نفذ أطباء المركز الاستشفائي الجهوي الفارابي، صباح أول أمس الثلاثاء، وقفة احتجاجية ضد ما وصفوه بالظروف الصعبة والمزرية التي يشتغلون فيها في غياب أي تجاوب من وزارة الصحة على الاحتجاجات السابقة. وأوضح الدكتور خالد النساطي، عضو المكتب الجهوي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، أن الوقفة تندرج في إطار احتجاج تصاعدي منذ بداية الشهر الماضي من أجل تحسين ظروف العمل داخل المستشفيات والمراكز الصحية، وهو ما سيمكن الجميع من أطباء وممرضين ومرضى من الاستفادة منها. ومن جهته، أشار بنشعو فرحات، الكاتب العام للجامعة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، إلى المشاكل التي قال إنها بالجملة، منها ما يتعلق بالموارد البشرية وأخرى تهم الإمكانيات وثالثة تتعلق بأماكن العمل. «هناك نقص حاد في الموارد البشرية، خاصة شبه الطبية والتخصصية، وهو الأمر الذي لم يعد في الإمكان في ظله إجراء إلا العمليات الاستعجالية». وأضاف أنه كان على وزارة الصحة أن تدرج هذا في حساباتها، إذ كانت تعلم أن العديد من الموظفين من الشغيلة الصحية سيحالون، خلال السنوات الأخيرة، على التقاعد، ينضافون إلى المستفيدين من المغادرة الطوعية. «لم تكن هناك أي مواكبة لهذا النقص الحاد، وليس هناك استعداد للوزارة لحلّ المشكل، حيث لم تفتح الوزارة المباريات ولم توظف أي أحد من جيوش الممرضين العاطلين المتخرجين من معاهد التكوين». وأكد على ضرورة الكفّ عن ترديد الشعارات السياسية الفارغة والتغاضي عن الواقع المزري، وطالب برد الاعتبار لهذا القطاع الحيوي. وأوضح البيان الذي تم إصداره بالمناسبة، أن هذه المحطة تأتي بعد سلسلة من اللقاءات الثنائية التي أجراها المكتبان المحليان لكل من الجامعة الوطنية للصحة، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل والنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بوجدة، والتي تندرج في إطار الصيرورة التصاعدية المسطرة والتي توجت بوقفتين احتجاجيتين. ولخص البيان الأوضاع التي يشتغل فيها الأطباء في تقليص الخدمات المقدمة بمختلف المصالح الاستشفائية والمراكز الصحية بما يتناسب مع الخصاص في الموارد البشرية واللوجستيكية، وتخصيص قاعات المركب الجراحي بمستشفى الفارابي ومستشفى الأنكولوجيا للحالات الاستعجالية فقط. وعبر البيان عن إصرار الأطباء المحتجين على تزويد المراكز الصحية والأقسام الاستشفائية بالموارد البشرية، خاصة أقسام الإنعاش وجراحة العظام والجراحة العامة وجراحة الأعصاب وطب الأطفال والأقسام الطبية والتوليد وكلّ الأقسام والمراكز التابعة لمستشفى الفارابي ومستشفى الأنكولوجيا. واختتم الأطباء بيانهم بقولهم «أما قسم المستعجلات فعنده يقف الزائر على الصورة الحقيقية والخصاص المهول في الموارد البشرية والحالة المهترئة للمعدات الطبية».