صعود اليمين المتطرف ينذر بتفكك الاتحاد الأوروبي.. * العلم: الرباط – حليمة مدغري علوي لاحظ عدد من المراقبين والمحللين نموا لليمين المتطرف بالقارة العجوز، مما ينذر بانقلاب جذري في السياسة بأوروبا، حيث اشتهر هذا التيار بعدائه للإسلامي ورفضه القاطع لعملية توزيع اللاجئين بين دول الاتحاد الأوروبي، إلا أنه يلقى شعبية واسعة داخل الأوساط الأوروبية، التي سئمت من الأنظمة القائمة والأحزاب التقليدية وأصبحت تفضل تيارات اليمين المتطرفة أملا منها في تحقيق طفرة اقتصادية واجتماعية للخروج من الأزمة التي ألمت بالاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة. في ذات السياق، اعتبر محمد تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، أن المجتمع الدولي لم يسبق أن عاش ازدهارا لليمين المتطرف كالذي يعيشه اليوم، معتبرا أن ظاهرة نمو اليمين المتطرف مرتبطة بظاهرة العولمة المرتبطة بدورها بالهجرة والعنف والإرهاب. ووصف رئيس المفوضية الأوروبية، جون كلود يانكر، نمو أحزاب اليمين المتطرف في الدول الأوروبية ب "الشعبية المتصاعدة"، حيث تصاعد حظوظ "حزب الحرية" اليميني المتطرف للفوز بالانتخابات الرئاسية بالنمسا في 4 دجنبر المقبل، تحت قيادة مرشحها نوربرت هوفر ، بشكل غير مسبوق، و سيتنافس زعيم جزب الحرية مع القائد السابق لحزب الخضر، ألكسندر فان دير بيلين، الذي كان قد فاز بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في ماي الماضي، إلا أن النتائج كانت قد ألغيت من قبل المحكمة الدستورية بالنمسا بسبب مخالفات في فرز عدد من الأصوات، و إن نجح نوربرت هوفر، مرشح حزب الحرية، في الفوز برئاسيات النمسا الشهر المقبل سيكون بذلك أول رئيس يميني متطرف بعد سقوط النظام النازي في الحرب العالمية الثانية، الى جانب ذلك، تزايدت حظوظ حزب "الديمقراطيون السويديون" المعارض للاجئين في الظفر الانتخابات البرلمانية التي ستقام في سنة 2018، فضلا عن انجذاب الشباب لحزب "النجوم الخمس" بإيطاليا الذي تأسس سنة 2009 على يد بيبي جيريللو، و قد تقوت حظوظ الحزب في الانتخابات الإيطالية المقبلة التي ستجرى في ماي2018.، فضلا عن حزب "البديل من أجل ألمانيا المناوئ للاتحاد الأوروبي و المناهض للاجئين ، الذي تمكن من التقدم على حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" بقيادة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في الانتخابات المحلية الأخيرة ،مما يزيد حظوظه بالفوز في الانتخابات العامة المقبلة التي ستقام في شتنبر 2017، و ستحدد مصير المستشارة الحالية ميركل باعتبارها العمود الفقري لتماسك التكتل الأوروبيي، بالإضافة إلى حزب الجبهة الوطنية الفرنسي الذي أسسه جون ماري لوبان أب الزعيمة الحالية للحزب،مارين لوبان، المرشحة الأقوى و الأوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة،حيث أظهرت استطلاعات الرأي مؤخرا، تقدمها على منافسيها بنسبة 7 نقاط، المعروفة برفضها لاستقبال فرنسا للاجئين و المؤيدة لفكرة الخروج من الاتحاد الأوروبيحيث كانت قد وعدت في حال فوزها في الانتخابات الرئاسية ،ستجري استفتاءا "قرانسيكسيت" . حذر بيان لمرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية من صعود اليمين المتطرف في الدول الغربية المعروف بمعاداته للإسلام وفقا لذات البيان، ويلقى التيار المتطرف استحسانا من قبل الرأي العام الغربي الطامح إلى تحسين وضعيته الاقتصادية والاجتماعية، واحتجاجا منه على السياسات السابقة للأحزاب التقليدية.وقد برزت هذه الظاهرة مع تصويت البريطانيين على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بأجندة يمينية متطرفة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأعزا الكاتب الأردني "سعيد الشهابي" صعود اليمين المتطرف إلى تدفق اللاجئين في الأعوام الأخيرة، وتوسع انتشار المسلمين في هذه الدول، وتراجع مستويات المعيشة في الدول الغربية نتيجة الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية في 2008،دون ان يغفل الدور الإعلامي في نشر ثقافة الكره والجهل والتطرف. كما أكد الكاتب أن ظهور أزمة اللجوء جاءت كنتيجة لمساهمة الغرب في إذكاء الحروب سواء في أفغانستان أو العراق أو سوريا، معتبرا أن عدم الاستقرار الأمني والاقتصادي هو ما يسمح بنمو الجماعات المتطرفة والإرهابية بالمنطقة العربية كطالبان والقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، وحذر في نفس الوقت، من تنامي ظاهرة الاسلاموفوبيا والتخويف من الإسلام بالموازاة مع ازدهار اليمين المتطرف بأوروبا. على صعيد آخر،أوضح تاج الدين الحسيني في تصريح ل "العلم " أن وصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب لسدة الحكم في الولاياتالمتحدةالأمريكية، يحفز الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا ، مشيرا إلى ان زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي ، مارين لوبان ، كانت أول من هنأ الرئيس الأمريكي الجديد بعد فوزه في الانتخابات الأمريكية ، فضلا عن أنها كانت تدعمه قبل ل خوضه لسباق الرئاسة ،مما يفسر حسب رأيه النزعة و العقيدة المتطرفة التي أصبحت تتفشى داخل الأوساط الأوروبية، كما حذر الأمين العام للحزب الشيوعي الفرنسي، بيير لوران الذين يريدون استخدام مارين لوبان كأداة لتخويف الناخبين ، يمكن أن يستفيقوا في ماي المقبل على صدمة مشابهة لصدمة فوز دونالد ترامب، معتبرا أن فوز الملياردير الأمريكي بالانتخابات يشكل منصة إطلاق لصاروخ فرنسي يدعى لوبان، و أوضح أن حظوظ زعيمة حزب الجبهة الوطنية للفوز برئاسيات فرنسا لسنة 2017، أصبحت فعلية. بيد أن الفوز المفاجئ لفرانسوا فيون، رئيس الوزراء الأسبق في عهد نيكولا ساركوزي، بالجولة الثانية من الانتخابات الأولية لحزب الجمهوريين اليميني ، بعد تفوقه بأكثر من66 في المائة من الأصوات، يمكن ان يكون هو الحاجز أمام صعود مارين لوبان التي ترجح استطلاعات الرأي، فوزها بالانتخابات الرئاسية بفرنسا السنة المقبلة، وأضاف الحسيني أنه في حال فوز زعيمة حزب الجبهة الوطنية برئاسيات فرنسا، فسيكون ذلك انقلابا جذريا للسياسة الفرنسية تجاه المهاجرين العرب والمسلمين بشكل خاص، بحكم عداء الأحزاب اليمينية المتطرفة للدين الإسلامي.و حذر الحسيني من إمكانية تفكك الاتحاد الأوروبي في حال صعود اليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسية المقبلة خاصة في فرنسا، حيث كانت زعيمة حزب الجبهة الوطنية، مارين لوبان كانت قد دعت إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي و ذلك بعد خروج بريطانيا عقب استفتاء أجرته في يونيو الماضي، معتبرا أن هذا التيار يتميز بأنانيته و نزعته التي تميل إلى التطرف، و تفكر في خدمة مصالحها الخاصة.