تقرر إحداث لجنة تحت إشراف الوزير الأول تتكون من قطاعات الوزارة الأولى والمالية والداخلية وكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية، توكل إليها مهمة البحث عن حلول للمشاكل الآنية التي يعيشها قطاع الزربية التقليدية، وتقديم مقترحات بهذا الخصوص في أقرب الآجال. جاء ذلك أثناء الاجتماع الذي ترأسه الوزير الأول عباس الفاسي، يوم الجمعة 13 مارس 2009 بمقر الوزارة الأولى و خصص لدراسة مخطط تأهيل ودعم قطاع الزربية التقليدية. وأوضح بلاغ للوزارة الأولى أن الأستاذ عباس الفاسي أكد في بداية هذا الاجتماع، الاهتمام الذي توليه الحكومة لقطاع الصناعة التقليدية وللعاملين به، مشددا بالمناسبة على ضرورة العمل على تحسين ظروف عمل الصناع التقليديين وتمتيعهم بحقوقهم الاجتماعية خاصة منها، الضمان الاجتماعي والتغطية الصحية، مشيرا إلى أن الزربية التقليدية تعد «جوهرة» منتوج الصناعة التقليدية المغربية ووجهه اللامع والمشرف في الأسواق العالمية، وذلك على الرغم من العديد من المشاكل التي تصادفها حاليا، خاصة على مستوى التصدير، والراجعة بالأساس إلى المنافسة الأجنبية الحادة. وأضاف البلاغ أن أنيس بيرو كاتب الدولة لدى وزير السياحة والصناعة التقليدية المكلف بالصناعة التقليدية، قدم خلال الاجتماع المذكور، المخطط الرامي إلى تأهيل ودعم قطاع الزربية التقليدية، الذي يعد ثمرة عمل مشترك بين الحكومة والعاملين في القطاع. وأوضضح بيرو أن هذا المخطط ينبني على أربعة محاور أساسية تهم التشخيص الداخلي الشامل للوضعية الحالية للقطاع من خلال اعتماد منهجية «سلسلة القيمة» وإبراز نقط قوة وضعف القطاع، وتشخيص المحيط الخارجي للقطاع من خلال الفرص المتاحة والتهديدات الخارجية، والوقوف على الإشكاليات المطروحة، ووضع برنامج عمل لتأهيل ودعم قطاع الزربية التقليدية. وقد بلغ رقم معاملات قطاع الزربية التقليدية سنة 2006 إلى 540 مليون درهم، تبلغ حصة الصادرات منه 102 مليون درهم، وهو يشغل ما مجموعه 51 ألف و795 شخص، 12 ألف و430 منهم بالمجال الحضري و36 ألف و257 بالمجال القروي، كما يبلغ عدد المقاولات بالقطاع 3108 مقاولة. وقد عرفت صادرات قطاع الزربية التقليدية تراجعا يقدر ب 85 في المائة بين سنة 1988 و2007. وحسب بلاغ الوزارة الأولى فإن التوجهات العامة لبرنامج عمل تأهيل ودعم قطاع الزربية التقليدية للفترة 2009-2015 تتجلى أساسا في تأهيل سلسلة الإنتاج، على الخصوص، من خلال تنظيم سوق الصوف ووضع آليات مراقبة جودة المواد المستعملة، وتطوير وظيفة التصميم وتحيين دليل الزربية، وتوفير الخبرات التقنية، وتحديد المواصفات، وإحداث علامات جماعية للتصديق، وأيضا في تقوية كفاءة الموارد البشرية من خلال وضع وتنفيذ برنامج مندمج للتكوين المستمر وللتكوين المهني بالتدرج، وإحداث معهد لتكوين تقنيي الزربية التقليدية، بينما يتمثل المحور الثالث في دعم الإنتاج والتسويق بوضع برنامج ترويجي للسوق الداخلية والقيام بدراسات لولوج الأسواق الخارجية، والمشاركة في المعارض الدولية، والدعاية والإشهار للعلامات الجماعية المحدثة. أما المحور الرابع فهو تنظيم الفاعلين في القطاع ومواكبتهم للتكتل في تنظيمات حرفية ونشر ثقافة التشبيك والتعاون. ويقدر الغلاف المالي الذي سيخصص لتنفيذ برنامج عمل إنعاش الزربية التقليدية بحوالي 97 مليون درهم. وأشار بلاغ الوزارة الأولى إلى أن هذا الاجتماع حضره أيضا نزار بركة الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة، والمديرة العامة للوكالة الوطنية لإنعاش المقاولات الصغرى والمتوسطة، ورئيس الجمعية الوطنية لمنتجي ومصدري الزربية التقليدية، وعضوات وأعضاء مكتب الجمعية الوطنية لمنتجي ومصدري الزربية التقليدية، وممثلو القطاعات الوزارية المعنية.