[email protected] ع. أبو فيصل ... لا نظن أن السيدة نوال المتوكل وزيرة الشبيبة والرياضة ، والسيد حسني بنسليمان رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية ، لم يسمعا ما قاله بعض الرياضيين المغاربة المشاركين في الألعاب الأولمبية ببكين ، أو أنهما يستعملان " أذن كيال " بخصوص كل ما يتعلق بهؤلاء وهم يمثلون المغرب في أكبر محفل رياضي في الكون... إن ما قاله لاعب الجيدو المغربي صفوان عطاف عقب إقصائه من منافسات الأولمبياد والدم يسيل من جبينه ، لا يمكن لكل من سمعه في تلك الليلة أن يغمض عينيه ويستسلم للنوم ، لأنه كلام "يقطع القلب " ويبعث على الأشفاق على ما آل إليه رياضيونا من سوء عناية واهتمام في الوقت الذي نطالبهم فيه ببذل الجهد والعرق والإتيان لنا بالميداليات ... لقد قال صفوان عطاف للقناة الرياضية المغربية في الأستوديو الخاص بأولمبياد بكين الذي ينشطه الزميل خالد ياسين كل مساء : " أنا "تنعاني" من 9 إصابات وأشارك رغم الإصابات وليس في البعثة الرياضية أي طبيب يقوم بعلاجي...نحن قمنا بواجبنا وقدمنا ما قدرنا الله عليه رغم الظروف التي لم تكن متوفرة للتهيئ ، والناس ( يقصد المسؤولين ) يتفرجون علينا ، مضيفا إنه" يجب علينا أن نطرح سؤالين مهمين : لماذا دائما نشارك ولا نحقق أي شيء ، أو بالأحرى لا نفوز بالميداليات في الأولمبياد مع أننا نتوفر على لاعبين قادريين على صنع المجد الأولمبي في كل الميادين ؟؟؟." قال صفوان كلامه هذا والدموع تكاد تنهمر من عينه ، في صور لا بد أنها صدمت كل من شاهدها ، وهو في ذلك ليس وحيدا لأن السباحة سارة البكري ذهبت إلى بكين من غير أن يكون بجانبها أي طبيب ، وأي مدلك ، فكيف نريدها أن تأتي لنا بالذهب ،أو الفضة أو النحاس ، هل تأخذ الفأس وتطوف بكين لتحفرها من أجل ذلك ...في الوقت الذي اختار فيه كثير من المسؤولين السياحة على حساب الأموال العامة تاركين الرياضيين " تضربهم جيحة " وجهنم منافسيهم ليلووا أعناقهم ويرجعوهم من حيث أتوا منذ اليوم الأول للأولمبياد ...كيف يغقل أن يكون أحد رياضيينا مصابا تسع إصابات ، ولم يجد من يسعفه ، ومع ذلك فضل إجراء مباراته على الإنسحاب... والواقع وكما قال كثير من المتتبعين فإن ما تعرض له رياضيونا حتى الآن من "دك " لوجوههم وضلوعهم يعد جريمة في حقهم ،لأن مسؤوليهم هم من كان السبب فيما حل بهم في الأولمبياد العالمي ، بإهمالهم وسوء تسييرهم وتدبيرهم ، وبرميهم لأولادنا فوق فوهة نار لم يكونوا قادرين على مقاومة لهيبها ، وبغم ذلك شدوا الحزام وتباروا ، في ظل الظروف التي يعيشونها كما أكد ذلك لاعب الجيدو صفوان عطاف... نعرف أن ميداليات الأولمبياد لا تأتى بالعبث ، واللامبلاة وانتظار ما ستجود به الأيام من فلتات ، ونعرف أن كل الذين حلوا ببكين للسياحة لا يمكن أن ننتظر من ورائهم أكثر مما حصدته رياضتنا حتى الآن من خيبة أمل ونتائج... وفى انتظار أن تتفرغ السيدة نوال للرياضة الوطنية ، وأن يعرف السيد حسني بنسليمان رئيس اللجنة الأولمبية قيمة من يسهر على جامعاتنا هاهم رياضيونا يتساقطون الواحد تلو الآخر في بكين بطرق تدعو لكثير من الإشفاق والرأفة.