ينظم مكتب تنمية التعاون، بشراكة مع مجلس مدينة فاس، وجمعية SOLETERRE الإيطالية، ندوة وطنية تحت الرئاسة الفعلية لنزار بركة، وزير الشؤون الاقتصادية والعامة حول : «إشكالية تسويق منتجات التعاونيات»، وذلك يوم الجمعة 17 أبريل 2009 بقصر المؤتمرات بفاس، ابتداء من الساعة التاسعة والنصف صباحا. ففي ظل محيط متغير يتميز بإذكاء اقتصاد السوق واحتدام المنافسة بين مختلف الوحدات الاقتصادية، يعتبر التسويق من بين أهم الإكراهات التي تواجهها التعاونيات وفي نفس الوقت يشكل تفعيلها رافعة لتأهيل هذه المؤسسات للاضطلاع بأدوارها لاسيما على مستوى محاربة الفقر والبطالة عبر خلق أنشطة مدرة للدخل وتعزيز البعد الاجتماعي والتضامني للتنمية. وتفعيل هذه الوظيفة لضمان الاندماج الايجابي للتعاونيات في اقتصاد السوق والمنافسة، تعتبر من بين الأهداف الرئيسية التي تتوخى الندوة بلوغها. ومن بين منطلقات تحقيق هذا الهدف، والتي ستكون محط دراسة وتحليل، واقع التسويق في التعاونيات مع إبراز التجارب الناجحة في مجال تفعيل وظيفة التسويق ومنها تجارب مرافقة التعاونيات في إطار ميثاق الاقتصاد الاجتماعي والتجارة الاجتماعية التضامنية أو ما يصطلح عليه بالتجارة المنصفة، ففي إطار هذا النظام بذلت العديد من الجمعيات والمنظمات غير الحكومية والإدارات مجهودات حثيثة لدعم الأنشطة المدرة للدخل في إطار تعاونيات، وسارعت في إطار سعيها نحو ضمان إندماجها الايجابي في اقتصاد السوق إلى تحسين جودة منتجاتها لتتماشى مع متطلبات السوق والرفع من قوتها التفاوضية عبر تجميع إمكانياتها في إطار مجموعات ذات النفع الاقتصادي الى جانب فتح العديد من الدكاكين في إطار تضامني لتسويق منتجاتها. وتحليل هذه التجارب ودراسة سبل تعميمها لتشمل أكبر عدد من التعاونيات. وجدير بالذكر أن عدد التعاونيات يتجاوز حاليا 6300 تعاونية تضم في عضويتها ما يناهز 347.700 منخرط، 90 في المائة منها تزاول وظيفة تسويق المنتجات والخدمات. وبالنظر الى أهمية الأسلوب التعاوني لاسيما على مستوى خلق الشغل للشباب والنساء ومنتجي العديد من القطاعات كالفلاحة والصناعة التقليدية والصيد البحري، سارعت العديد من برامج القرب منها برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الى إدراج تشجيع الأسلوب التعاوني ودعمه ضمن هذه البرامج مما كان له بالغ الأثر على مستوى تأسيس التعاونيات حيث بلغ عدد التعاونيات المرخص لها سنة 2008 ما مجموعه 526 تعاونية.