يعرض حاليا في بعض القاعات ببلادنا فيلم أمريكي جديد يحمل عنوان "آلهة مصر" شارك في إنتاجه و قام بإخراجه السيناريست و المنتج الأسترالي المصري آليكس بروياس (المزداد بمصر) الذي سبق له أن أخرج بعض الأفلام المشهورة من بينها فيلم " I. ROBOT" من بطولة النجم الأمريكي ويل سميس سنة 2004. يحكي الفيلم الجديد خلال 128 دقيقة حكاية تجري وقائعها بمصر القديمة في عهد الآلهة الخالدة التي كانت تعيش 1000 سنة و التي لا تقتل إلا بصعوبة كبيرة لكونها تتمتع بقدرات غير طبيعية و خارقة للغاية. تدور أحداث هذه الحكاية حول إله الحياة الملك أوزيغيس (الممثل الأسترالي بريان براون) الذي حكم مصر لمدة 1000 سنة و قرر أن يسلم مقاليد الحكم لأبنه الشاب " أوروس" (الممثل الدنماركي نيكولاج كوستر والدو الذي يشبه المدرب الحالي للفريق الوطني لكرة القدم هيرفي رونار) ، و هو أمر أثار غضب و حقد عم هذا الأخير المدعو إله الصحراء "سات" (الممثل البريطاني جيرار بوتلير) الذي عاد من منفاه بالصحراء كي يستولي على الحكم بالقوة، فقتل شقيقه الملك "أوزيغيس" أثناء حفل تنصيب ابنه "أوروس" و دخل مع هذا الأخير في مبارزة حادة انتهت بانتصاره و بنزع عيني "أوروس" و نفيه في سجن بعيد في الصحراء. سيستولي على العرش و سيحول كل رعاياه المصريين إلى عبيد ، و سيصبح مالكا لكل نساء القصر و من بينهن زوجة "أوروس" إلهة الحب الملكة هاتور (الممثلة الفرنسية إيلودي يانغ) التي ستحاول إيهامه بأنها تحبه و بأنها لم تعد تحب زوجها الأعمى المنفي . الشاب المصري الذي يحكي بصوته خارج الصورة أطوار هذه الحكاية الأسطورية يدعى "بيك" (الممثل الأسترالي برينتون توايتيس) له علاقة غرامية مع حبيبته الشابة الجميلة "زاهية" (الممثلة الأسترالية كورتناي إيتون) و هما معا من الأوفياء للملك المطاح به و من الكائنات البشرية غير الخالدة. أصبحت الشابة "زاهية" تشتغل في القصر و لكنها لم تستحمل إطلاقا الوضعية الجديدة و المعاملة المهينة التي يعاملها بها مستشار الملك الجديد الشرير المدعو "اورشو" (الممثل البريطاني روفوس سويل) و ستقترح على حبيبها "بيك" خطة سرية و محكمة و دقيقة تمكنه من سرقة عيني الملك المطاح به "أوروس" و إعادته إلى الحكم. ستؤدي هذه الخطة إلى مقتل الشابة "زاهية" بنبال المستشار الشرير "أورشو" ، و لكنها لن تفارق الحياة رغم مقتلها و ستنتقل حية إلى عالم آخر محروسة فيه من طرف مخلوق فولاذي غريب و قوي يمنعها من التكلم أو الالتقاء مع حبيبها و مع كل الكائنات البشرية غير الخالدة. سيواصل حبيبها "بيك" خطته داخل القصر ، و سيتمكن من سرقة عين واحدة بعد تجاوزه لعدة حواجز خطيرة و شبه مستحيلة ، و سيتمكن كذلك من الفرار و الالتقاء في المنفى بالملك المطاح به "أوروس" لتسليمه عينه كي يتمكن من الانتقام من عمه الشرير الذي أطاح به و كي يحاول بعد ذلك أن يعيد الحبيبة "زاهية" إلى حبيبها "بيك" بطلب ملح من هذا الأخير. سيقبل "أوروس" هذا الطلب رغم كونه يعرف انه من المستحيل إعادة الروح إلى الكائنات البشرية الميتة رغم كونه يتمتع بقدرات خارقة للعادة ، و سينطلق الإثنان معا في مغامرة خطيرة و شبه مستحيلة للانتقام من الملك الشرير "سات" المحروس بعدد هائل من الجنود و الكائنات الفولاذية الوحشية الغريبة التي لا تقهر ، و ستنضم إليهما زوجة "أوروس" بعد تمكنها من الفرار من القصر، و سينضم إليهم كذلك الشاب الأسمر إله الحكمة "ثوث" (الممثل الأمريكي شادويك بوسمان) و سيحاولون بمختلف الوسائل القضاء على الملك الشرير الذي لم يتردد أيضا في محاولة قتل والده "را" (الممثل الأسترالي المقتدر جيوفري روش) من أجل الخلود و الاستمرار في الملك إلى الأبد. بالرغم من مقتل زوجة الملك "أوروس" فإن الفيلم سيختتم بنهاية سعيدة سيجمع فيها شمل العاشقين الشابين ، و سينتصر فيها الخيار على الأشرار ، و لن يتم التوصل إلى كل هذا إلا بعد مبارزة نهائية شديدة بين البطلين العنيدين و الخالدين اللذين يتمتعان بقدرات خارقة للعادة تجعلهما يتحولان إلى كائنات فولاذية وحشية غريبة تحارب بعناد و سعار كبيرين برا و بحرا و جوا. يدخل هذا الفيلم في إطار أفلام الأساطير و المغامرات الخرافية (الفانتيستيكية) و "البيبلوم" التي لا يهزم فيها البطل المغوار ، هو عبارة عن سلسلة من المواجهات و المبارزات الحادة بين الطرفين المتحاربين ، و هي مواجهات صعبة و خطيرة و عنيفة و مثيرة رغم كونها لا تخلو في تجاوزها و بنائها من تساهل و مبالغة يمكن استحمالهما و التسامح معهما في هذا النوع التجاري من الأفلام الذي يهدف أساسا إلى إبهار المتفرج و تسليته و الرحيل به إلى ما وراء الطبيعة في عالم خيالي و خرافي لا مجال فيه للمنطق لمتابعة أطوار قصة انتقامية مأساوية و عنيفة ممزوجة بقصة غرامية كادت تنسف في مهدها قبل أن يتم إنقاذها. الفيلم ضخم و فرجوي و مسل و متقن على مستوى الإخراج و التشخيص و البناء الدرامي و على مستوى الفضاءات و الملابس و الأكسسوارات و المؤثرات الرقمية الخاصة الموظفة فيه بكيفية مكثفة، و لكن القصة نحيفة و بسيطة بمضمونها فتم تمطيطها بسلسلة من المواجهات الصاخبة و المتكررة التي تتخللها بعض لحظات الهدوء و الاسترخاء، و التي تتوالى في النصف الثاني من الفيلم بإيقاع يقل سرعة عن إيقاع نصفه الأول قبل الوصول إلى نهاية متوقعة منذ البداية.