صدر ضمن منشورات عالم التربية كتاب «التربة على الفن: حفر في آليات التلقي التشكيلي والجمالي» للأستاذ إبراهيم الحيسن ٭ التربية على الفن أو التربية المتكاملة، كما يسميها الأستاذ عبد الكريم غريب؛ هي تربية بالإضافة إلى مقاصدها الفنية والجمالية، تساهم في صقل وبلورة شخصية المتعلم بشكل تفاعلي ومتمفصل. وفي هذا الصدد، نقتطف من تقديم عبد الكريم غريب لهذا المؤلف، ما يلي «... بالعودة إلى موضوع الشخصية، الذي يشكل أهم قاعدة في الدراسات السيكولوجية؛ يتجلى أن المكونات الثلاثة (الوجداني، الجسد فكر، المعرفي)، تجد ما يؤازرها داخل التربية الفنية والجمالية بأسلوب تناغمي؛ ذلك أن الفن بمختلف حقوله، الموسيقية والحركية ومختلف أشكال الرسم....؛ كلها تساهم في تنمية مكونات الشخصية بشكل متناغم: فالرسم مثلا، ينمي الجانب الجد حركي لدى الفرد، إلى جانب الخيال والإبداع وما يرافق ذلك من متعة وإحساسات وجدانية متميزة ومتفردة، ونفس الأمر يمكن سحبه على الحقل الموسيقي أو الرقص أو المسرح...، إن الفن بهذا المعنى حقل للتمفصل بين المكونات الثلاثة للشخصية وتفتقها التربوي. فالفن من هذا المنظور، يشكل المجال المتكامل لتنمية وبلورة شخصية المتعلم؛ الأمر الذي يفترض بالضرورة، العناية به داخل مناهجنا التعليمية، خصوصا بالمستويات الدراسية الأولى؛ حيث يكون المتعلم مهيأ بطبيعته البيوعصبية لاستيعاب وبناء المهارات والقدرات الفنية التي تساهم في بلورة شخصيته وفق الكفايات المنشودة. ضمن هذا السياق، يأتي من تخوم الصحراء المغربية صديقي وأخي الأستاذ إبراهيم الحيسن؛ وهو الباحث المتمرس في حقول التربية الفنية والجمالية، والذي أنذر حياته بشكل عصامي وأكاديمي للبحث والتنقيب في هذا المجال المتشعب، والذي لا يمكن أن يلج أدغاله سوى باحث موهوب ومن طينة خاصة..» تشكلت هذه الدراسة المتميزة من قسمين: قسم نظري ارتبط بعناصر الفهم ومسالك التذوق الفني؛ حيث تم الترصد فيه لتوطئة مفاهيمية وتيمات ذات العلاقة بالتلقي ومكونات المنجز والتشكيلي وتصنيف الفنون أو أجناس التشكيل مع كرونولوجيا المدارس التشكيلية وتعبيرات جمالية قلبت مفهوم التلقي التشكيلي ثم فضاءات التلقي التشكيلي. أما القسم الثاني من هذه الدراسة، فقد ارتبط بمقاربات جمالية، حيث تم فيه الترصد لقراءة في لوحات ومنحوتات وتجارب ومسارات، اختتمت الدراسة بملحق لتلك الصور أو اللوحات التي حللت داخل هذا المؤلف. يقع المؤلف في 248 صفحة من الحجم المتوسط، وصدر عن مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء 2009.