افتتح مساء أمس بالمركز الثقافي المغربي (دار المغرب) بمونريال معرض تشكيلي تحت شعار "التسامح والحب"، للفنانة المغربية نعيمة بوطيب. ويتيح هذا المعرض لعشاق الفن، من 27 أكتوبر إلى 27 نونبر، اكتشاف نحو عشرين عملا فنيا يدعو المشاهد إلى سفر داخلي يعكس الروح والمشاعر، والثقافة، والتاريخ الشخصي، وكذا مسار حياة هذه الرسامة العصامية. وترغب بوطيب، التي لم تقم بأي دراسات أكاديمية في الفن التشكيلي، من خلال هذه اللوحات المفتوحة على العديد من القراءات، تقاسم حياتها و"حديقتها" الداخلية" و"مملكتها المفعمة بالألوان" مع الجمهور، وكذا نظرتها المليئة بالفرح والأمل، والتي تتجسد بصورة واضحة في كافة لوحاتها ذات الألوان الزاهية والتأثيرات المتعددة. وتنجز هذه الفنانة لوحاتها، المستوحاة من بيئتها، عبر اللجوء إلى مختلف الوسائل خاصة الجلود والحرير والزجاج والخشب، مع تسليط الضوء على الرسومات الأمازيغية ورمز حرف التيفيناغ وغيرها، متأثرة في ذلك بأصولها وهويتها كإمرأة مغربية وأمازيغية. وفي هذا الصدد، أبرزت أنها تلجأ كثيرا إلى استخدام اللون الأزرق، الذي يمثل بالنسبة لها لون الراحة، بالإضافة إلى الألوان الدافئة مثل الأصفر والأحمر، التي تعكس ألوان المغرب وإفريقيا وكذا الدفء الإنساني الذي يميزها. وأكدت السيدة بوطيب، المفتونة بالحياة ومعجزاتها، أن وصفتها السحرية "تجمع في كل الأوقات بين الحب والتسامح" لأنه، كما تقول، ليس هناك قوة أكبر أو أعلى قيمة من المحبة والتسامح التي تشكل جوهر الإنسانية. وبالنسبة لهاته الفنانة، التي بدأت الرسم منذ تسعينيات القرن الماضي، ليس هناك شيء أكثر قدسية وجمالا من هاتين القيمتين الإنسانيتين والكونيتين اللتين تشكلان أساس الحياة ذاتها والطاقة الكبيرة التي تمنح للبشر. كما تسعى من خلال هذه اللوحات إلى مناهضة الكراهية والظلامية والتعصب والعنصرية والعنف والحروب والصراعات، وكل أشكال القسوة والقبح، والدفاع عن القضايا الإنسانية النبيلة، كما تعكسها عناوين أعمالها مثل "الحب هو ديني" و"دماؤنا من نفس اللون" و"فجر السلام" و"الأحلام الجميلة"، و"أحلام الملائكة" و"أضواء الروح" و"الجذور والأجنحة" و"أمي" و"الربيع" و"نحن واحد" و"توسيع المحبة والتسامح". وتشكل أعمالها، التي عرضت في المغرب وفي العديد من المدن السويدية، صرخة أمل لإنقاذ البشرية، ودعوة للتسلح بالحب والتسامح من أجل الانتصار للقيم النبيلة للسلام والمساواة والتعاون والوحدة.