لا أحد يمكنه أن ينكر هول المبالغ المالية التي وردت في التقرير المالي الذي قدم خلال انعقاد الجمع العام للجامعة الملكية لكرة القدم الذي التأم يوم الأحد الماضي وعاد إلينا بالسيد فوزي لقجع محمولا على الأكتاف. فقد بينت الأرقام المهولة أن هذه الجامعة صرفت أكثر من 145 مليار في الموسمين الكرويين السابقين، أي بمعدل أكثر من 72 مليار سنويا، وخصصت هذه المبالغ المهمة في تمويل المنتخبات الوطنية الكروية الكثيرة والمتعددة، وفي دعم الأندية الكروية المشاركة في مختلف أصناف ومستويات البطولات الكروية الوطنية مساندة الأندية المغربية الكروية المشاركة في المنافسات الإفريقية. وطبعا لا ننظر إلى هول وارتفاع هذه المبالغ من حيث حجمها وقيمتها، ولكن ننظر إليها مقارنة مع النتائج المحصلة على مستوى المنتخبات الكروية الوطنية، وعلى مستوى مشاركة الأندية الكروية المغربية في المنافسات الافريقية. في هذا الصدد نؤكد أن ارتفاع المبالغ لايوازيه نجاحات تذكر في النتائج المحصلة بصفة عامة. أولا، لا أثر نهائيا لباقي المنتخبات الوطنية الكروية من غير المنتخب الوطني الأول الذي عرف انتعاشة نسبية وضعيفة بحيث أضحى حلمنا يقتصر على المرور إلى الدور الثاني من كأس افريقيا. في حين تراكم باقي جميع المنتخبات الأخرى الاحباط والفشل سواء تعلق الأمر بالمنتخب الأولمبي أو بمنتخب المحليين أو منتخب كرة القدم داخل القاعة. وهنا يجب ان نتساءل عن سبب هذا الفشل، وعن مكمن الخلل في عدم تمكن المبالغ المالية المهولة التي صرفها مسؤولو هذه الجامعة في أن تفعل فعلها في إثمار نتائج ايجابية تنقل المغاربة من مستوى الخيبات والاحباطات إلى مستوى الانتصارات. نفس الأمر يقال على مشاركة الأندية الوطنية في المنافسات الافريقية، حيث غاب التتويج طيلة سنوات خلت، واكتفت أنديتنا بتنشيط هذه المنافسات. ثمة خلل ما لم ينجح الأطباء في الكشف عنه، وإلى حين الكشف عنه وتوصيف العلاج له ستظل المبالغ المهولة تصرف دون حسيب أو رقيب، ولا حتى اهتمام من الرأي العام المنجر وراء متابعة صرف مبالغ صغيرة مقارنة مع الملايير التي تصرف لتمويل الفشل ولا شيء غير الفشل. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: [email protected]