ارتفعت في الآونة الأخيرة أصوات جمعيات و هيئات مدنية داخل مليلية المحتلة مستنكرة السياسة الرامية إلى تكريس مرحلة دامية من تاريخ إسبانيا عبر توثيق رسمي بإصرار المسؤولين المركزيين بمدريد و المحليين بالثغر المحتل على تسمية أهم الشوارع و الساحات بأسماء جنرالات الحرب الأهلية، و حسب مصدر من داخل مليلية فإن هذه الفعاليات كثفت من تحركاتها مطالبة الدولة الإسبانية بضرورة مراجعة القوانين المنظمة لمسألة إطلاق تسميات على الأماكن العمومية ، كما يتساءلون باستغراب حول الهدف من تسمية شوارع و إقامة تماثيل لضباط أثبت التاريخ مسؤوليتهم في إذكاء نار حرب أهلية ذهب ضحيتها الآلاف من الإسبان بينهم مغاربة من منطقة الريف فيما تبقى أسماء لامعة في سماء الفن و الثقافة و الرياضة منسية و مقصية ، و يضيف المصدر أن هذه المسألة و إن كانت تنفض الغبار عن مرحلة في التاريخ الحديث للجارة الشمالية للمغرب فإنها ظلت تمثل مصدر ألم ووجع مئات الأسر و العائلات التي فقدت أفرادا و أبناء لها و لازالت تعيش على إيقاع ترسبات و مضاعفات نفسية واجتماعية يصعب نسيانها ما دامت معظم الأمكنة بمليلية المحتلة تذكر بمآسي الماضي و الحاضرة دائما في مخيلتهم. للإشارة فالمدينة تعرف أكبر عدد من الشوارع الحاملة لأسماء جنرالات الحرب الأهلية الذين خصص لبعضهم تماثيل لا توجد حتى في أكبر المدن في شبه الجزيرة الإيبيرية التي كانت مسرحا لصراع دامي بين الجيش و الحكومة ، ثم تحول القتال إلى ساحة للصراع الإيديولوجي استغلت فيها إسبانيا فترة استعمارها لشمال المغرب فجندت آلاف من المغاربة في صراع دام بين 1636م و 1939م ، و قد اعتبرت مجموعة من الإسبان المتعاطفين مع مسألة الحق الشرعي للمغرب في استرجاع مليلية و الذين عادة ما يشتغلون في ميادين اجتماعية أن تكريس أسماء جنرالات الحرب الأهلية هو في نفس الوقت اعتراف من الدولة بخدمات ضباط الجيش بما تحملوه من مهام إبان حرب الريف و أن لامجال للصدفة في تخليدهم في الفضاءات العمومية.