تقريبا أصبحت حياتنا سلسلة مواسم، فبين كل موسم وموسم موسم،، كل موسم أكثر سخونة من الآخر، فلا تتخلص الأسرة من مخالب موسم حتى يتلقفها الآخر بشراسة لا تهادن.. فمن موسم الدخول المدرسي، إلى استعدادات رمضان، إلى فنتازيا السكاكين تحضيرا لعيد الأضحي الذي كثيرا ما انفرط بسبب قرون كبشبه عقد أكثر من زيجة، ورغم ذلك يشفع لهذه المواسم أنها تنفذ بسلام باتفاق قطبي الأسرة وشراكتهما حتى ولو كان ذلك افتعالا، إلا موسم العطلة الصيفية فغالبا ما يترك أمر تحديد ترتيباته للأطفال والزوجة ليأتي الزوج في دور المنفذ للبنود ليس إلا، إذ لو ترك الأمر له لتخلص غالبا من ذاك العناء ليركن الى زاويته المفضلة في بيته لينام ملء جفنيه أو يعيد حسابات الأيام الخوالي، لكن إصرار الزوجة قبل الأطفال بأن يكون «السيد» في عمق اللعبة يجعله كذلك يستعد ولو على مضض، فلو أصر على رأيه بالإعفاء، أكيد أنه لن يربح معركة هو خاسرها بامتياز أمام واجهتين: الأولى يفتحها الأطفال الذين يرغبون بحضور الأب ، أي متصرف مالي غالبا ما يكون أكثر سخاء وكرما من الأم التي يستهويها الانفاق على الملابس واقتناء الأغراض أكثر من صرف جزء من ميزانية العطلة على الألعاب وعلب الشكولاطة والمثلجات، فالأب في هذه الناحية مرغوب من أطفاله.. وهي رغبة مبررة.. الواجهة الثانية تفتحها الزوجة التي ترفض تمضية العطلة بمفردها.. خصوصا إذا كان جزء من العطلة سيصرف في زيارة الأهل والأحباب، فالزوج بالدرجة الأولى مرغوب image de marque، إذ كيف يعقل أن تسافر هذه الزوجة بمفردها مع الاطفال في غياب الزوج... فنساء العائلة المرفقات بأزواج قد لا يستسغن ذلك.. لهذا كان الإصرار حتى ولو عنادا على سحب الزوج رغم أنفه لإجازة عطلة هو لا يرغب فيها... شخصيا لا أفهم إصرار امرأة تعمل طوال العام وتتنقل بحكم عملها ومسؤولياتها داخل وخارج الوطن، تملك سيارة ورصيدا في البنك.. لا أفهم لماذا لا تقود هذه السيدة قافلتها السياحية و تنطلق تكرع من جداول الحرية بعيدا عن زوج لم يسعفه الظرف لصحبتها إما بسبب عمل أو مسؤوليات أخرى أو حتى رغبة في الخلود لوحدة اختيارية له الحق فيها.. فحتى علماء النفس أكدوا في أكثر من دراسة أن هذا التباعد هو دليل صحي وليس العكس، فهو يفسح المجال للكثير من التأمل وإعادة النظر، ولم لا أخذ نفس بعد عام كامل من المشاحنة والكلام المكرور والروتين الذي يقتل أي علاقة مهما كانت قوية الآصرة... غير مفهوم مفهوم هذا الإصرار من طرف بعض الزوجات على حشر أزواجهن في كل صغيرة أو كبيرة في حياتهن، وحبذا لو كان ذلك مبعثه أهمية الزوج في حياة هذه المرأة، فكثيرات يفعلن ذلك من باب إبراز قدرتهن على التسلط والتحكم في الزوج مباهاة يعني ... وأخريات تكملة للصورة الاجتماعية حسب اعتقادهن إذ ماذا سيقول الناس عن هذه الزوجة التي تظهر دائما بمفردها زوجة المنحوس ماهي مزوجة ماهي عروس فالزوج إذا هنا مجرد تكملة البورتريه الاجتماعي كحقيبة اليد مثلا، إنه تكملة الهندام الاجتماعي. ----------- اعتذر لزميلي الذي كان في الحقيقة الكاتب الحقيقي لهذه السطور، أوحت بها دردشة معه خلال فترات العمل، وليته قبل أن يوقع هذا العمود باسمه.. فلا خوف عليه لأن زوجته كما أعرفها لن تغضب، فهي سيدة واعية متفهمة ولا تتشدد كثيرا وتحشره قهرا فيما لا يرغب فيه ، حتى لو تعلق الأمر بعطلتها الصيفية..! وكان الله في عون الأزواج... أزواج النساء التابعات وما أكثرهن. زهرة لعميرات