يشارك نحو15 الف شخص من مهندسين، وخبراء بيئة ، ووزراء ، ومسؤولين محليين، اعتبارا من أمس الاثنين ، باسطنبول ، في اطار منتدى عالمي للسعي الى ايجاد حلول لازمة المياه الناجمة اولا عن ارتفاع هائل للطلب على هذه السلعة الحيوية. فبعد مراكش ، ولاهاي ، وكيوتو ، ومكسيكو ، افتتح المنتدى الخامس العالمي للمياه ، الذي ينعقد كل ثلاث سنوات, على خلفية وضع مقلق بسبب تزايد الضغط على المياه مع النمو الديموغرافي، وتطور الانماط الاستهلاكية الغذائية والحاجات المتنامية للطاقة. ويتوقع ان تسهم انعكاسات الاحتباس الحراري ايضا في اشتداد هذه الظاهرة ، خصوصا وان عشرات ملايين الاشخاص قد يضطرون للنزوح لاسباب تتعلق بالمياه. وقد اطلقت الاممالمتحدة في تقرير نشر قبل بضعة ايام تحذيرا لا لبس فيه بشأن «»ازمات المياه»» المهددة ب»»التفاقم والتراكم»». واعطت الوثيقة صورة اجمالية عن موارد المياه العذبة ، كما عرضت توقعات مثيرة للقلق، منددة ب»»نقص الاستثمار»» ، و»»سوء الادارة»»، و»»عدم اهتمام سياسي مزمن»». علما بان التعداد السكاني العالمي الذي يبلغ اليوم5 ,6 مليار بشري, يتوقع ان يتجاوز التسعة مليارات عام2050 . وتبعا لهذه الوتيرة فانه يتوقع ان يزداد الطلب على المياه64 مليار متر مكعب ، حسب الاممالمتحدة. وسيؤدي هذا الوضع حتما الى اشتداد المنافسة بين مختلف ميادين استخدام المياه, وتأتي الزراعة في الطليعة الى حد كبير (70 %) ، ثم الصناعة (20 %) ، فالحاجات المنزلية (10 %). ويرى لويك فوشون ، رئيس المجلس العالمي للمياه ومنظم الحدث، ان زمن الحصول على «»المياه بسهولة»» قد ولى. واوضح «»منذ50 عاما، تركز سياسات المياه في العالم اجمع دوما على توفير مزيد من المياه. فعلينا الدخول في سياسات ضبط الطلب»». ولفت الى «»وجود تباينات اصبحت اليوم غير مقبولة»»، مذكرا بان بعض المدن الاميركية تستهلك حتى الف ليتر في اليوم من المياه, مقابل بضعة عشرات الليترات في عدد من البلدان الافريقية. وثمة رقم يلخص هذه التباينات الواضحة، وهو ان80 % من الامراض في البلدان النامية, مثل الاسهال والكوليرا وغيرها, مرتبطة بالمياه. وتتوقع مصادر مقربة من الملف ، صدور اعلان حول تقاسم مياه نهري دجلة والفرات بين العراق وتركيا وسوريا. وانطلق المؤتمر ، أمس الاثنين ، بقمة مصغرة شارك فيها نحو خمسة عشر رئيس دولة ، وتنتهي الاحد باجتماع وزاري تمثل فيه اكثر من مئة دولة.