عمر بلخمار يعرض ببلادنا حاليا فيلم أمريكي يحمل عنوان "واندرو ومن" (المرأة المعجزة) قامت [بإنجازه المخرجة باتي جينكينس واختارت له الممثلة الإسرائيلية وعارضة الأزياء السابقة جال جادوت في دور أميرة الأمازون "ديانا" ذات القدرات الخارقة للعادة في القضاء على خصومها والتي قررت أن ترحل عن أمها وخالتها وأبناء عشيرتها وجزيرتها "ثيمسثيرا" الآمنة وأن تذهب في مغامرة البحث عن إلاه الشر "آريس" الذي يهدد الجزيرة والعالم بجيوشه وحروبه. ينطلق هذا الفيلم الذي تستغرق مدة عرضه 141 دقيقة من مرحلة طفولة هذه الأميرة التي لا تعرف شيئا عن والدها وأصلها، وتعتقد أن أمها الملكة المحاربة "هيبوليتا" (الممثلة كوني نييلسون) هي التي خلقتها من الطين. أبهرت وأعجبت هذه الأميرة منذ صغر سنها بالمبارزات والدفاع عن النفس، وساعدتها خالتها المحاربة الجنرال "أنتيوب" (الممثلة والمخرجة روبين ورايت) على اكتساب تقنيات فنون الحرب باستعمال السيوف و النبال والقوة الجسمانية إلى أن صارت تقهرها و تتغلب عليها فيما بعد. أصبحت "ديانا" بطلة مشهورة بقوتها الجسمانية، وقامت في يوم من الأيام بإنقاذ الشاب "ستيف" (الممثل المعروف كريس بين) من الغرق بعد تحطم طائرته صدفة في البحر، وتم اعتقاله واستنطاقه من طرف أفراد أسرتها وأخبرهم بأنه رجل قادم من عالم آخر، وبأنه طيار أمريكي (إبان الحرب العالمية الأولى) وجاسوس ضد الجيوش الألمانية الشريرة التي يقودها إلاه الشر "آريس"، فألحت عليه بشدة أن ترافقه وأن يدلها على المكان الذي يوجد فيه هذا الشرير كي تحاربه وتقضي عليه قبل ان تهجم جيوشه على الجزيرة. رحلت معه إلى "عالم الرجال" بالرغم من معارضة أمها الخائفة عليها عازمة على تحرير الجيش الألماني من الإله الشرير وتحويله إلى جيش طيب و مسالم. قبل رحيلهما تعرضت الجزيرة لهجوم شرس من طرف قوات شريرة مدججة بالأسلحة النارية تمكنت خالتها من القضاء عليهم بمساعدتها وومساعدة أمها وسكان الجزيرة باستعمال السيوف والنبال فقط. أجج هذا الهجوم الرغبة القوية في "ديانا" للذهاب رفقة الشاب "ستيف"، فراحت معه إلى عالمه الذي تفاجأت بأجوائه ولباس سكانه، واقترح عليها "ستيف" أن تغير ملابسها وألبسها ملابس أنيقة وتحولت إلى سيدة جميلة وجذابة. تطورت علاقتهما تدريجيا وأصبحت عاطفية وحميمية عكرت صفوها مشادات كلامية وصراع بين "ستيف" ورؤسائه العسكريين الذين يشتغل معهم مما أدى إلى محاولة قتله لولا تدخلها لإنقاذه. أبهرت "ديانا" هؤلاء العسكريين بثقافتها وشخصيتها وقوتها وقدراتها الخارقة للعادة، وانضم إلي فريقها قناص عسكري ماهر إضافة إلى وكيل سري يدعى "سمير" الذي كان يتمنى دائما حسب قوله في الفيلم أن يكون ممثلا، ويتعلق الأمر بالفنان المغربي الفرنسي سعيد التغماوي الذي يضع فوق رأسه في بعض لقطات الفيلم "طربوشا" مغربيا. أصبح الفريق يتكون إذن من أربعة أفراد للذهاب في مهمة القضاء على الإله الشرير، واقترح عليهم "السير باتريك" (الممثل البريطاني دافيد تيوليس) أن يساعدهم في هذه المهمة لأنه حسب زعمه يكره الحرب وبشاعتها ويدعو إلى الهدنة، ولكن جنرالا آخر يدعى "لوديندورف" (الممثل داني هوستون) ومساعدته الباحثة والدكتورة "مارو" (الممثلة الإسبانية إلينا أنايا) المتخصصة في اختراع المواد السامة القاتلة، شكلا قطب الشر الذي يحاول نسف مهمتم والقضاء عليهم. حاولوا التخلص من هذين الشريرين قبل اجتياز معبر خطير لا يمكن لأي كائن أن يعبره، ولكن "ديانا" وبفضل قدراتها الخارقة في الحرب والطيران والقفز ستتمكن من ذلك وستفسح المجال لرفاقها الثلاثة لاجتيازه قبل الوقوف في نهاية المطاف وجها لوجه مع إلاه الشر والدخول معه في مبارزة ضارية وشديدة في أجواء نارية جحيمية وجهنمية بنوعية الأسلحة والوسائل المستعملة فيها، وهي مبارزة يصعب التكهن بنهايتها وبالمنتصر فيها، وستكتشف "ديانا" في نهاية يمتزج فيها الحزن بالسعادة أن هذا الشرير المصفح والمقنع والعنيد ليس بغريب عنها. يدخل هذا الفيلم الفنتاستيكي المسلي في إطار أفلام البطل الخارق للعادة الذي لا يقهر ولا يموت فيها ولو قتلوه، وأفلام المغامرات الفرجوية بمناظرها وشخصياتها وإكسسواراتها ومؤثراتها الخاصة الرقمية المتطورة وتطوراتها الجامعة بين العنف الشديد والقتل والحركة والشجاعة والشهامة. الفكرة بسيطة ومستهلكة بنوعها ولكنها متناولة بطريقة حديثة على مستوى الإخراج دون السقوط في الأكليشيهات. التطورات لا تخلو من إثارة وتشويق تتناوب فيها لقطات التوتر والاسترخاء، ولا تخلو أيضا من تمطيط جراء طغيان الكلام على الأحداث وجراء التفسيرات غير الضرورية بواسطة بعض لقطات الفلاش باك. الفيلم مشحون بالمبالغات والإنجازات الخارقة للعادة، وكل ذلك مقبول في هذا النوع من الأفلام ولا ينقص من مصداقيته، ولكنه فيلم يشاهد وينسى، قد يروق لعشاق هذا النوع ويسليهم، وقد لا يغري البعض الآخر حتى بالذهاب لمشاهدته، وهو لا يحرك عواطف المشاهد بالرغم من كل ما يتضمنه من صراع وعنف بسبب نقص في البناء الدرامي وبسبب الاهتمام بالشكل أكثر من الاهتمام بالمضمون، وهو فيلم صعب الفهم ويتطلب إنصاتا وتركيزا متواصلين. تجدر الإشارة إلى أن هذا الفيلم منع توزيعه في لبنان لأن بطلته إسرائيلية مع العلم أنه سبق لها أن شاركت في فيلم الحلقة السادسة من السلسلة السينمائية "فاست وفاريوس" التي وزعت من قبل في هذا البلد. بقلم // عمر بلخمار للتواصل مع الكاتب: [email protected] فيلم واندر وومان: الأميرة المعجزة! بقلم // عمر بلخمار