كل نفس ذائقة الموت؛ صدق الله العظيم. تلقينا في المكتب الفيدرالي للائتلاف المغربي للملكية الفكرية خبر وفاة الفنان والملحن الموسيقي الكبير الأستاذ العربي الكوكبي، تغمده الله بواسع الرحمة والغفران وأسكنه فسيح جنانه. وإثر هذا المصاب، أتقدم باسمي الخاص وبالنيابة عن كافة أعضاء المكتب الفيدرالي وكل فعاليات الائتلاف المغربي للملكية الفكرية، إلى أسرة وأهل الفقيد، وكذا إلى الأسرة الثقافية والفنية الفنية الكبيرة ببلادنا، وإلى كل أقاربه وأصدقائه ومحبيه داخل الوطن وخارجه، بأبلغ مشاعر المواساة والعزاء، راجين من العلي القدير أن يلهمهم جميل الصبر والسلوان وأن يتقبل الراحل ضمن الشهداء والأبرار.
لقد شكل المايسترو الأستاذ الفنان والملحن المقتدر العربي الكوكبي أيقونة ثقافية وفنية متفردة في عقد الإبداع الفني المغربي الأصيل والمتجدد الأوزان والألحان، ولعل ما اتسمت به إسهاماته كأحد الرواد البارزين في سماء الأغنية المغربية طيلة عقود من البذل والإمتاع والعطاء، من غنى وتنوع وبلاغة وروعة في الابتكار والأداء، وما خلفه الفقيد من أعمال ومساهمات قيمة، أثرت وأثثت بكل رونق وجمالية وإبداع مشهدنا الفني عموما والموسيقي الراقي للامة المغربية بكل ما تحيل عليه من قيم راقية وتمثلات مجتمعية بديعة، ستظل خالدة في فكر ووجدان الأجيال المتلاحقة من أهل الموسيقى والأغنية المغربية الباذخة على وجه التحديد.
لقد غادرنا المرحوم العربي الكوكبي وقد خلف وراءه منجزات فنية تتمثل في ريبتواره الفني بما يفوق 180 لحنا وأغنية، تشكل مثالا لجمالية وعمق وعبقرية الشخصية المغربية الأصيلة، وبذلك نكون قد ودعنا بأسى بليغ كوكبا فنيا مشعا بالإنسانية والبذل والسخاء، وهو ما سيشكل لا محالة أنموذجا متميزا يحتذى بالنسبة للأجيال الصاعدة من الفنانين والموسيقيين ومرجعا ذا قيمة متفردة. "العربي الكوكبي" نشير إلى أن المايسترو المغربي "العربي الكوكبي" رحل عن دنيانا عن عمر ناهز 87 عاما، بالمستشفى العسكري بالرباط بعد معاناة مع المرض في الفترة الأخيرة.
"المايسترو" إبن مدينة "مراكش" وهو مدرسة فنية أصيلة طبعت تاريخ الأغنية المغربية العصرية كلمة لحناً.
ومن بين روائع فقيدنا الكبير: "الحبيب الغالي" و"يا قاسي القلب"، "ضاعت لي نوارة" و"الله أكبر"، "في كل خطوة سلامة" و"كورنيش طنجة"، "خفة الرجل" (آش دَّانِي) التي أداها الفنان الراحل "إسماعيل أحمد" وكثيرون من الفنانين بعده.
جدير بالذكر أن مبدعنا الراحل كان بارعاً في تلحين الأغنية الوطنية وكان دائم الحضور في حفلات القصر الملكي في عهد ملكنا الراحل "الحسن الثاني" وغنت له رائدة الأغنية المغربية "عزيزة ملاك" أغلب هاته الأغاني. وكان من أشهر أغانيه الوطنية "نشيد القسم".
رحم الله فقيدنا الملحن الأستاذ "العربي الكوكبي" إنا لله وإنا إليه راجعون.