ابو فيصل ... في كل القرى والمداشر والدواوير ، كما في المدن التي اخترقتها قافلة طواف المغرب 22 لسباق الدراجات ، كان الشباب يشكل أكبر المستقبلين والمشجعين للمتسابقين الذين انتظموا في هذه القافلة ، وهذا يدل على أن بلدنا يختزن كنزا مهما وكبيرا من عشاق الرياضة ومن محبيها وممارسيها على حد سواء ، لأن الرياضة أصبحت في عصرنا الحاضر ظاهرة اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية، تستقطب اهتمام جميع شرائح المجتمع، وذلك في زمن اتسع فيه الإستهلاك الإعلامي للنشاط الرياضي، مما نتج عنه زيادة في وعي الجماهير. فما ميز الساحة الرياضية في بلادنا خلال السنوات الأخيرة هو الإقبال المتزايد على الممارسة الرياضية بمختلف أنواعها وأضحى لزاما علينا مواكبة التطورات المطردة للرياضة ذات المستوى العالي والتي أصبحت صناعة تتطلب استثمارات هامة في مجالات متعددة، وعنصرا من العناصر الرئيسية للتنمية ، ورافدا مهما لتأطير الشباب ، ومساهما كبيرا في التنمية الاقتصادية، والاجتماعية . من هنا يتضح أن دور الريلضة ليس مقتصرا على الركض والجري والنط هنا وهناك بقدرما يعتبر عنصرا مهما في أي تقدم ننشده لهذا البلد ، ومع الأسف فإن الجماعات المحلية مازالت بعيدة عن أن تلعب دورها كاملا في بلورة هذا الفكر كما تحث على ذلك فصول الميثاق الجماعي ، فدورها لم يبق مقتصرا على تسيير المنشآت الرياضية و تأطيرها أو ترك الواقع الرياضي المغربي يتكل على مجهودات الدولة المنحصرة في تنظيمات رياضية غير كافية، بالإضافة إلى المنشآت الرياضية القليلة.بل الإسهام في بناء فرق رياضية قادرة على الإستمرارية ، وعلى إعطاء الشباب متنفسا لابراز مواهبهم ، وبالتالي إبعادهم عن كل ما من شأنه أن يفسد حياتهم أو يدخلهم إلى متاهات كل أشكال السوء وتدمير النفس. ففي عام 2003، أصدرت فرقة العمل التابعة للأمم المتحدة تقرير "الرياضة من أجل التنمية والسلام: نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية"، الذي خلص إلى أن الرياضة - من اللعب والنشاط البدني إلى الرياضة المنظمة التنافسية - وسيلة قوية وفعالة من حيث التكلفة لإحراز تقدم بشأن الأهداف الإنمائية للألفية. وفي نهاية عام 2003، اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً حول دور الرياضة كوسيلة لتعزيز الصحة والتعليم والتنمية والسلام. وأعلنت أن عام 2005 سنة دولية للرياضة والتربية البدنية، وذكرت "أن الأممالمتحدة تنتقل إلى عالم الرياضة للمساعدة لإحلال السلام والجهود المبذولة لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية". وعرضت اليونيسف مناقشتها عن الرياضة في منشور صدر في عام 2004، بعنوان "الرياضة والترفيه واللعب". وقد وثّق هذا المنشور كيف تدمج اليونيسف قوة الرياضة والترفيه واللعب وإمكانياتها في البرامج القطرية، وتطوير شراكات من أجل مشاركة الفتيات والفتيان في الميادين والملاعب الرياضية، وتعبئة الحكومات لوضع استراتيجيات شاملة لضمان الاعتراف بحق كل طفل في اللعب. ثم ان الجمعية العامة للأمم المتحدة،كانت قد دعت قبل هذا الحكومات والأممالمتحدة وصناديقها وبرامجها ووكالاتها المتخصصة عند الإقتضاء والمؤسسات المتصلة بالرياضة إلى القيام بتعزيز دور الرياضة والتربية البدنية من أجل الجميع في إطار تدعيم برامجها وسياساتها الإنمائية للنهوض بالوعي الصحي وإذكاء روح الإنجاز وتنشيط التواصل بين الثقافات ولترسيخ قيم الجماعة. وبإدراج الرياضة والتربية البدنية كأداة عمل تساهم في بلوغ الأهداف الإنمائية المتفق عليها دوليا، بما فيها الأهداف الواردة في إعلان الألفية، والأهداف الأوسع نطاقا للتنمية والسلام. وبالعمل في إطار جماعي حتى تتمكن الرياضة والتربية البدنية من تهيئة الفرص للتضامن والتعاون من أجل نشر ثقافة السلام وتعزيز المساواة الاجتماعية والجنسانية ومن أجل الدعوة إلى الحوار والتواؤم. وبالاعتراف بالفوائد التي تسهم بها الرياضة والتربية البدنية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتشجيع إقامة وترميم البنية التحتية للرياضة... نعيد التذكير بهذا لأن ما شاهدناه وما لمسناه من رغبة في التريض لدى شباب المدن والدواوير والقرى التي مر منها طواف المغرب لهذه السنة يعني أن هناك لامبالاة بالقطاع الرياضي ، ويكفي أن هناك شبانا كثر كانوا يتحلقون علي المتسابقين ودراجاتهم وهم منبهرين بما تراه أعينهم من غير أن تطاله أيديهم وفي ذلك ألف حكاية وحكاية.