تحت عنوان المرض السري لبوتفليقة كتبت لوفيغارو الفرنسية تقريرا قالت فيه، إن ستارا من الغموض يلف مدى خطورة الوضع الصحي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي يرقد منذ أسبوعين بمستشفى باريسي. وقالت الصحيفة إن السلطات الفرنسية ترفض إعطاء أية معلومات عن هذه المسألة، مكتفية بالقول إن المعلومات تسلم للسلطات الجزائرية مباشرة. وأشارت إلى أن المتحدثين الفرنسيين اختاروا هذه المرة السرية التامة -مقارنة مع حالة ياسر عرفات- بخصوص الحالة الصحية لبوتفليقة مما يجعل من باريس العاصمة الدولية للأسرار الطبية، وهذا ما فتح المجال أمام تساؤلات عدة. وتساءلت لوفيغارو: مم يشتكي بوتفليقة بالضبط؟ ولماذا لا يحدد موعد لخروجه من المستشفى؟ ولماذا لا يسمح بزيارته؟ وعلقت على هذه الأسئلة قائلة إن الرئيس الجزائري لم تبد عليه علامات المرض في الفترة الأخيرة، رغم كونه قد عانى بالفعل من مشاكل في الكلى عام 1979 أدخل على أثرها المستشفى الإقليمي في جنيف. ونسبت الصحيفة إلى مصادر مطلعة قولها إن بوتفليقة مصاب بمرض وراثي يدعى التكلس الكلوي يؤدي إلى نقص ببعض الوظائف الكلوية. كما نسبت إلى رئيس الوزراء الجزائري أحمد أو يحي قوله إنه لا مجال للقلق، مطمئنا المواطنين الجزائريين بأن عودة الرئيس مسألة أيام فقط. لكن لوفيغارو ذكرت أن الصحافة الجزائرية التي تعكس صدى الرأي العام الجزائري حائرة، مشيرة إلى أن هناك شائعات غير مطمئنة في أوساط الجزائريين. وفي الجزائر تواصل الحكومة تطبيق سياسة التطمين، وهكذا أكدت أن عودة بوتفليقة لممارسة عمله ليست سوى مسألة وقت وذلك بعد تماثله للشفاء تماما. وقال رئيس الحكومة أحمد أويحيى على هامش المؤتمر الأفريقي حول أشغال الطرق الذي افتتح في الجزائر، إن التقرير الطبي النهائي أكد التصريحات السابقة التي صدرت عن المصالح الحكومية بخصوص طبيعة المرض الذي عانى منه بوتفليقة. وكذب أويحيى كل الأخبار التي ذكرت أن الرئيس بوتفليقة يعاني من مرض خطير يهدد حياته، واعتبرها عارية عن الصحة، وأنها مجرد شائعات تكذبها التقارير الطبية وتكذبها الحالة الصحية للرئيس، التي تسمح بعودته إلى عمله بأسرع وقت ممكن بعد استكمال فترة النقاهة، على حد قوله. يشار إلى أن رئاسة الجمهورية أعلنت التقرير الطبي للرئيس بوتفليقة الذي وقعه الأستاذ زيتوني يوضح فيه أن الرئيس أجريت له عملية جراحية لمعالجة نزيف قرحة بالمعدة في فرنسا، موضحا أن حالته الصحية لا تدعو للقلق مطلقا. من جهة أخرى طمأن رئيس الحكومة على صحة وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني، الذي أجريت له عملية زرع كلية مؤخرا والذي يقضي هو الآخر فترة نقاهة. وكان غياب زرهوني المعروف بأنه يعاني قصورا كلويا حادا يعالج منه منذ فترة، قد غذى الشائعات حول مصيره، خاصة في ظل غياب بيانات رسمية عنه.