جرت بعد عصر، أول أمس الخميس، في الدارالبيضاء، مراسيم تشييع جثمان الأستاذ عبد الهادي بوطالب، الذي وافته المنية يوم الأربعاء، بالرباط عن عمر يناهز 86 عاما. وبعد صلاتي العصر والجنازة بمسجد الشهداء، نقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء، حيث ووري الثرى، في موكب جنائزي مهيب. حضر هذه المراسيم، إلى جانب عائلة الفقيد، الشريف مولاي عبد الله، ومستشارو صاحب الجلالة، محمد معتصم، وعباس الجراري، وأندري أزولاي، ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين، مصطفى المنصوري، محمد الشيخ بيد الله. كما حضر هذه المراسيم عدد من أعضاء الديوان الملكي، ومن حكومة صاحب الجلالة، ومن أكاديمية المملكة، وقادة الأحزاب السياسية، وعدة شخصيات من عالم السياسة والفكر والأدب وجمع من أصدقاء وطلبة الراحل. وعقب مواراة جثمان الفقيد الثرى، تلا محمد معتصم برقية التعزية، التي بعث بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى أفراد أسرة الراحل، والتي ضمنها جلالته أحر تعازيه وأصدق مواساته في هذا القدر الذي لا راد له. وقال جلالة الملك إنه كان لنعي الأستاذ عبد الهادي بوطالب، الوقع الأليم في نفس جلالته، لما يجسده الفقيد الكبير من قيم الولاء والإخلاص للعرش العلوي المجيد والتشبث والوفاء لمقدسات الأمة وثوابتها، والغيرة الوطنية الصادقة، والمواطنة المسؤولة، ومن خصال النبوغ المغربي. وجاء في هذه البرقية بالخصوص أن الراحل المبرور، رحمه الله، كان من رواد الحركة الوطنية وبناة الاستقلال، المتميزين بالثقافة المعمقة والفكر الثاقب، والنهوض بكفاءة واقتدار، بأسمى المناصب التي تقلدها، مستشارا ملكيا، ورئيسا للبرلمان، وذا عدة وزارات، وسفيرا في عواصم كبرى، وأول مدير عام لمنظمة الإيسيسكو، وعضوا بارزا في أكاديمية المملكة، وفي العديد من المجامع الفقهية والفكرية والسياسية. وأضاف جلالة الملك أنه وعلى تنوع المسؤوليات العليا، التي أنيطت بالفقيد، فإن جوهرها كان واحدا عنده، "إذ يعد من بين رجالات الدولة الكبار، الذين ساهموا، على امتداد عقود من الزمن، في بناء مغرب الوحدة والديمقراطية والتقدم، في ظل القيادة التاريخية لكل من جدنا ووالدنا المنعمين، جلالة الملكين محمد الخامس والحسن الثاني، أكرم الله مثواهما". وتليت، بهذه المناسبة الأليمة، آيات بينات من الذكر الحكيم، قبل أن ترفع أكف الضراعة إلى الله العلي القدير، بأن يتغمد الراحل بواسع رحمته، وأن يشمله بمغفرته ورضوانه، وأن يجعل مثواه فسيح جنانه، ويتلقاه بفضله وإحسانه في عداد الأبرار من عباده المنعم عليهم بالنعيم المقيم. وتوجه الحاضرون، أيضا، بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين، بأن يطيل سبحانه وتعالى عمر جلالته ويحفظه ويكلأه بعنايته الإلهية، وأن يقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وبصاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة، ويشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة.