* الرباط: العلم في الوقت الذي تدعو فيه عدد من المنظمات الحقوقية والمدنية إلى المشاركة المكثفة في المسيرة الوطنية التي أعلن عن تنظيمها يوم الأحد 11 يونيو الجاري بباب الحد بمدينة الرباط، في الوقت نفسه لم تنبس فيه منظمات وهيئات أخرى ببنت شفة في الموضوع، وكأن حراك الريف والاعتقالات التي واكبته أمر عابر ولا داعي للوقوف عنده. وهكذا تستعد ساحة باب الحد بالعاصمة الرباط لاحتضان هذه المسيرة المنظمة في سياق التضامن مع الحراك الاجتماعي في الريف، والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين ممن جرى توقيفهم، مع التنديد بالمقاربة الأمنية التي تواجه بها المسيرات الليلية في الحسيمة ونواحيها وعدد من الوقفات التضامنية في بعض المدن المغربية. مسيرة يوم الاحد المرتقبة، تأتي بعد وقفات تضامنية عرفتها مدن مغربية وقوبل بعضها بالمنع، كما حصل في الرباط والدار البيضاء وطنجة والناظور والقنيطرة، سارعت إلى الدعوة إليها فعاليات وهيئات داعمة للحراك الشعبي بالريف، قبل أن تلتحق جماعة العدل والإحسان، أبرز التيارات الإسلامية بالمغرب من خلال بيان أكدت فيه أن الدائرة السياسية للجماعة دعت إلى المشارطة المكثفة في هذه المسيرة للمطالبة بتحقيق الحرية والعدل والكرامة والاحتجاج على ما وصفته دعوة العدل والإحسان بالحكرة والتعسف والقمع الذي يواجه به حراك المطالبين بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية. من جهتها، كشفت اللجنة الوطنية لدعم حراك الريف عن البرنامج الاحتجاجي الذي سيمتد إلى غاية شهر يوليوز المقبل، «تضامنا مع معتقلي الحراك الاجتماعي للريف وعائلاتهم»، والذي يتضمن تنظيم مسيرات احتجاجية جهوية يوم 20 يونيو الجاري وأخرى احتجاجية أسبوعية بجميع المدن المغربية، إلى غاية منتصف يوليوز المقبل، مع وقفات احتجاجية أمام محاكم الاستئناف والابتدائية بجميع المدن المغربية «بتزامن مع جلسات محاكمة معتقلي الحراك الاجتماعي السلمي بالريف»، بجانب ندوة وطنية ومهرجان خطابي حول الحراك الاجتماعي و»القافلة الوطنية التضامنية مع الحراك السلمي بأقاليم الريف يوم 20 يوليوز 2017». و علمت الجريدة من شهود عيان أنه تم صباح يوم الأربعاء 7 يونيو الجاري اعتقال خمسة ناشطين في "حراك الريف" في الساعات الأولى بحي سيدي عابد الذي يعرف احتجاجات مستمرة طيلة شهر رمضان بمدينة الحسيمة، وذلك بعد مطاردات دامت لساعات بين عناصر الأمن ومجموعة من النشطاء الذين أصروا على تنظيم شكلهم الاحتجاجي رغم المنع وأصروا على المطالبة بالإفراج عن جميع المعتقلين في الحركة الاحتجاجية التي تعرفها منطقة الريف. من جهة أخرى كشفت نوال بنعيسى القيادية الثانية بعد الزفزافي في حراك الحسيمة على جدارها في الفايسبوك عن استدعاء مؤرخ بالسابع من يونيو الجاري، توصلت به من ضابط الشرطة، ورئيس فرقة البحث الأولى بمصلحة الشرطة القضائية يطلب منها الحضور إلى مكتبه عاجلا. في نفس السياق أفادت مصادر متطابقة، أن الشرطة القضائية بالمدينة أطلقت سراح نوال، وذلك بعد ساعات من التحقيق للمرة الثانية، قبل أن يتم إطلاق سراحها في ساعة متأخرة من يوم الأربعاء الماضي. وأضافت المصادر ذاتها أن نوال توجهت إلى مقر الشرطة القضائية حوالي الساعة الرابعة بعد الزوال وبقيت قيد التحقيق لساعات وهو ما زاد من فرضية نشر مجموعة من النشطاء خبر اعتقالها وترحيلها للدار البيضاء.