احتشدت الأطر الصحية في وقفة احتجاجية صباح يوم الخميس الأخير أمام مستعجلات المستشفى المركزي محمد الخامس بمكناس، للتعبير عن غضبها عما آلت إليه الأوضاع الصحية من تدهور واحتقان، وتوتر جراء الاعتداء الأخير الذي تعرض له طبيب مداوم وشرطي، وإحداث خسائر مادية جسيمة في تجهيزات قسم المستعجلات، من طرف مجموعة من حراس الأمن الخاص الذين رافقوا صديقهم إلى المستشفى لتلقي العلاج في يده التي أصيبت بجروح، كان من الأجدر فتح تحقيق من طرف الضابطة القضائية لمعرفة ظروف وملابسات هذه الجروح يقول أحد الممرضين. وعلى إثر هذا الهجوم الذي وصف بالشرس، أصدرت النقابات الخمس ضمنها الجامعة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، بيانا استنكاريا تتوفر جريدة العلم على نسخة منه، حيث عبروا من خلاله عن الحالة المزرية التي يعانيها قطاع الصحة العمومية بمكناس، المتجلية في الاعتداءات المتكررة التي تتعرض لها الأطر الطبية بمختلف المراكز الصحية والمستشفيات، ويكفي تسجيل خمس حالات اعتداء في أقل من شهر يقول أحد الأطر الإدارية. كما ندد البيان بالموقف السلبي للمسؤولين عن هذا القطاع إقليميا وجهويا، تجاه هذه الاعتداءات التي تعد في نظرهم انتهاكا صارخا لحرمة المؤسسة الصحية. وتحويل فضاءاتها إلى حلبة لإبراز العضلات وتعنيف الأطباء والممرضين، ومختلف العاملين بمصلحة المستعجلات بمن فيهم الشرطي الذي أصيب في أصابع يده اليمنى والتي ألزمته الفراش للعلاج بالطابق الثالث بالمستشفى المذكور. كما احتج هؤلاء كذلك على الأوضاع المزرية التي يعرفها القطاع الذي وصف بالمريض، جراء النقص الحاد في التجهيزات الطبية، والعجز الحاصل في الموارد البشرية، أضف إلى ذلك سياسة الوزارة الوصية التي وصفها البيان بالبهرجة، دون إعارة الاهتمام بالمشاكل الجوهرية والبنيوية التي تهدد المنظومة الصحية بالإقليم، وكذا الكذب على المواطنين والمرضى، وبيعهم الوهم في العلاج، عبر وسائل الإعلام وشاشة التلفزة يقول البيان. وفي نفس السياق أكد عادل السموني عضو المكتب الوطني للجامعة الوطنية للصحة على ضرورة معالجة المشاكل المطروحة محليا، وتفادي الأخطاء المترتبة عن التدبير الانفرادي لعملية التنقيلات التي اعتبرها مكتبه النقابي خروقات جوهرية، وقرارات غير منصفة، كما طالب بفتح حوار جاد ومسؤول مع النقابات، صيانة للحقوق والمتطلبات العادلة والمشروعة للشغيلة الصحية بالإقليم. من جانبه طالب الزبير نشاط عضو اللجنة الإدارية المركزية للجامعة الوطنية للصحة، من الجهات المسؤولة التدخل العاجل للحد مما أسماه بالتسيب والفوضى العارمة التي تستهدف الأطباء والممرضين. كما استنكر الأوضاع الكارثية التي يشتغل فيها هؤلاء بقسم المستعجلات بذات المستشفى، وكذلك بمستشفى الأم والطفل "بانيو". وفي الأخير دعت هذه النقابات كافة مناضليها إلى المزيد من اليقظة، ورفع درجة الاستعداد للدفاع عن حقوق الشغيلة الصحية التي بدأت تنتزع منها بشكل ممنهج يوميا.