والمطلوب هو البحث عن الذين يقفون وراء الترخيص لهؤلاء الرياضيين طبيا ... ومن يقف وراء تشجيعهم على ذلك... ونظن أنه حتى لو قمنا بسنين طويلة من القوافل التحسيسية فإننا لن نتمكن من الوصول إلي نتائج ملموسة في ظل هذا الوضع ، وفي ظل غياب مختبرات وغلاء عمليات الفحص خارجيا...