وديع عواودة-حيفا قامت بعثة طبية دولية مستقلة بالكشف عن نتائج تحقيق حول أثر الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل في حملتها العسكرية على قطاع غزة. وعقدت البعثة مؤتمرا صحفيا في القدسالمحتلة لعرض ما توصلت إليه بعد معاينة نتائج العدوان الإسرائيلي على القطاع. وتتكون البعثة من أطباء من ألمانيا والدنمارك وجنوب إفريقيا وإسبانيا ، قاموا بزيارة قطاع غزة ومصر فور انتهاء "الرصاص المصبوب" على غزة. وقد أنجزت البعثة المكونة من خبراء صحة وأطباء مهمتها بطلب من "أطباء من أجل حقوق الإنسان" -، وهي منظمة إسرائيلية- ومنظمة الإغاثة الطبية الفلسطينية. وأفادت المنظمة الحقوقية الإسرائيلية في بيان لها ، بأن الأطباء والخبراء الدوليين سيكشفون عن حقائق تعرض للمرة الأولى وفي وقت واحد في القدس وبروكسل. وتؤكد "أطباء من أجل حقوق الإنسان" أن البعثة الدولية جمعت أدلة طبية عما دار في قطاع غزة أثناء الحرب، وتوضح أن الاستخلاصات تعزز الشكوك حول حدوث انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وللمواثيق الدولية. ويتضمن التقرير 44 شهادة مقلقة قدمها جرحى ومواطنون وأفراد بالطواقم الطبية استهدفوا أيضا من الجيش الإسرائيلي. ويخلص التقرير إلى التشديد على أن نتائج التحقيق تبرز الحاجة إلى إقامة تحقيق دولي ومستقل في الانتهاكات الإسرائيلية أثناء الحرب. وقال مدير العيادات الطبية في منظمة« أطباء من أجل حقوق الإنسان»، د. صلاح حاج يحيى، إن نتائج التقرير تدل على وجود انتهاكات خطيرة لافتا لأهمية توثيقها من لجنة خبراء دولية. وأكد أن التقرير مفصل ويمتد ل92 صفحة، ويشمل صورا قاسية لضحايا بترت أطرافهم وحرقت أجسادهم ، وتابع قائلا إن "التقرير لا يأتي بجديد من ناحية اكتشاف جرائم حرب ارتكبت في غزة، ولكن أهميته تكمن بتأكيده وبأدوات مهنية ومن جهة مستقلة، إقدام إسرائيل على استخدام أسلحة محرمة، واستهداف الطواقم الطبية، ومنع إخلاء الجرحى عمدا وبشكل منظم". ونوه حاج يحيى إلى أن أغلبية الشهادات المتضمنة في التقرير ، مقدمة من مواطنين وجدوا أنفسهم محاصرين في منازلهم بالنار ، علاوة على شهادات مروعة لطواقم إنقاذ حول قتل زملاء لهم. وأفاد بأن طاقما طبيا من فلسطينيي الداخل مكونا من 15 طبيبا من مختلف الاختصاصات ، سيزور غزة , اليوم الأربعاء ، لثلاثة أيام ، لإجراء عمليات جراحية وتقديم مساعدات طبية. وتضمن التقرير وقائع لبعض جرائم الجنود الإسرائيليين في القطاع ، منها مأساة عائلة شراب من خان يونس، حيث خرج الأب محمد وولداه قصاب )28 عاما( ، وإبراهيم )18 عاما( يوم 16 يناير لشراء بعض لوازمهم بعد إعلان هدنة إنسانية لعدة ساعات. وفيما كانوا عائدين بسيارتهم ، مروا قرب دبابتين إسرائيليتين متمركزتين على بعد نحو 200 متر من حافة إحدى الطرق. وقد أطلق جنود 22 طلقة من الدبابتين على السيارة، فأصيب الوالد بكتفه، وفقد السيطرة على المركبة التي توقفت على قارعة الطريق. ويشير التقرير إلى أن جنودا متمترسين داخل أحد المنازل أمروا عندها الأب وولديه بالخروج من المركبة. وفيما كان الابن قصاب يسير نحو الجنود طالبا إسعاف والده المصاب، أطلقوا النار على رأسه وقتلوه، وأصيب شقيقه إبراهيم بساقه. ولما حاول إبراهيم استدعاء الإسعاف، هدده الجنود بالقتل إذا لم يلق بهاتفه المحمول ففعل. ويتابع التقرير "ولما حلّ الليل، توفي الابن الأكبر، فيما جرّ الوالد ابنه الثاني لداخل السيارة خشية البرد، وظلا ينزفان وهما على مسافة كيلومتر واحد من المستشفى الأوروبي. وعند الثالثة فجرا ، توفي إبراهيم، أما سيارة الإسعاف فوصلت ظهر اليوم التالي بعد 23 ساعة من الحادث".