ع. أبو فيصل ليس غريبا، ولاعجيبا، ولا عيبا أن يتلقى منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم صفعة مدوية على غرار تلك التي تلقاها على يد المنتخب الغابوني مساء السبت في أولى مبارياته التصفوية المؤهلة لكأسي إفريقيا والعالم 2010، فكما في الكرة الانتصارات المصحوبة بالاحتفالات، فيها أيضا الصفعات القوية التي مع الأسف لا نحس بمفعولها وحرقتها إلا لما تأتي الفأس في الرأس.. والمنتخب الوطني الذي أمسك بزمام أموره السيد روجي لومير منذ مدة ليست قصيرة، لم يكن في يوم من الأيام قد أقنع، وحاز رضى الجماهير الرياضية المغربية، وزرع فيها الطمأنينة، وكنا في كل خرجة كروية له نمنى النفس أن يجد تركيبته البشرية القادرة على المنافسة في المناسبات الرسمية القوية على غرار منافستي كأسي افريقيا والعالم 2010، في ظل موجة التجريب التي طالت كثيرا من اللاعبين، وفي ظل الجولات المكوكية التي كان يقوم بها روجي لومير ومساعده فتحي جمال في الداخل والخارج بحثا عن قطع الغيار التي يشكو غيابها المنتخب الوطني، وخصوصا في خطي الدفاع والوسط، لكن يظهر أن كل ذلك لم يكن سوى جعجعة من طحين لا فائدة من ورائها غير كل ذلك الهزال الذي شاهدناه وتألمنا له مساء السبت ضد المنتخب الغابوني ومدربه آلان جيريس الذي لانحتاج أن نؤكد أنه عرف كيف يقتل المباراة ويعري عورات المنتخب الوطني في الوسط والدفاع، وجعله كمن يلبس القميص وربطة العنق وينسى السروال.. نعم لقد كان المنتخب الوطني بدون دفاع.. وبدون خط وسط بفعل وجود لاعبين تجاوزهم الزمن وانتهت صلاحيتهم أي بدون سروال أو حفاظات تقي الشرور التي تكبدها مساء السبت في الوقت الذي كان فيه لاعبو الهجوم معزولين تائهين وسط غابة من السيقان الغابونية لاتترك للصدفة أن تلعب دورها، وهو ما يفرض طرح السؤال: ترى من يقف وراء استدعاء اللاعبين للمنتخب الوطني، هل هو فعلا روجي لومير، أم سماسرة اللاعبين؟ وإذا كان كذلك لماذا يقف الرجل موقف المتفرج مع أنه يتقاضى راتبا شهريا يناهز الخمسين مليون سنتيم لانظن أنه ثمن لشراء سكوته عما يحدث داخل المنتخب الوطني من فوضى وتسيب وسوء تسيير وتدبير.. فهل يعقل أن تكون أسماء كل من القادوري، الرباطي، القرقوري، السفري، خرجة مثلا حاضرة وبقوة مع أن «القطار قد هرب عنها» منذ مدة وقد قلنا هذا في حينه، قبل أن تنفجر قضية الشيشة المشهورة والتي لم يكن للجامعة أو للمسؤولين عن المنتخب الوطني أي رد فعل عنها، بدليل بقاء «المشيشين» حاضرين بقوة بالمنتخب الوطني.. وهل يعقل أن تكون خرجات السيد لومير كل أسبوع للملاعب الوطنية من غير فائدة، بمعنى هل كل اللاعبين الذين يؤثتون البطولة الوطنية في قسمها الأول لايساوون «بصلة»، ولا مكان لهم في حمل القميص الوطني.. إنها مجرد أسئلة تلوكها ألسن الجماهير الرياضية الوطنية من غير أن تنتظر جوابا عنها.. لأنها أشياء محيرة فعلا تؤكد أن هناك «لوبيات» خفية داخل المنتخب الوطني تغتني على حسابه لايهمها إن غضب المغاربة أم لا، بقدرما يهمها ملء جيوبها.. من غير أن ينتبه لها أحد .... أو يحاول إبعادها عن محيط المنتخب الوطني. أخيرا.. من حق روجي لومير أن يعتبر أن الحظوظ مازالت قائمة في التأهل، لكن إذا كنا قد فشلنا في الفوز بملعبنا وأمام جماهيرنا فكيف يمكن أن نحقق ذلك خارج أرضنا ، اللهم إلا إذا كان السيد لومير يملك خاتم سليمان يقلب ويشقلب به الأمور مستقبلا رأسا على عقب.