رغم الأزمة المالية الدولية والصعوبات الاقتصادية الناجمة عنها ، يضاعف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تدابير مالية توصف بأنها هدايا انتخابية للجزائريين تستهدف ضمان النجاح بأعلى نسبة ممكنة في الانتخابات الرئاسية القادمة, حسب ما أوردته صحيفة فرنسية. ففي تقرير لمراسلها بالجزائر, قالت صحيفة« لي درنيير نوفيل دالزاس»، إن بوتفليقة، الذي يواجه، في التاسع من أبريل القادم ، خمسة مرشحين، أغلبهم غير معروف لدى الجمهور الجزائري، لا يتردد في استخدام عوائد النفط الجزائري لصالحه. ورغم توقعات المراقبين بأن تسجل نسبة الامتناع عن التصويت رقما قياسيا في هذه الانتخابات, فإن الصحيفة أشارت إلى أن بوتفليقة يطمح بالفوز بتفويض شعبي كاسح لا تقل نسبة المشاركة فيه عن 60%. ولا يدخر الرئيس ذحسب الصحيفة- أي جهد لتحقيق ذلك الهدف, إذ بعد أن أعلن خلال التنقلات التي يقوم بها منذ نهاية الشهر الماضي داخل البلاد عن إلغاء كل الديون المترتبة على المزارعين (600 مليون دولار)، يحضر الآن لإعلان شطب ديون رجال الأعمال الشباب والتي تناهز المليار دولار. وأضافت الصحيفة أن بوتفليقة, الذي تزين صوره العملاقة عمارات الجزائر رغم أن الحملة الانتخابية الرئاسية لم تبدأ بعد, قرر كذلك زيادة الحد الأدنى للأجور رغم اعتراض صندوق النقد الدولي على ذلك، كما أعلن عن دفع متأخرات رواتب 21 ألف عامل بالقطاع العام تبلغ قيمتها 20 مليون أورو. وفضلا عن ذلك قرر بوتفليقة مضاعفة مبلغ بدل التضامن الذي يستفيد منه 750 ألف شخص فقير من 100 إلى 300 أورو. ومن بين الإجراءات، التي أعلن عنها الرئيس كذلك, إلغاء صنف من الضرائب المفروضة على الصفقات العقارية, وذلك رغم التقوعات بأن يكون عام 2009 في الجزائر صعبا بسبب انهيار عائدات البلد من العملات الصعبة نتيجة هبوط أسعار النفط. وعلقت« لي درنيير نوفيل دالزاس» على هذه التدابير قائلة إن قائمة "الهدايا" لم تنته بعد, متسائلة عما إذا كان بوتفليقة يريد من وراء كل هذه التدابير أن يجسد صورته ك"أب للأمة".