بعد مرحلة السواد والاشتغال على التجربة الصوفية التي ميزت أعمال أحمد جاريد في مرحلة سابقة كتب عنها مجموعة من النقاد والكتاب منهم محمد الأشعري، وتوجت بإصدار كتاب فني محدود النسخ كتب نصه الناقد مليم لعروسي، ثم الامتدادات النفسية العصيبة التي ألقت بضلالها على تجربة العودة إلى الذات، كانت موضوع نصوص كتب عنها كل من مصطفى النيسابوري وحسن نجمي بإحدى دلائل المعارض التي قدمت تلك الأعمال في معرض "ذهاب وإياب" Aller-Retour. في نهاية التسعينيات كان تطور البحث في المعالجة التقنية وفي الموضوع قد ساق أحمد جاريد تلقائيا إلى إشكاليات أخرى تفكر في الذاكرة وفي الأثر وفي المحو واللا مكتمل بنوع من العودة إلى التشخيصية الغير مباشرة تستلهم تارة الشعر وتارة تأملات وجودية وتعرض لموضوعات شاعرية مفتوحة على الأسئلة وعلى المحو والنسيان. في معرضه الحالي " يقطع جاريد الطريق على "الظلام"، يلتقط الضوء باحتراقٍ في توهّجِ بهاءٍ ظاهرِ، هو الذي احترق فيما مضى في تجربة قاتمة تركت فيه حنينا لاذعا إلى دوام احتلال النور". على حد تعبير الفنان والكاتب حسان بورقية. تحيل لوحة أحمد جاريد على عناصرها، بما يبنيها وفق العلاقات التي يتدبرها فوق السطح التصويري. وهو في ذلك أقرب إلى المسافر من دون مخطط، إلا أن له في جعبته، في مِلْوانتِه (حاملة الألوان)، التي ينقلها معه، ما يمكنه من أن ينصب أكثر من بيت، ومن أن يعيش أكثر من لحظة حارة. تحيل على بنائيتها المخصوصة، التي يحتل اللون فيها – ولا سيما بسطتُه الأساسية، في وسطها، مكان خط الأفق في اللوحة الكلاسيكية – فسحة الاستقبال، فسحة الإخفاء، وفي آن. ذلك أن اللوحة عنده تأتي من داخلها، من عمقها، من مكونها المحتجب". كما جاء في مقدمة كاتالوك المعرض التي كتبها الناقد اللبناني شربل داغر. يفتتح المعرض يوم الثلاثاء 18 دجنبر 2007 برواق باب الرواح بالرباط ابتداء من الساعة السادسة والنصف مساء ، ويستمر إلى غاية نهاية يناير 2008 .