فقدت الساحة الموسيقية المغربية، يوم الأحد، واحدا من رموزها الكبار .. الموسيقار عبد السلام الخشان، الذي كان له الفضل، رفقة جيل من الرواد، في وضع لبناتها الأولى. وبعد صلاتي العصر والجنازة على الفقيد بمسجد الشهداء، ووري جثمان الراحل الثرى بمقبرة الشهداء- الأوادية بالرباط، في موكب مهيب سار فيه أفراد أسرة وأقرباء الفقيد، وأصدقاؤه من مجايليه وتلامذته. وقد أعرب صاحب الجلالة الملك محمد السادس لأسرة الفقيد، ومن خلالها لعائلته الفنية الكبيرة، عن أحر تعازي جلالته وصادق مواساته في «فقدان أحد رواد الموسيقى بالمغرب، المشهود له بالتألق والإبداع». وأضاف جلالة الملك، في برقية تعزية ومواساة بعثها إلى أسرة الفقيد، أن الموسيقار الخشان «أغنى التراث الموسيقي الوطني بروائعه الفنية الخالدة، مما جعله يحظى بإعجاب وتقدير عشاق الفن الأصيل، وطنيا ودوليا». وقد جمع الفقيد، الذي توفي عن سن 89 عاما، بين المهارة في العزف والجودة في التلقين كأستاذ للموسيقى، وبين القدرة على الإدارة كمسير لجوق من حجم الجوق الملكي. وحصل الموسيقار الخشان، الذي كان له إلمام بعدد كبير من الآلات الموسيقية، على جائزتين في الكلارينيت والإعداد الهارموني، وشغل منصب أستاذ في المعهد الموسيقى بالرباط لسنوات عدة، حيث تتلمذ عليه العديد من الفنانين المغاربة. وأجمعت العديد من الوجوه الفنية، التي حضرت تشييع جثمان الفقيد، أن الموسيقار الخشان وهب حياته لخدمة وطنه عبر بوابة الفن. وقال الملحن العربي الكوكبي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، «لقد كان الراحل متفانيا في خدمة وطنه فنيا، ومخلصا لفنه، ومثاليا في التعامل مع زملائه من الفنانين من مختلف الأعمار». وأضاف الكوكبي، الذي كان من المرافقين الدائمين للراحل، أن الموسيقار الخشان «لم يكن يذخر جهدا في الاتصال بالملحنين وكتاب الكلمات والمطربين من أجل إنجاز أي قطعة فنية كلما حلت مناسبة وطنية». ومن جانبه، اعتبر الملحن أحمد العلوي نقيب النقابة المغربية للمهن الموسيقية، في تصريح مماثل، أن الفقيد يعد «رمزا وعلما من أعلام الموسيقى المغربية حيث كان له فضلا كبيرا على المبدعين المغاربة خاصة منهم الذين كان لهم شرف المشاركة في المناسبات الوطنية». وأضاف أن الموسيقار الخشان عمل على تدوين الكثير من الأعمال الوطنية، معربا في هذا الصدد عن الأسف لفقدان رمز فذ من رموز المشهد الموسيقي الوطني من حجم وطينة الراحل. وحفل المسار الفني للموسيقار الخشان المزداد بطنجة بالعطاءات، توج بترؤسه ابتداء من سنة 1973 الجوق الملكي، وكانت له أكثر من 50 مشاركة في مهرجانات دولية، إضافة إلى مئات الحفلات في المغرب، كما أنتج أكثر من 1800 أغنية تنوعت ما بين الأغنية الدينية والعاطفية والوطنية.