ع. أبو فيصل ... ما الفائدة من مواجهة المنتخب الأنغولي ، وما الفائدة من تجريب اللاعبين الذين لم يلعبوا مساء السبت الماضي بعدما كان روجي لومير قد رضخ لضغط اللوبيات المتحكمة فيه وفي تشكيلة المنتخب الوطني... التي لم يكن من نصيبها الا البهدلة أمام المنتخب الغابوني في ذلك المساء بمركب محمد الخامس بالدارالبيضاء ؟ وهل ما زلنا نطمح في التأهل لكأس العالم ، بعد كل ذلك الاحباط الذي أصاب البلاد والعباد ، وعبرت عنه الجماهير الرياضية التي تكبدت مشاق الذهاب للملعب أو التسمر وراء شاشات التلفزيون ، بالحزن الكبير والألم العميق الذي جسدته حقيقة بذلك الرشق للمدرب روجي لومير بالقنينات الفارغة ، وكل ما كان بيدها تعبيرا عن سخطها وعدم رضاها عن المستوى المنحط الذي وصله المنتخب الوطني ، وهي أول مرة يعامل فيها الجمهور المغربي مدربا لمنتخبه الوطني بهذه الطريقة، بعدما كان الأمر مقتصرا في السابق على ترديد عبارات نابية في حق القائمين على شؤون الكرة الوطنية ... والواقع فان من حق الجماهير أن تحزن لأننا حقيقة "مرضنا " للهزيمة الكارثية ، ومرضنا للطريقة التي تمت بها ، ومرضنا للعناصر التي كانت وراءها ... و"مرضتنا " الكيفية التي تعامل بها المسؤولون التقنيون مع المباراة من خلال الدم البارد لروجي لومير وفتحي جمال ، ومن خلال جو الانبهار الذي كان باديا على محياهما ، من غير أن تحرك فيهما كل تلك اللخبطة التي كان عليها اللاعبون المغاربة أدنى احساس بأن الأمور في طريقها الى الكارثة.... فروجي لومير كان يبحلق بعينيه ... وفتحي جمال كان واضعا يده على خده كما لو كان غير مسؤول ، أو كما لو كان يريدها أن تنفجر مدوية في وجه الفرنسي ، الذي يعلم أنه هو السبب في " تطييره " من على كرسي الادارة التقنية بقدوم ابن بلده ..... بعدما كان الكل في الكل ... أما اللاعبون فكنا نتشمم أنهم يشكلون فيما بينهم تكتلات متنافرة سواء في الدفاع أو الوسط أو الهجوم ، ولا أدل على ذلك من الكرة التي أرجعها القرقوري للحارس زازا في الدقائق الأولى من المباراة وكاد يكسر عظامه فيها لولا ألطاف الله ، ومع ذلك فان القرقوري لم يكلف نفسه حتى الاعتذار لزميله على الورطة التي أوقعه فيها ، وهذا يعني عند الكوايرية سما لا قبله ولا بعده أي سم ، ويعني ما يعنيه فيما يخص من يوجد على دكة الاحتياط من الحراس ... ثم نأتي للوسط لنجد أن المدافع العرايشي كان المسكين يلهث لأن التغطية لديه غير مضمونة في ظل الدور الذي كان يقوم به كل من خرجة والسفري ، دون أن ننسى الحرب غير المعلنة بين الحمداوي من جهة ويوسف حجي ومروان الشماخ ، الذي كما أكد ذلك مدير أعماله لم تعجبه الطريقة التي كان يتعامل معه بها اللاعب الحمداوي على رقعة الملعب بغض الطرف عنه...كما لا ننسى ما قاله اللاعبون الذين ظلوا في الاحتياط من أن هناك تفضيلا غير مبرر للاعبين على آخرين داخل المنتخب ، بدءا من نبيل الزهر ومروان زمامة وانتهاء بعبد السلام وادو... والنتيجة الطبيعية كما يعلم الجميع هي تلك السقطة المريعة لمساء السبت مع سبق الاصرار والترصد ، وبأفظع سيناريو ، وهي كذلك ذلك الدخول في مسار أبعد كثيرا كل فرص التأهل لنهائيات كأس العالم 2010، جعلنا بحق الحلقة الأضعف في مجموعتنا بعدما أوهمتنا المباريات الودية أننا الأقوى... فهل لا نملك الا منتخبا للمباريات الودية؟ ان مباراة السبت الأخير كانت ""كارثية"" بكل المقاييس ، تؤكد أننا مطالبون بحل كل ما له علاقة بالمنتخب الوطني ، اذا كنا فعلا نريد خيرا لكرتنا الوطنية ، واذا كنا فعلا نطمح لأن يعود منتخبنا الوطني لرسم البسمة على وجوه المغاربة ، ومطالبون بترك المنافسات في مجموعتنا تسير كما أراد لها برنامجها الرسمي ، بدون أن نستمر في حرق أعصاب المغاربة وبيعهم الوهم لأن المنتخب الوطني الذي نتوفر عليه الآن والجماعة التي تحيط به لا يطمئن ، ولا يعطي الانطباع أنه قادر على فعل المستحيل في رحلاته القادمة للكامرون والطوغو والغابون .... وأظن أخيرا أنه عندما يشيب الغراب في السماء ويصبح ريشه أبيض ، ساعتها يمكن أن نقول ان المسؤولين عن الكرة ببلادنا سيكونون في الموعد ويعلنون الانقلاب على كل ما هو فاسد ، من سماسرة وفوضويين ، ومنتفعين من وراء المنتخب الوطني ، وكل المتربصين به ، وساعتها سيمكننا الفرح لكرتنا ومعها المنتخبات الوطنية بكل فئاتها وليس الأول وحده .... أما والحكاية ستظل على ما هي عليه فاننا سنبقى نردد نفس الكلام ونفس الأسطوانة المملة من غير طائل.