بني أنصار - خالد بنحمان مثل خبر اعتزام رئيس مجلس النواب الإسباني «خوسي بونو» القيام بزيارة إلى مدينة سبتة المغربية المحتلة والتي اضطر لإلغائها لاحقا الشرارة التي أعادت السخونة للأوضاع في مليلية المحتلة وفي المدن المجاورة لها، فلقد سارعت السلطات الأمنية وكافة أجهزتها والمتمركزة في مدينة مليلية المحتلة إلى استطلاع الأجواء على المعابر الحدودية الوهمية خصوصا في ممر فرخانة وممر بني أنصار الأكثر استعمالا، وعلمنا أن اجتماعات عقدت لهذا الغرض وأن معلومات أمنية تم تبادلها بين مليلية المحتلة ومدريد. سلطات الاحتلال الاسباني تضع في الحسبان رد فعل شعبي غاضب، ورغم أن الأمر لا يتعلق بمليلية المحتلة وأن الزيارة تعني سبتةالمحتلة، إلا أن الأرض المغربية كالجسد الواحد فكل ما أصيب منه جزء بمكروه تداعت له باقي الأجزاء. المهم في هذا ا لصدد أن الإسبان الذين أصروا على الاستيطان في مليلية المحتلة للاستمتاع بمنافعها الطبيعية الكثيرة، لم يعودوا يخفون تذمرهم وقلقهم من الضغط النفسي الذي يتعرضون له منذ زيارة العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس إلى الآن بسبب تواتر الحركات الاحتجاجية المغربية والتي تجعلهم في أوضاع قد لا تتوفر دائما على شروط الأمن والاستقرار، ويمكن القول إن مظاهر الطوارئ الأمنية التي باتت منتصبة في العديد من المواقع والتي تعيق حرية تجولهم أهم مظهر من مظاهر اهتزاز الاستيطان بهذه المدينةالمحتلة، وبات واضحا الآن أن المستوطنين قلصوا كثيرا من تحركاتهم التي كانت تقودهم إلى المناطق المجاورة خصوصا الناظور لقضاء عدة مآرب وأغراض، وأصبح هؤلاء المستوطنون يدركون اليوم أن مطالبة المغرب بتحرير ثغوره المحتلة أصبحت أكثر جدية، إذ لم تعد تقتصر على ما هو رسمي بل إنه انتقل إلى ما هو شعبي وهذا أمر يستحيل ضبطه، وأصبحوا متيقنين أن المغاربة يتصيدون الفرصة للحفر بالأظافر في الجرح الغائر. إلى جانب ذلك وتأكيدا لما سبق، ذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء في قصاصة خبرية لها أمس أن عناصر من الشرطة الإسبانية اعترضت مساء الاثنين سبيل وفد من المجتمع المدني المغربي كان متوجها إلى مليلية المحتلة. وأوضح المصدر ذاته أن شرطيا إسبانيا لم يتردد في تجاوز خط الولوج إلى بني أنصار بمتر واحد ودفع بقوة بواسطة هراوته المواطن المغربي يونس أفتيت وهو صحافي ضمن الوفد بدعوى أن هذا الأخير قام بتصويره. وأمام هذه الوضعية - يضيف المصدر ذاته - هرع سعيد الشرامطي وهو صحفي أيضا لمساعدة زميله مما أدى بثلاثة عناصر أخرى من الشرطة الإسبانية إلى التدخل حيث أشهر أحدهم سلاحه الناري. وذكرت مصادر إعلامية أن المدير العام للأمن الوطني الشرقي الضريس اجتمع ليلة الاثنين بالفعاليات الجمعوية المكونة للجنة متابعة الخروقات على الحدود الوهمية وذلك بمقر الأمن ا لوطني بالحدود الوهمية ببني أنصار.