الأوبئة والإشاعات الظاهر أن فيروس الأنفلونزا الخبيث أصبح يركز على الحيوانات الداجنة التي يعتمد البشر في غذائه على لحومها، فبعد انفلونزا البقر الذي أصابها بالجنون وبعد الطيور وبعد الخنازير لم يبق غير الأكباش، ولا يجب أن نكون متشائمين لكن يجب كذلك ألا نكون غافلين. فأخطر هذه الأنفلونزا التي تنتقل بين الحيوانات تحتم علينا اليقظة والمراقبة اليومية من طرف الكسابة لقطعان الماشية التي يربونها والرفع من مستوى التدابير الوقائية من طرف الأطباء البياطرة لمواجهة الأوبئة الجرثومية، صحيح أن البقر والطيور والخنازير في بلادنا لم يصبهم فيروس الأنفلونزا بفضل تجند المسؤولين سواء من وزارة الصحة التي أحاطت دواجننا بكامل العناية أو وزارة النقل التي فرضت رقابة صارمة على المطارات والموانئ... ورغم كل هذا فإن المواطنين تخوفوا من أكل الدجاج من تأثير الأخبار التي يسمعونها... ويجب ألا ننسى أننا على بعد ستة أشهر من موعد عيد الأضحى فحذار من الإشاعات. ديربي: برشلونة وريال مدريد من شاهد احتفالات البيضاويين بالديربي الإسباني بين برشلونة وريال مدريد سيخيل إليه أن «كازا بلانكا» تحولت الى مدينة اسبانية، فالمقاهي غصت بمحبي «البارصا والريال» وانطلقت من أجواء هتافات وآهات الجمهور لتصنع عرسا رياضيا تجلت بهجته على امتداد الشوارع والأزقة، وبقدر ما استمتعنا بهذا المشهد الاحتفالي بقدر ما أحسسنا بغصة في الحلق ووجع في القلب من تصرفات بعض النشطاء ضمن منظمات المجتمع الإسباني الذين يؤيدون جمهورية الوهم ويروجون شعارات ضد وحدتنا الترابية، صحيح أن الدبلوماسية المغربية تتصدى لكل المؤامرات وصحيح أن الموقف الإسباني الرسمي أصبح يشجع مبادرة الحكم الذاتي وصحيح أن الصحافة المغربية على اختلاف منابرها تحاصر كل الأخبار التي تحاول التشكيك في مغربية صحرائنا لكن يبدو أن منظمات المجتمع المغربي لا تضع ضمن أنشطتها قضية صحرائنا ولا تحاول اللقاء بنظيراتها في إسبانيا في إطار ندوات ومهرجانات تستدعي لها هؤلاء النشطاء لتصحح لهم مفاهيمهم المغلوطة التي يعتقدونها من تأثير أكاذيب الانفصاليين الذين يضللون الإسبان بأطروحتهم الخيالية ، وفي هذا الإطار ونظرا للحب الكبير الذي يكنه الجمهور المغربي لفريقي برشلونة والريال، لماذا لا ننظم مباراة في الدارالبيضاء أو تطوان أو في مدريد بين منتخب الريال وبرشلونة ومنتخب الوداد والرجاء، وهي فرصة يلمس الشعب الإسباني من خلالها مشاعر الصداقة والمحبة التي يكنها له الشعب المغربي وليكتشف حقيقة الخداع الذي يمارسه المرتزقة على بعض نشطائهم الذين يقومون بالدعاية لجمهورية الوهم. خذوا أموالهم ولا تصوتوا عليهم مع اقتراب موعد الانتخابات شرع بعض المترشحين يخططون لاستمالة المواطنين للتصويت لصالحهم. فمنهم من استغل مباراة الوداد والصفاقسي التونسي ومباراة الرجاء والوداد فوزعوا تذاكر الدخول لمركب محمد الخامس بالمجان ومنهم من أصبح يواسي المرضى ويشتري لهم الدواء ويعزي في الموتى ويساهم في تكاليف الدفن ويشارك في الأفراح ويقدم الهدايا وطبعا كثير منهم يبشرون العاطلين بتوفير الشغل لهم أو تمكينهم من عقود العمل خارج المغرب. وبالمناسبة تذكرت الزعيم سعد زغلول زعيم حزب الوفد المصري الذي سمع أن المترشحين من منافسي حزبه يوزعون الأموال على المواطنين فكان يخطب في مؤيديه أثناء حملته الانتخابية قائلا لهم: «خذوا أموالهم ولا تصوتوا عليهم». تشغيل الأطفال القاصرين اعتقد أن مجهودات الدولة وحدها لن تجدي في القضاء على ظاهرة تشغيل الأطفال القاصرين فالمشكل في العائلات التي تدفع أطفالها للشغل، لأن بعض الأمهات تذهبن بأولادهن إلى أصحاب الحرف والمهن التقليدية والحرة ويستعطفونهم لقبول أولادهن طمعا في دريهمات معدودة كل أسبوع كما أن بعض الآباء يشترون علب أوراق كلينكس من تجار الجملة ويرغمون أولادهم على بيعها عند إشارات المرور أثناء توقف السيارات. أو يشترون لهم علب السجائر لبيعها بالتقسيط أو يسلقون لهم البيض ويجبرونهم على الطواف به في المقاهي، وكثيرا ما نرى صغارا لا تتجاوز أعمارهم ست سنوات يجلسون مع آبائهم وأمهاتهم في «الفراشة» يساعدونهم في بيع معروضاتهم على أرصفة الطرق، ونشاهد متسولات يصحبن معهن أطفالهن القاصرين وحتى الرضع في جولاتهن بين الشوارع. فإذا كان القانون سيعاقب من يشغل الأطفال القاصرين... فإن الحكمة تستدعي توعية الآباء والأمهات بعدم استغلال أولادهم وتسخيرهم للعمل في سن الطفولة. من «الحريك» إلى الإجرام بعدما نجحت مصالح الأمن والدرك من التضييق على الأفارقة الذين يفدون على بلادنا أملا في «الحريك» إلى أوروبا. أصبح بعض هؤلاء الأفارقة يقومون بأعمال إجرامية في حق المواطنين كالنصب والاحتيال ومنهم من يكتفي بتقليد «الفراشة» ويعرض منتوجات على أرصفة الطرق... ومنهم من اضطر الى التسول بكلمات عربية تعلمها يستعطف بها المارة. ومن عملياتهم الإجرامية إقناع بعض الناس بقدرتهم على تحويل أوراق بيضاء الى عملة بالدولار وان الأمر يحتاج لمبلغ من المال لشراء محلول لصبغ الأوراق وبمجرد ما يحصلون على المال يختفون. ومنهم من أصبح ينضم الى العصابات التي تستغلهم في تنفيذ عملياتها نظرا لأن المواطنين لا يشكون فيهم. ومنذ أسبوع اعتقل رجال الأمن عصابة غينية تتكون من ثمانية أشخاص بعمالة الحي الحسني ينصبون على تجار الذهب بشراء الحلي بواسطة بطائق مزورة. صحيح إننا شعب مضياف وبلادنا مفتوحة الأبواب برا وجوا لاستقبال كل الوافدين... ولكن لسنا أغبياء ليضحك علينا ضيوفنا.