بقلم // محمد أديب السلاوي تحتضن الأقسام الدراسية "لجمعية الزاوية الخضراء للتربية والثقافة" في كل من فاس وتطوان وواد لاو وطنجة ومراكش والجديدية واكادير والعيون حوالي ثلاثة آلاف وخمسمائة (3500) من الأطفال الفقراء، أيتام، ومهمشين مابين أربعة وستة سنوات. وتعاطيا مع أهدافها الإنسانية والأخلاقية والتربوية، فإن خدمات هذه الجمعية مجانية، تكتسي بالدرجة الأولى منحى تربويا يتوخى إنقاذ الطفولة الفقيرة وخاصة منها فئة الأيتام والمحتاجين والمهمشين والمتخلى عنهم، من الأمية والجهل والتهميش، وإبعادهم عن اليأس والإحباط والاقصاء الاجتماعي، بإدماجهم تربويا في الساحة الاجتماعية النظيفة. ووفق هذا النهج، حددت جمعية "الزاوية الخضراء للتربية والثقافة" مدة الدراسة بأقسامها في سنتين، وفق غلاف وتدبير زمنين يراعيان خصوصيات الأطفال العمرية والنفسية والمعرفية. وحرصا من "جمعية الزاوية الخضراء للتربية والثقافة" على توفير تعليم أولي ناجع ومتوازن للأطفال يعدهم لولوج المدرسة الابتدائية بصورة تيسر اندماجهم فيها، وتكيفهم مع أنشطتها، وأجوائها، بعيدا عن كل ارتباك أو خوف، أو إظهار رغبة في التسرب والانقطاع عن الدراسة، فقد تخطت مرحلة الاقتصار على تحفيظ القرآن الكريم، وتلقين مبادئ التربية الدينية، والتربية الخلقية، إلى مرحلة اعتماد برامج ومناهج تربوية حديثة تشمل المكونات التالية : القرآن الكريم – العقائد والعبادات – الآداب الإسلامية التعبير والتواصل – القراءة – الكتابة مفاهيم ومبادئ أولية رسم – أعمال يدوية – أنشطة ترفيهية متنوعة وقد روعي في اختيار هذا البرنامج عنصر انسجامه مع المقررات المقترحة رسميا لهذه المرحلة التعليمية. ووعيا من الجمعية بأن تجديد البرامج والمناهج التربوية مهما حاز من توفيق على مستوى الاختيار، فإنها تبقى مجرد برامج ومناهج شكلية. ما لم يوازها توفير أطر قادرة على تمثل وامتلاك منظور متكامل نحوها، يساعد على تفعيلها وتحويلها إلى جرعات وكفايات معرفية ميسرة، يتفاعل معها الأطفال، ويجدون فيها احتياجاتهم وانتظاراتهم التعليمية. ولبلورة الوعي بهذا الجانب عمليا، تولي الجمعية اهتماما خاصا لتكوين المربيات نظريا وميدانيا. اقتناعا منها أيضا، بأهمية وجدوى دور الأطر التربوية، كفاعل أساسي في تفنيد وتبليغ البرامج والمناهج التربوية بصورة فاعلة مثمرة تحقق الأهداف والجودة المنشودتين، تولي جانب تكوين المربيات عناية توازي أهميته، يبلورها البرنامج التالي : 1/- تنظيم حلقات للتكوين البيداغوجي، في ارتباطه بالبرامج والمناهج المطبقة، لإرساء قواعد ومكتسبات التعامل معها تنفيذا، وتقويما، ودعما… 2/- تتبع أعمال المربيات داخل الأقسام، وتوجيههن في شأنها، لمساعدتهن على تطوير مستوى خبراتهن ومهارتهن، وأدائهن التربوي… 3/- تشكيل حلقات للتكوين المستمر، تراعي فيها احتياجات المربيات في مجالات التربية العامة، والتربية الخاصة، وعلم النفس التربوي، وعلم نفس الطفل، والثقافة العامة 4/- تنظيم ورشات تفاعلية تواصلية بين المربيات تحت إشراف جهاز تأطير لتبادل التجارب والخبرات، وصقل المهارات بينهن. 5/- إصدار مذكرات تربوية توجيهية، ونشرها بين المربيات كلما ظهر ما يستدعي ذلك. 6/- تنظيم ورشات تقويمية لعمل المربيات بقصد. 7/ – الوقوف على وتيرة تطور أعمالهن ومردوديتهن 8/- رصد الصعوبات التي تعترض أعمالهن، والبحث عن سبل وأدوات التصدي لها بما ينعكس إيجابا على تحصيل الأطفال، ومكتسباتهم في التعليم الأولي. 9/- تشجيع المربيات على الاهتمام بالتكوين الذاتي كمسلك لاغناء المعرفة والخبرة. بذلك تحتل " جمعية الزاوية الخضراء للتربية والثقافة" موقعا متقدما في مجالات التعليم الأولي بالمغرب الراهن، ليس فقط باعتبارها تقدم خدماتها التربوية مجانا لفئة الأطفال الأيتام / الفقراء / المهمشين…ولكن أيضا لأنها استطاعت استقطاب نخبة وازنة من المربيات والمربين والأطر التربوية، الذين يعملون في صفوفها متطوعين لوجه الله والوطن، من أجل إنقاذ هذه الفئة من الأطفال من الجهل والأمية والتهميش. أفلا تنظرون…؟ جمعية الزاوية الخضراء بالمغرب والدرس النموذجي للتعليم الأولي