انعقد مجلس إدارة المجمع الشريف للفوسفاط يوم 10 أبريل 2009 بالدار البيضاء تحت رئاسة مصطفى التراب المدير العام بحضور أمينة بنخضرة، وزيرة الطاقة والمناجم والمياه والبيئة، وصلاح الدين مزوار، وزير الاقتصاد والمالية، وأحمد رضا شامي، وزير الصناعة والتجارة والتكنولويات الجديدة، ومحمد بنشعبون، الرئيس المدير العام للبنك الشعبي المركزي، وعبد الكبير زهور، وزير الدولة لشؤون المياه، بالإضافة الى باقي أعضاء مجلس الإدارة. وقدم مصطفى التراب في عرضه أمام أعضاء مجلس الإدارة تقريرا عن النتائج المالية لسنة 2008 ووضعية تقدم المخطط الاستثماري للمجمع الشريف للفوسفاط. وتعد سنة 2008 استثنائية وفريدة في صناعة الفوسفاط وذلك اعتبارا لمستويات الأسعار التاريخية التي شهدها السوق. على الرغم من تباطؤ حاد في الطلب في نهاية السنة نتيجة الأزمة المالية العالمية. وقد تضاعف رقم المعاملات الموطد لسنة 2008 مقارنة مع 2007 لينتقل من 9،28 مليار درهم الى 14،60 مليا درهم. ويعزز هذا الإنجاز التوجهات الاستراتيجية الجديدة للمجموعة والرامية لتحسين الأسعار وحجم المبيعات. وبالفعل، فإن المجموعة حققت 24،41 مليار درهم كرقم معاملات إضافي مع خفض حجم مبيعات الفوسفاط في حدود 71،23 مليون طن مقابل 93،27 مليون طن في 2007. وبفضل تحسين الفعالية الإنتاجية للمجموعة، تطورت نفقات الاستغلال الموطدة دون احتساب مخصص الاستخمادات بوتيرة أقل من ارتفاع رقم المعاملات لتصل الى 24،32 مليار درهم مقابل 88،21 مليار درهم في العام 2007. ويعزى هذا الارتفاع أساسا الى ارتفاع أسعار المواد الخام اللازمة للإنتاج، خصوصا الكبريت والذي ارتفعت كلفته من 87،2 الى 47،12 مليار درهم ما بين عامي 2007 و 2008. وبذلك حققت مجموعة م ش ف خلال سنة 2008 نتائج مالية جد هامة حيث عرفت المداخيل قبل الفوائد والضرائب ومخصصات الاستخماد والمؤن (EBITDA) زيادة غير مسبوقة قدرت ب 390% لتصل إلى 9،32 مليار درهم. وقد تضاعفت المردودية الاقتصادية للمجموعة، والتي تمثل معدل المداخيل قبل الفوائد والضرائب ومخصصات الاستخماد والمؤن بالنسبة للأصول المادية ، خمس مرات ما بين عامي 2007 و 2008 لتصل الى 62%. علاوة على ذلك، فإن هذا الأداء المالي مكن مجموعة م ش ف من تمويل جزء كبير لإخراج صندوق التقاعد الداخلي واستثمار أكثر من 3 مليار درهم في عام 2008. وقد قرر مجلس الإدارة توزيع 9،2 مليار درهم في شكل ربيحة. هذا وقد أعرب أعضاء المجلس عن تقديرهم للمجهودات المبذولة والتي مكنت المجموعة من تحقيق استراتيجية الحكومة الرامية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلد. وأكدوا مجددا دعمهم للاستراتيجية التجارية والصناعية والسياسات التنظيمية التي اعتمدتها المجموعة حتى تواصل مشاريعها الاستراتيجية بشكل يضمن لها تقوية مكانتها فور انتعاش الاقتصاد العالمي. ووافق مجلس الادارة في اختتام أعماله على القرارات المقترحة. يذكر أن المجمع الشريف للفوسفاط بدأ تحوله الاستراتيجي في عام 2006 وذلك لتعزيز مكانته الريادية في السوق العالمية. وذلك من خلال اعتماد إستراتيجية تجارية جديدة وسياسة شراكات نشطة بالموقع الكيماوي للجرف الأصفر وخطة تحديث صناعية ولوجستيكية وإعادة الهيكلة المالية عبر عدة برامج استثمار جد طموحة. والخطوات الهامة التي انجزت بالفعل في إطار هذا المشروع الطموح تهم: تحويل المجمع الشريف للفوسفاط لشركة مساهمة بموجب القانون رقم 46 07 ل 26 فبراير 2008. إعادة تنظيم المجموعة وفقا لأهداف إعادة الهيكلة المالية والإستراتيجية الصناعية الجديدة. الاستعانة بمصادر خارجية الداخلية للصندوق التقاعد إعطاء انطلاقة مشاريع إستراتيجية. وتعزيز اللامركزية اتخذ قرار العودة إلى تطبيق اللامركزية سنة 2006. والهدف من ذلك هو إعادة تركيز المصالح المركزية على الخدمات الإستراتيجية والسياسات والرقابة وتعزيز الدور التفنيذي لمواقع الإنتاج: مزيد من الاستقلالية والمسؤولية. كما سيتم إنشاء مقرات اجتماعية جديدة تتمتع بالاستقلالية في كل من خريبكة، بن جرير، بوكراع، آسفيوالجديدة. وبذلك أطلق المجمع الشريف للفوسفاط ثقافة جديدة في إطار تدبير رأسماله البشري تعتمد على مكافأة الاستحقاق وتشجيع التقدم الوظيفي سواء عبر التقدم المهني أو الإداري. وقد اعتبر هذا النهج الجديد بمثابة قطيعة مع تدبير التقدم الوظيفي المبني على أساس الأقدمية أو المستوى الهرمي إذ أن هذه الأخيرة لاتضمن بأن يصبح الموظف مديرا جيدا، ولكن أن تؤدي إلى فقدان أحد الخبراء. إلى ذلك سمح الاستمرار في استخراج الفوسفاط بإنشاء احتياطي تجاري استراتيجي. وهكذا، ولأول مرة في تاريخها، تمكنت المجموعة من تكوين مخزون يزيد على 4 ملايين طن من الفوسفاط جاهز للتسويق. ويعتبر مشروع «الأنابيب الناقلة للفوسفاط» عنصرا رئيسيا في إستراتيجية تخفيض التكلفة المتبعة من طرف المجمع الشريف للفوسفاط إذ أنه لا يعد مجرد وسيلة نقل بل تحول في عملية التصنيع برمتها إذ سيمكن من ترشيد استعمال الماء والطاقة (توفير ما يناهز 3 مليون متر مكعب من الماء و 950 جيغاواط من الطاقة). كما أنه سيساهم في حماية البيئة عن طريق تفادي انبعاث ما يقرب من 712000 طن من ثنائي أوكسيد الكربون في السنة. وتوجد حاليا طلبات العروض قيد الدراسة. إضافة إلى هذا تم منذ بداية فبراير 09 ا ستئناف صادرات المجمع الشريف للفوسفاط لشركائه الهنود بوتيرة طبيعية مع المحافظة على الحجم المعتاد. ويعتزم المجمع الشريف للفوسفاط الدخول في مزيد من الشراكات الواسعة على المستويات الإقليمية والوطنية والإفريقية، مشروع المغرب الأخضر من خلال دعم مشاريع خطة التجميع وتنشيط صناعة الأسمدة. وسيدلي ببيانات محددة خلال الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس.