يعود الممثل الأسمر المشهور «ويل سميس» إلى الشاشة الكبرى في فيلم أمريكي جديد يعرض هذه الأيام ببلادنا تحت عنوان «هانكوك» (92 دقيقة) من إخراج الممثل و السيناريست و المنتج بيتر بيرغ، يشخص فيه دور شخص يدعى «هانكوك»، وهو شاب خرافي في سن الثمانين لا يشيخ و لا يموت، مبهر بقوته و قدراته الخارقة للعادة لا تنفع معه الأسلحة مهما كان نوعها. يبدو «هانكوك» في بداية الفيلم متسكعا سكيرا وقحا و بدون مسكن قار، يكون هادئا و عاديا قبل أن ينطلق كالسهم بسرعة فائقة في عملية استعحالية لإنقاذ شخص أو أشخاص من الموت في أماكن مختلفة بمدينة لوس أنجلس، وهي عمليات تشبه الإعصار غالبا ما تخلف أضرارا بالمنشآت و خسائر مادية كبيرة مما جعل كل سكان هذه المدينة يكرهونه و يطالبون بمحاكمته و اعتقاله. سيتضايق «هانكوك» كثيرا من تعامل هؤلاء السكان معه، و سيقتنع بضرورة تلميع صورته بينهم و العمل على كسب حبهم له من خلال الاعتذار لهم و تسليم نفسه للعدالة ، و لكن تواجده بالسجن أدى إلى ارتفاع ملموس في نسبة العمليات الإجرامية بهذه المدينة، و هو أمر دفع بالسلطات الأمنية إلى إخراجه من السجن كي يتعاون معهم في القضاء على المجرمين. ستشاء الظروف في بداية هذا الفيلم أن يتعرف «هانكوك» على السيد «راي» (الممثل جاسون باطمان) المتخصص في العلاقات العمومية و الاتصال، و سيتعرف أيضا على زوجته «ماري» (الممثلة شارلي طيرون) التي سيدخل معها في علاقة غرامية و التي ستتذكر قصتها معه و ستحكي للمشاهد يأنها هي حبيبته التي كان متزوجا بها منذ عدة سنوات خلت ، هذا الاكتشاف الذي سيغير طبعه و طبعها و سيؤثر سلبا على أسرتها الصغيرة، تغيير سيحوله هو إلى كائن بشري عاد و فان، و سيحولها هي إلى كائنة خرافية لا تقهر و لا تموت قبل أن تهدا الزوبعة في النهاية و تعود الأمور إلى ما كانت عليه من قبل. الفيلم عبارة عن إعصار سينمائي متردد يزرع الهلع و الفزع في السكان و يقلق راحتهم، هو إعصار من أجل الخير، تتطاير فيه السيارات المهشمة في الهواء و تحطم فيه المنشآت، إعصار تتسبب فيه تحركات و تنقلات «هانكوك» الذي يطير بسرعة البرق من مكان لآخر كي ينقد أرواح الأبرياء من الأخطار و الأشرار. الفيلم متقن بمؤثراته الرقمية، هو من نوع أفلام الخيال العلمي التي يقوم ببطولتها بطل خرافي لا يقهر، فيلم مشحون بالحركة و العنف و الضجيج الصاخب، يجمع بين الهزل و الجد، بين الواقع و الخيال، نصفه الأول أقوى من نصفه الثاني الذي ينتهي بنهاية ممططة بتقلباتها غير الموفقة، أحداثه مثيرة بشكلها رغم كونها لا تخلو من مبالغة و تساهل ينبغي تقبلهما في هذا النوع من الأفلام الخرافية المسلية .