* العلم: آية بلبشير يعاني قطاع الصحة في المغرب اجمالا من تدهور كبير تتأرجح أسبابه بين ضعف التجهيزات الطبية من وسائل التشخيص والعلاج ووسائل التدخل السريع وبين قلة الأطر الطبية المؤهلة في المراكز الاستشفائية ومستعجلات المستشفيات، وحسب مصدر طبي أكد ل"العلم" أن معاناة المرضى بمستعجلات السويسي كبيرة حيث تشهد مستعجلات ابن سينا في الرباط تردد أعداد كبيرة من الحالات تضطر معظمها الى الانتظار لمدة طويلة نظرا لوجود طبيب واحد وممرضين الى ثلاث على أكبر تقدير. وخلال زيارة ميدانية لنا لهذا القسم الحيوي بالمستشفى استنكرت شهادات عدة لمرضى دفعتهم حالة طارئة الى التوجه الى مستعجلات ابن سينا في تصريح ل"العلم" رداءة الخدمات الصحية التي قد تصل الى حد الإهمال. وتجدر الإشارة الى أن الحالات التي تستقبلها المستعجلات تعد بالمئات يوميا و لاينحصر استقطابها للمرضى من الرباط ونواحيها فقط, بل تأتي حالات معقدة من كافة مناطق المغرب بحثا عن علاج. مما يطرح مشكلا اخر وهو الاكتظاظ, فضيق قسم "المستعجلات الطبية" التي لا يزيد عدد غرفها عن أربع: اثنتان للفحص، واحدة للإنعاش، وأخرى خاصة بالتنظيف يزيد الوضع سوءا حيث أن إحدى غرف الفحص بالكاد تتسع لثلاث أسرّة وأربعة كراسي كلها مخصصة لاستقبال المرضى، بينما في الفناء الصغير الذي يربط بين الغرف الأربع، هناك اكتظاظ غير عادي بين نقالات المرضى التي لا يستجيب عددها للعدد الكبير من حالات الطوارئ التي يعرفها قسم المستعجلات على مدى 24 ساعة.. وقد أبانت معطيات صادمة في تقرير ادريس جطو الذي شرّح الوضعية المالية والاقتصادية والاجتماعية بالبلاد عن الخصاص الحاد في الموارد البشرية في قطاع الصحة كتغطية ممرض واحد لكل 60 سرير والسبب وراء ذلك الإحالة على التقاعد والتقاعد النسبي أو تغيير الممرضين لإطارهم الإداري الى اطار المتصرفين. تنضاف الى ذلك طول اجال المواعيد الطبية التي تتراوح بين 7 و10 أشهر حسب الاختصاصات. كما أن عدم اشتغال الاجهزة البيوطبية وغياب أعمال الصيانة يساهم في عرقلة عمل مصالح الاستشفاء. ويبقى الخصاص في الاطر الطبية داخل القطاع العام من اهم المعيقات حيث ا أن عدد الأطباء الذين يشتغلون بالقطاع العام، لا يتعدى 8000 طبيب ما بين أطباء اختصاصيين و أطباء طب عام… يعني في المستشفيات الكبرى (الجامعية) أو الجهوية وفي المستشفيات الاقليمية والمستشفيات المحلية والمراكز الصحية و الوحدات المتنقلة الى غير ذلك. يذكر ان وزير الصحة الحسين الوردي عقد أخيرا بمقر الوزارة لقاءات مع النقابات الممثلة في قطاع الصحة وذلك لتدارس أوضاع هذا القطاع، وقد أتت هاته اللقاءات عقب الإعلان عن وضع الاستراتيجية القطاعية لوزارة الصحة للفترة 2017-2021 والتي همت بالأساس الموارد البشرية بقطاع الصحة والوقوف عند الضرورة الملحة لتسوية أوضاعها الاجتماعية والمادية. وأثناء تلك الحوارات, تم الوقوف على خصوصية القطاع كما تم تأكيد ضرورة إيجاد حلول للمشاكل المتعلقة بالنقص الحاد في الموارد البشرية وظروف العمل المزرية للنهوض بالمنظومة الصحية الوطنية. ان هذه الاوضاع المزرية لقطاع الصحة بالمغرب تثير استنفار جل المواطنين المغاربة الباحثين عن خدمة صحية ترقى الى المستوى المطلوب وتستجيب لمواصفات الجودة العالمية باعتبار ذلك حقا جوهريا. تدهور الخدمات الطبية بالمغرب مستعجلات السويسي بالرباط نموذجا: طبيب واحد وثلاثة ممرضين يستقبلون حالات طارئة قادمة من جميع الجهات