كشفت صحيفة« وول ستريت جورنال» الأميركية أن الضربات الجوية، التي استهدفت قافلة للأسلحة في السودان، جاءت وسط تزايد الحملة التي تقوم بها تل أبيب وواشنطنوالقاهرة لوقف تدفق الأسلحة إلى حركة المقاومة الإسلامية )حماس( في غزة. ونسبت الصحيفة إلى مسؤول غربي قوله إن إسرائيل قامت بشن هجومين، في الفترة من منتصف يناير حتى بدايات فبراير الماضيين ، في محاولة لقطع شبكات التهريب إلى غزة. وأشارت الصحيفة إلى أن تل أبيب وواشنطن وقعتا اتفاقية ، منتصف شهر يناير, للعمل معا لمكافحة تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، وتبادل المعلومات الاستخبارية. وأعربت كل من واشنطنوالقاهرة في الأسابيع الأخيرة عن قلقهما تجاه تهريب الأسلحة عبر السودان إلى غزة، كما أن واشنطن وجهت شكوى رسمية إلى الخرطوم تطالب الحكومة السودانية ب"وقف تهريب الأسلحة إلى مصر". وقالت« وول ستريت جورنال» إن الرئيس المصري، حسني مبارك، أثار شكوى مماثلة مع الرئيس السوداني عمر البشير أثناء زيارة الأخير إلى القاهرة، وأضافت أن المصريين خاصة قلقون بسبب كون السودان في نظرهم أصبح شريكا لإيران في تهريب الأسلحة إلى حماس. وقال مسؤولو أمن إسرائيليون إن مصر عززت وجود قواتها على طول الحدود السودانية، وأضافوا أن السلطات القبرصية ضبطت، الشهر الماضي، حمولة سفينة أسلحة إيرانية زعمت أنها كانت متجهة إلى مياه غزة. وفي حين قال مسؤول سوداني إن الولاياتالمتحدة متورطة في هجمات جوية على السودان، رفض المسؤولون الأميركيون تأكيد ذلك أو التعليق على الهجوم. وقال جنرال إسرائيلي سابق إنه "إذا كان الهجوم قد وقع، فذلك يعني أن القادة في الولاياتالمتحدة يأخذون الأمر على محمل الجد في منع تهريب الأسلحة إلى غزة". واختتمت الصحيفة بالقول إن الهجوم قد يكون بمثابة تذكير لإيران بأن إسرائيل مستعدة وقادرة على ضرب أعدائها في جميع أنحاء المنطقة. وعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت , بالقول إن الهجمات التي استهدفت السودان خير دليل على أنه لا يوجد مكان لا تستطيع دولة إسرائيل الوصول إليه وضربه. وقال محللون عسكريون إنه يتعين على المقاتلات الإسرائيلية الطيران حوالي 850 كلمترا لتصل إلى شمال شرق السودان، وربما بإمكانها التحليق لنفس المسافة للوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية وقصفها. ووفقا لتصريحات منسوبة لوزير سوداني، فإن تفاصيل الهجمات تبقى غامضة بالنسبة للمسؤولين السودانيين.