جدد المغرب دعوته للحكومة الجزائرية لتجاوز حالة الجمود و الجفاء التي تؤثر سلبا على مسيرة الاتحاد المغاربي ، و دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون يوم الثلاثاء، الجزائر إلى "تطبيع كامل للعلاقات بين البلدين"، وإعادة فتح الحدود المغلقة منذ 1994" من أجل تشجيع الإندماج المغاربي. وقال السيد الفاسي الفهري في ختام الإجتماع السابع لوزراء الخارجية ببلدان غرب المتوسط بقرطبة الاسبانية " لا يتعين أن نظل حبيسي قضية الصحراء... وينبغي أن نسير قدما في الاندماج المغاربي" وناشد كلا من الجزائر والبوليساريو إلى "اغتنام الفرصة التي تتيحها المبادرة المغربية للحكم الذاتي" من أجل حل نزاع الصحراء بشكل نهائي بالحوار والتفاوض طبقا لقرارات مجلس الأمن". و اعتبر المغرب في الاجتماع المذكور أن من شأن تسوية نزاع الصحراء أن تعزز المغرب العربي، وتجعل منه شريكا قويا ومحترما داخل المنطقة المتوسطية" في الظرف الذي تثمن الحكومات الأوروبية والمفوضية الأوروبية المبادرة المغربية القاضية بتخويل منطقة الصحراء حكما ذاتيا من أجل تسوية نهائية لهذا النزاع، الذي يشكل في نظر المنتظم الدولي حاجزا موضوعيا أمام اتحاد المغرب العربي. و بالرغم من أن مسؤولي الحكومة الجزائرية ما فتئوا يؤكدون في أكثر من مناسبة على خيار الاندماج المغاربي حيث نسب الى وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي تأكيده حرص الجزائر على تجسيد التكامل الاقتصادي المغاربي من خلال دعوتها لإقامة مجموعة اقتصادية مغاربية، من شأنها أن تجعل من اتحاد المغرب العربي فضاء اقتصاديا مندمجا وقطبا فاعلا يساعد على إنجاز المشاريع المغاربية الاستراتيجية و دعوته خلال أشغال الدورة ال28 لمجلس وزراء الشؤون الخارجية لاتحاد المغرب العربي بطرابلس الأسبوع الماضي الى مراجعة منهجية عمل مؤسسات الاتحاد والشروع الفعلي في اصلاح المنظومة الاتحادية مع التفكير في أفضل الصيغ لتفادي التعثر وضمان الاستمرار في البناء وفي تعميق ركائز الاتحاد ودعم هياكله ,و بالرغم من النوايا الطيبة و الآمال المعسولة التي يقدمها للخطاب الرسمي الجزائري فإن المواقف السياسية و السلوكات الآنية للقيادة الجزائرية تطرح أكثر من علامة إستفهام حول جدية و مصداقية النوايا الجزائرية في ما يتعلق بواقع و مستقبل المشروع المغاربي المجهض . و من دواعي الاستغراب المثير للتساؤلات المشروعة أن يخلو خطاب رئيس الجمهورية الجزائرية الذي يمهد لبرنامج عهدة رئاسية جديدة تمتد لخمس سنوات مقبلة من أي إشارة أو تلميح للفضاء المغاربي المشترك في الوقت الذي ظلت الشعوب المغاربية تنتظر أن يشكل الفوز الكاسح لبوتفليقة حافزا شعبيا يمنحه الشحنة المعنوية الكافية للدفاع عن حتمية الاندماج والتكامل المغاربي و إن في حدوده الانسانية الدنيا , على أن خطاب الرئيس الجزائري كان في اتجاه معاكس لأمال الشعوب المغاربية في الوحدة و التضامن وزاد في لخبطة الأوراق و تعقيد الأوضاع المتشنجة أصلا حين ساوى بين قضية الصحراء المغربية و المسترجعة و كفاح الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي . ويستشف من خلال الخطاب الرسمي الجزائري المعلن منه و المبطن أن الجزائر لا تنوي انتهاج أي نوع من أنواع الانفتاح على المغرب و تضرب بعرض الحائط لكل نداءات التقارب التي ظل يطلقها في أكثر من مناسبة ، سواء من خلال فتح الحدود بين البلدين أو وضع ملف الصحراء المغربية في يد الأممالمتحدة لوحده كما كانت الخارجية الجزائرية تدعو لذلك في عهد سابق و الانكباب على إصلاح ذات البين الداخلي و المضي قدما في مسلسل البناء لمواجهة التحديات الآنية الكبرى.