في بداية فعالياته بمدينة إسطنبول, دق المنتدى الدولي الخامس للمياه ناقوس الخطر ، محذرا من توقعات سلبية بشأن مستقبل هذه الثروة, ولفت إلى أهمية تبادل الخبرات بين دول المنطقة للحفاظ على المياه. وتستمر أعمال المنتدى، حتى يوم 22 مارس الجاري، بمشاركة 23 رئيس دولة، وعدد كبير من الوزراء ، وأعضاء برلمانات، وسبعة رؤساء لمنظمات دولية. وطبقا لتقرير مجلس المياه العالمي، الصادر عام 2007, فإن ثلثي سكان العالم سيحرمون من المياه بين عامي 2020 و2030. وقد أكد الرئيس التركي، عبد الله غل، في كلمته بجلسة افتتاح المنتدى، على التحذير من ذلك الخطر. كما اعتبر وزير البيئة والغابات التركي، فيصل أوغلو، أن مشكلة المياه ليست مشكلة دولة أو منطقة وإنما مشكلة عالمية، مضيفا أن "ما نريده من هذا المنتدى هو تحويل مسألة المياه إلى سفير سلام بين أركان العالم". ويرى رئيس مجلس المياه العالمي، لويس فاوشون، أن لمشكلة المياه أبعادا ثلاثية , هي الغذاء والصحة والصناعة، معتبرا أنه بدون الاستخدام الصحيح لمصادر المياه والطاقة لا يمكن تنفيذ برامج التنمية وحماية الغذاء. وطالب فاوشون الدول بتخصيص المزيد من التمويل لسياسات وبرامج المياه وتحسين أسلوب إدارتها، مشيرا إلى أن هناك 25 ألف شخص يموتون يوميا ، و200 مليون مريض سنوياً بسبب نقص وعدم توفر المياه النظيفة. ويرى الخبراء أنه نتيجة لتصاعد الطلب على الماء بتركيا وسوريا والعراق, تواجه أنقرة مشكلة بين الحين والآخر حول حصص مياه نهري دجلة والفرات. ويرجع السبب في الخلاف حول حصص المياه لمشروعات التنمية الزراعية والطاقة الكهربائية بالدول الثلاث التي تحتاج إلى المزيد من المياه في ظل محدودية المياه المتدفقة من النهرين. ويحصل المواطن التركي على 1400م3 سنويا, وسط تقارير إعلامية عن سيطرة تركيا على مياه نهري دجلة والفرات، وتخزين كميات أكبر من حصتها في نهر الفرات، لملء خزانات، وتشغيل المولدات الكهربائية بسدي أتاتورك، وقابان، بمنطقة حرّان-أورفا القريبة من الحدود السورية. ونتيجة للجفاف، قال رئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان، إن بلاده تتفاوض مع بلغاريا لشراء مياه لري الأراضي الزراعية بأقصى شمال غرب تركيا. في هذه الأثناء ي، عترض حزب الخضر وبعض مؤسسات المجتمع المدني في تركيا ، على السياسات المائية, مع التأكيد على القلق من مساعي تحويل المياه إلى سلعة تجارية ومشروعات ربح لصالح الشركات متعددة الجنسيات. وفي هذا الصدد نُظمت تظاهرة بميدان "تقسيم" في إسطنبول، احتجاجا على انعقاد المنتدى. واندلعت صدامات بين عشرات الأشخاص والشرطة ا.