ع. أبو فيصل تصوير حسني واشكيرات ... يختتم غدا الأحد طواف المغرب لسباق الدراجات في دورته الثانية والعشرين ، والذي عرف هذه السنة مشاركة 13 فريقا ومنتخبا من افريقيا وأوربا ، بالإضافة إلى ثلاثة منتخبات وطنية ، أشرف على تأطيرها كل من أحمد الرحايلي وابراهيم بن بيلة ومصطفى أفندي ، حيث وصل عدد المتسابقين الذين كانوا في خط الانطلاقة يوم 10 أبريل الماضي من مدينة الجديدة 94 متسابقا ، خاضوا عشر مراحل ستكون آخرها غدا الأحد بين الرباط والدار البيضاء يقطعون خلالها مسافة 120 كلم ، على أن تسبقها المرحلة التاسعة اليوم السبت وتربط بين مدينتي مكناسوالرباط على مسافة 136 كلم. ويمكن القول ان طواف هذه السنة حقق الأهداف التي رسمتها الجامعة الملكية المغربية لسباق الدراجات ، أولا بالتغلب على الظروف التي أحاطت بالتنظيم الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التأجيل والإلغاء ، لكن تدخل وزارة الشباب والرياضة في آخر المطاف لحل معضلة قلة ما بيد الجامعة برصد 150 مليون سنتيم ، جعل الجامعة تضغط على الزناد وتركب التحدي ، تحدي الإبقاء على طواف المغرب حاضرا في ذاكرة المغاربة ، وثانيا بالتأكيد على أن هناك فعلا نيات صادقة للدفع برياضة الدراجات إلى ما يبتغيه لها عشاقها الكثر المنتشرون عبر ربوع بلادنا ، وثالثا فتح المجال أمام منتخباتنا للكبار والأمل والمستقبل للظهور أمام الجماهير الرياضية المغربية ، واظهار ما تختزنه من امكانات بدنية وتقنية وبشرية لا ينقصها سوى الاعتناء بها ومدها بالأدوات اللازمة لأية ممارسة رياضية كفيلة لهؤلاء بابراز مؤهلاتهم التي لا تقل عما يملكه كل الدراجين الأجانب الذين نافسوهم في طواف هذه السنة. طواف المغرب 22 لسباق الدراجات نجح تنظيما ، وحضورا من لدن الفرق والمنتخبات الوطنية ، ومن لدن الجماهير التي خرجت لاستقبال وتحية الأبطال المشاركين فيه ، ونجح في إعطاء صورة مشرقة عن المغرب وعن الأوراش العديدة المفتوحة في كل المدن التي مرت منها قافلة الطواف ، وعن المجهودات المبذولة في كل مدشر وقرية ومدينة من أجل رفعة هذا الوطن. ان مجرد استحضار الصور الجميلة لحرارة الاستقبال التي لقيها الدراجون وقافلة الطواف بصفة عامة في كل الربوع التي مرت منها يعفي عن أي دليل آخر للتأكيد على أن طواف المغرب أتى أهدافه ، وأنه سائر في الطريق الصحيح ليصبح من أفضل وأحسن الطوافات في العالم. تحية لكل الجنود الذين كانوا وراء التنظيم ، ولكل الذين ساهموا في أن يظل هذا الإرث الرياضي التاريخي حاضرا في الذاكرة الرياضية المغربية ، و إلى اللقاء في الدورة 23 لكن بمدن جديدة ، ومدار جديد ، لأن البرود الذي تعاملت به بعض المدن مع الطواف هذه السنة يعني أنها غير مهتمة بالشأن الرياضي بصفة عامة وليس طواف المغرب وحده... وعلى كل حال فقد تابع الطواف مسيرته بالمرحلة السابعة التي ربطت مدينتي ميدلت واخنيفرة على مسافة 140 كلم ، وهي المرحلة التي مرت ثقيلة جدا بفعل الأحوال الجوية الباردة والرياح الجانبية القوية التي كابد معها المتسابقون ، بالإضافة كثرة المنعرجات الوعرة والهبوط والصعود المتكرر ، مما كان عائقا أمام المتسابقين الذين لم نسجل عن أية مجموعة منهم أنها قامت بمحاولة للهروب أو تشتيت الكوكبة إلى مجموعات ، وظل الحال على نفس النسق على طول المسافة ، ولم يحسم في أمر الفائز بالمرحلة الا بالاحتكام إلى السرعة النهائية التي كانت من نصيب الدراج الاستوني كيرسيبو جان من الفريق البلجيكي جارتازي بتوقيت 4س 2 د 32 ث ،متبوعا بالبووني جيزوفسكي ، فيما كان محمد سعيد العماري أول مغربي يدخل مدينة خنيفرة. أما على صعيد الأقمصة مازال الكازاخستاني ديموفسكي أليكسندر الذي يلعب لفريق بريزا سبور يحتفظ بالقميص الأصفر، فيما القميص الأخضر أصبح في ملكية الاستوني كيرسيبو جان من فريق جارتازي البلجيكي... والقميص المرقط الخاص بأحسن متسلق فمازال في حوزة التركي ميلتو ميرت من فريق بريزا سبور.... وعلى صعيد الفرق يحتل فريق بريزا سبور الصف الأول متبوعا ببولونيا أما المنتخب الوطني الأول فيحتل الصف الرابع ومنتخب المستقبل الصف 12 ومنتخب الأمل الصف الأخير... وفي الترتيب العام الفردي يحتل الصف الأول الكازاخستاني ديموفسكي أليكسندر ، عادل جلول من المنتخب الأول الصف 10 وزميله محمد الركراكي الصف 14. وفي أعقاب هذه المرحلة أقام السيد عامل إقليمخنيفرة حفل استقبال على شرف المشاركين في الطواف تبودلت خلاله الكلمات بين السيد العامل وممثلي الجامعة الملكية المغربية لسباق الدراجات ، حيث تم التأكيد على أن مدينة خنيفرة ستبقى دائما في مفكرة طواف المغرب ، وأن جماهير هذه المدينة ستظل شغوفة باستقبال قافلة الطواف قالوا: الاستوني كيرسيبو جان كانت مرحلة ميدلت وخنيفرة هادئة من جميع المتسابقين ، لأن الرياح كانت تهب بقوة عطلت الدراجين من القيام بأية محاولة للانسلال ، كما أن الطريق الوعرة ساهمت هي الأخرى في أن يكون سباق هذا اليوم ثقيلا جدا ولم يعرف الحرارة التي كانت في المراحل السابقة ... ولذلك لم يحسم المركز الأول الا بالسرعة النهاية ، ركزت في الأمتار الأخيرة وانطلقت بقوة وبالتالي الفوز بالصف الأول لهذه المرحلة ، وأنا جد سعيد بهذا لأنني حاولت في المراحل السابقة لكني فشلت . للإشارة فالاستوني كيرسيبو جان سبق له الفوز بأربع مراحل من طواف فرنسا الدولي في دورات مختلفة. محمد سعيد العماري أول مغربي دخل مدينة خنيفرة: أنا سعيد بدخولي كأول مغربي إلى مدينة خنيفرة ، وقد بذلت مجهودا كبيرا خلال هذه المرحلة التي كانت صعبة من حيث الطقس الذي مرت فيه وذلك بفعل الرياح المعاكسة التي واجهت المتسابقين . أحمد الرحايلي مدرب المنتخب الأول: كما تتبعتم فان المرحلة كانت صعبة على جميع المتسابقين نظرا للرياح التي ظلت تهب منذ الانطلاقة وإلى خط الوصول ، كما ان وعورة الطريق بمنعرجاتها والطلوع والهبوط ساهما في عدم رؤية سباق سريع وصراع قوي بين المتسابقين قبل الوصول إلى خط النهاية والاحتكام للسرعة النهائية لتحديد الفائز بالمرحلة.