بني أنصار: خالد بنحمان وأخيرا ودعت الساحات العامة وأهم النقط بمعظم شوارع المدن الإسبانية بما فيها مليلية المحتلة جنرالا سكن ذاكرة الإسبان وجسد أحد الأسماء العسكرية البارزة في أوروبا إبان الثلاثينيات حتى السبعينيات، أحكم قبضته على الحكم في حياته كما أثث فضاءات عمومية بعد وفاته، فبعد استجابة البرلمان الإسباني للعديد من المطالب والضغوطات الداعية إلى نزع تماثيل جنرالات الحرب الأهلية التي عاشتها إسبانيا ما بين 1936 و1939 بدأت عمليات إخلاء الأماكن التي وضعت فيها تماثيل أسماء في الجيش الإسباني على عهد فرانكو، لاسيما تمثال هذا الأخير الذي أصبح بعد موته جزءا من حياة يومية في أهم الساحات والحدائق العمومية، وقد شكل خبر تنفيذ عمليات إزالة التمثال وكل العلامات والتذكارات المرتبطة بسنوات الحرب الأهلية بالنسبة لعائلات ضحايا نظام فرانكو انتصارا وإعادة لاعتبار الآلاف ممن شكلوا جبهة ظلت لسنوات تطالب الجهات الرسمية بالقطع التام مع مرحلة دامية في تاريخ إسبانيا. هذا ووفق إفادات من مصادر مختلفة تستعد الحكومة المحلية بمليلية لتنفيذ قرار إخلاء الساحات العمومية في ظل إجراءات أمنية مشددة لنزع تمثال فرانكو مع التفكير في نقله إلى أماكن خاصة بحفظ الذاكرة التاريخية - وبموازاة مع ذلك يبدو أن بعض المسؤولين داخل هرم السلطة بمليلية لم يقتنعوا بجدوى القرار الذي يرون فيه خضوعا لأمر واقع فرض نفسه لكن تنفيذه سيحرم مليلية من أحد رموزها الذي يعد علامة للمدينة والإسبان في قضايا حساسة مع المغرب، وقد خلف صدور القرار زوبعة كبيرة في صفوف الساسة والجمعيات بإسبانيا التي انقسمت إلى تيارات متعارضة فيما بينها بخصوص شرعية قرار المحكمة العليا بمدريد القاضي بإزالة الشعارات والتذكارات وتماثيل تحيل إلى فترة الحرب الأهلية ونظام الديكتاتورية بقيادة الجنرال الراحل فرانسيسكو فرانكو، وهو قرار تقاذفته ردهات المحاكم بإسبانيا وشكل لسنوات موضوعا في جداول أعمال الحكومة والبرلمان في إسبانيا.