طنجة: أبو ايمان أصبح من المؤكد، أن شبكات التهريب الدولي للمخدرات (اختارت) ميناء طنجة، لأسباب يأتي على رأسها، عدم التأكد من أرقام هياكل مقطورات وشاحنات النقل الدولي (T.I.R) بعد خضوعها الروتيني للكشف بجهاز السكانير أو المراقبة اليومية العادية.. فالشاحنات التي تعبر ميناء طنجة في اتجاه ميناء الجزيرة الخضراء، لم تكن من قبل تخضع للكشف بالأشعة، بسبب عدم وجود جهاز السكانير.. وعندما تم استقدام جهاز متنقل، وقع عليه الإعتراض من طرف لوبيات النقل الدولي، الذين أثبتت حالات الضبط والاعتقال في اسبانيا تورط (شركائهم) في تبييض عائدات المخدرات في شركات للنقل، والاستثمارات العقارية، والخدماتية، والبحرية.!. وقد التجأت مافيا التهريب الدولي للمخدرات وتبييض عائداتها في المشاريع الوهمية، لأسلوب تضليلي وتمويهي لتمرير أطنان المخدرات عبر ميناء طنجة رغم وجود جهازين للكشف (سكانير). ذلك أن عناصرها على صعيد أكادير / الدارالبيضاء / طنجة / الجزيرة الخضراء، تعمد الى إدخال ثلاث شاحنات مقطورة دفعة واحدة الى ميناء طنجة، على أن يتم اخضاع الأولى والثانية لجهاز الكشف (سكانير). فيما تبقى الثالثة، منزوية في مكان مضمون الحراسة، وهي مكدسة بأطنان المخدرات، تنتظر إنهاء الإجراءات الجمركية والأمنية، واعداد وثائق التعشير والمغادرة. وهنا يبدأ (اللعب الكبير)، حيث يقوم شخص تقني متخصص، باستبدال أرقام لوحة المقطورة المكدسة بالمخدرات والتي لم تخضع لجهاز (سكانير). بلوحة احدى الشاحنتين الخاضعتين للمراقبة، ليتم ركن الخاضعة لجهاز الكشف في مكان الحاملة للمخدرات، لتعبر بعد ذلك، شحنة الملايير ميناء طنجة عن طريق احدى البواخر المتجهة الى الجزيرة الخضراء.. وتبقى التساؤلات حول كيفية اكتشاف وضبط المخدرات من طرف السلطات الأمنية الاسبانية بميناء الجزيرة الخضراء.. فهناك من يؤكد أن العملية يتم اكتشافها بإسبانيا، اعتمادا على المخابرات الاسبانية المبثوثة عيونها وآذانها، خاصة بميناء طنجة.. وهناك من يؤكد بأن اكتشاف المخدرات يعود لتصفية الحسابات وانتقام شبكات التهريب من بعضها البعض لأسباب تعود للمنافسة والتسابق والاستفراد بمسالك التهريب وأسواق الطلب والاستهلاك الاوروبي.. وهناك من يرد ذلك، الى جدية، وصرامة، وسلامة ذمة العناصر الأمنية الاسبانية المتخصصة بميناء الجزيرة الخضراء، في اكتشاف الأرقام والألواح المزورة للسيارات والشاحنات القادمة من المغرب، والعابرة لميناء طنجة.. وتبقى الأصابع، تشير لميناء طنجة، الذي تتحكم فيه لوبيات النقل الدولي لشاحنات ومقطورات (T.I.R). كما تشير فيه الأصابع أيضا، لأولئك الذين (يتساهلون) مع الشاحنات والمقطورة المشكوك في أصحابها، والتي يشتبه في حمولاتها من السردين المجمد، والدلاح، والطماطم، واللوبيا الخضراء، والأخطبوط المتعفن.!. ضبط الشاحنات والمقطورات المكدسة بالمخدرات بميناء طنجة، ممكن لو قامت الجهات المعنية بمراقبة المقطورات والتأكد من سلامة أوراقها. ووثائق حمولاتها، وأرقام لوحاتها، مع التركيز أكثر، على أرقام هياكلها ومدى مطابقتها لتأشيرة مراقبة أمن وجمارك جهاز الكشف (سكانير)..