أفادت تسريبات إعلامية مقربة من مراكز صناعة القرار الجزائري ، أن عبد العزيز بوتفليقة قرر تعيين وزير الموارد المائية عبد المالك سلال، على رأس سفارة الجزائر في العاصمة المغربية لخلافة الجنرال العربي بلخير الذي أنهيت مهامه بسبب متاعبه الصحية التي اضطرته للعودة إلى البلاد بغرض مواصلة العلاج. "" وقالت مصادر متطابقة إن هذه الحركة تختلف من حيث الأهداف المرجوة منها، لأنه إذا كان عبد العزيز بوتفليقة قد عمد إلى تعيين الجنرال العربي بلخير مدير ديوانه السابق سفيرا في الرباط بدافع التخلص من ظله ودوره المؤثر في مجريات الأحداث الداخلية للجزائر، فإنه بالنسبة لعبد المالك سلال يأتي بدافع الاعتراف له بالجميل على دوره الناجح في تدبير الحملات الانتخابية التي أدارهما لصالح بوتفليقة في رئاسيات 2004 و2009، إضافة إلى أن سلال تقول المصادر ذاتها أنه همسه في آذان الكثيرين من أصدقائه بأمنيته في الاستراحة لبعض الوقت. ومعلوم أن عبد المالك سلال المقرب جدا من عبد العزيز بوتفليقة عمل في السلك الدبلوماسي سابقا قبل أن يغادره سنة 1998، لتولي منصب وزير الداخلية والإشراف على تنظيم رئاسيات 1999. وتجدر الإشارة أن أوراق العمل الدبلوماسي وعلاقات الجزائربفرنسا والمغرب، معقودة بيدي الرئيس بوتفليقة شخصيا، ويمنع أي من المسؤولين إقحام نفسه فيها دون إذن منه. ويعتقد المتتبعون أن إرسال الوزير الأول وأمين عام حزب التجمع الوطني الديمقراطي إلى باريس لشغل منصب سفير فوق العادة بفرنسا خلفا للمستشار السابق لبوتفليقة السيد ميسوم سبيح الذي عاد للالتحاق بمنصبه السابق برئاسة الجمهورية، وأن تعيين سلال سفيرا في الرباط يندرج في إطار نظرة احترازية لها صلة مباشرة بمستجدات قد تطرأ على نظام الحكم مستقبلا في الجزائر. كما يعتزم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بحسب تسريبات إعلامية جزائرية إجراء تغييرات على الحكومة في ولايته الثالثة وصفت بأنها ستكون "الأعمق" منذ مجيئه للحكم قبل عشر سنوات، مرجحين أن يتم الإعلان عنها في غضون الأيام القليلة القادمة مباشرة بعد عيد الفطر ما لم يتراجع بوتفليقة عن ذلك في أخر لحظة. حملة التغييرات التي سيشنها بوتفليقة في ولايته الرئاسية الثالثة ستطال كذلك ذراعه اليمنى وأقرب المقربين إليه، وزير الداخلية "نور الدين يزيد زرهوني"، الذي تقول مصادر جد مطلعة أنه وضع حدا لمشواره السياسي في دواليب الحكم والدولة بتفضيله التقاعد والخلود إلى الراحة بعد مسيرة استغرقت عشر سنوات كاملة، أوكلت إليه خلالها الإشراف على كل المواعيد الانتخابية والاستحقاقات السياسية. ومن المفاجآت الكبيرة التي يحضرها بوتفليقة للكثيرين من أنصاره ومقربين منه، قراره التخلي عن خدمات "مراد مدلسي" على رأس وزارة الخارجية لتتم إعادته إلى وزارة المالية، خلفا لمحمد بجاوي الذي تم الاستغناء عن خدماته بسبب فشل مساعي إبرام معاهدة الصداقة مع فرنسا، وبعد خلافاته مع بوتفليقة، بعد إصرار بجاوي الترشح لمنصب مدير عام المنظمة الأممية للتربية والثقافة والعلوم "اليونيسكو" رغم دعم الجزائر رسميا ترشيح المصري فاروق حسني. [email protected]