... غريب هذا الذي يحدث عندنا ، أقصد عند اللجنة الأولمبية الوطنية المغربية ، فهي تشبه تلك الدار التي هجرها ساكنوها ، ولم يتركوا بها حتى " الكلاب " لتؤكد على الأقل أن هناك " حسا" فيها ، وحركة بها لكل الذين يدقون بابها للسؤال عن أحوال رياضيينا الذين انتدبتهم لتمثيلنا في أكبر تظاهرة رياضية في الكون ... لقد حاولنا ، وحاولنا الإتصال ببعض أعضاء اللجنة الأولمبية ، وبعض المسؤولين عن الرياضات المغربية الموجودة ببكين ، لكن الهواتف ظلت تؤكد لنا أنه يتعذر الإتصال بمخاطبينا ، وبالتالي ظلت أسئلتنا محبوسة في حلقنا لا مجيب عنها ... الكل هجر اللجنة الأولمبية ، والكل تبع الوزيرة في رحلتها الصينية ، ليس طبعا من أجل رياضيينا وإنما من أجل مقعد في جهاز اللجنة الأولمبية الدولية ، كما حملت ذلك الأخبار ، واللهم لا حسد... فرياضيون الذين انتدبوا لأولمبياد بكين نعرفهم كما يعرفون قدرهم ، ويعرفون مستواهم وما هم قادرون على بذله في هذا الملتقي الرياضي العالمي الذي لا يتكرر إلا بعد أربع سنوات ، لكن أن "تجمع " اللجنة الأولمبية المغربية" وتطوي" من غير أن تترك حتى من يرد على تليفوناتها ، فإن ذلك ما يمكن أن يعتبر حقا " خربقة " للمسؤولية التي توجد من أجلها ، هذا دون أن ندخل في تفاصيل اختياراتها للرياضات التي ستمثلنا في الأولمبياد الصيني ... الذي افتتحه السيد محمد اللميني ( نائب رئيس الجامعة الملكية المغربية للملاكمة) بالبكاء عما أفرزته قرعة مسابقة الملاكمة ضمن دورة الألعاب الأولمبية عندما قال " إن الملاكمين المغاربة لم يكونوا محظوظين حيث حكمت عليهم (القرعة) بمواجهة خصوم أقوياء أغلبهم يشاركون للمرة الثالثة في الألعاب الأولمبية ويتوفرون على خبرة واسعة من خلال مشاركاتهم المتعددة في التظاهرات الرياضية العالمية... كما لو كان السي اللميني ينتظر من رحلة الملاكمين المغاربة سوى "" التفويجة "" يعودون بعدها متوجين بالذهب والفضة ... وكما لو كان قد رفع الراية البيضاء منذ البداية ليؤكد أن ملاكمينا بلا حول ولا قوة وأن لا أمل يرجى من ورائهم... وهو بذلك يكون قد نسي في رمشة عين ما قيل مباشرة بعد تأهل ملاكينا العشرة من أن لنا حظوظا واسعة للظفر بأحدى الميداليات ... وسبحان مبدل الأحوال يا عباد الله... نحن لا نريد طبعا إلا الخير والخمير لكل ممثلينا ، وإن كان السي اللميني قد أردف أنه من الصعب التكهن بنتيجة المباريات الأولى, التي سيخوضها الأبطال المغاربة باعتبار أن أغلب منافسيهم ينتمون لبلدان رائدة في رياضة الفن النبيل ككوبا, التي تشكل شبحا مخيفا لجل المشاركين, والولايات المتحدةالأمريكية وإيطاليا وأذريبدجان وتركمانستان وروسيا ، وأن أغلب الممارسين المغاربة يشاركون للمرة الأولى في الألعاب الأولمبية, التي تجمع عادة أفضل الرياضيين في العالم, باستثناء هشام المصباحي والطاهر التمسماني اللذين سبق لهم المشاركة في هذه التظاهرة الكونية... وإذا كان الرجل قد قال كل هذا ، فماذا ترك للملاكمين قوله وهم الذين سيقدمون رؤسهم للكمات ، وأية معنويات سيحافظون عليها إذا كان مسؤؤل عنهم قد قال جهرا لهم " إنكم لا تساوون أي شئ " و"بزاف عليهم الوصول إلى المراكز الأمامية من التصفيات؟ وعلى أية حال نتمنى ألا يخرج أي مسؤول أخر بمثل هذه التصريحات وإلا فما معنى الذهاب أصلا إلى الألعاب الأولمبية إذا كنا لا نملك من هو الأقدر على تمثيلنا أحسن تمثيل ،،، أما اللجنة الوطنية الأولمبية ، فإن هواتفها مازالت " مطفية " ورجالها اختاروا العطلة ، وعرفوا متى يختارونها وبالطبع أين يقضونها ، وعلى ظهر من يسددون فواتيرها... ع. أبو فيصل