ترأست السيدة ثريا جبران أقريتيف، وزيرة الثقافة، يوم الثلاثاء 16 دجنبر 2008، بمقر المكتبة الوطنية للملمكة المغربية بالرباط، أشغال الدورة الخامسة للمجلس الإداري لهذه المؤسسة العمومية التي حضرها السيد أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية. وافتتحت السيدة الوزيرة أشغال المجلس بكلمة نوهت فيها بالمجهودات الجبارة التي قامت بها إدارة المكتبة والعاملون فيها في نقل المخطوطات والكتب، وترتيبها في هذا الصرح المعماري الجديد الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، يوم 15 أكتوبر 2008. وقد ناقش المجلس مختلف جوانب العرض الذي ألقاه مدير المكتبة الوطنية السيد إدريس خروز. كلمة السيدة ثريا جبران اقريتيف وزيرة الثقافة في المجلس الإداري للمكتبة الوطنية (الدورة الخامسة) الرباط، 16 دجنبر 2008 المحترم السيد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المحترم السيد مدير المكتبة الوطنية، السادة المحترمين أعضاء المجلس الإداري للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، أيها الحضور الكرام، هذه هي المرة الثانية التي أسعد فيها وأتشرف بترؤس دورة من دورات مجلسكم الإداري، وهي المرة الخامسة التي ينعقد فيها المجلس للنظر في حصيلة الإنجازات والمكاسب التي راكمتها مكتبتنا الوطنية خلال سنة كاملة منصرمة، وللتفكير في أفق السنة الجديدة والاستعداد لها، وربما لما هو أبعد من أفق سنة واحدة مقبلة. إذ لا شك أن حواراتكم ونقاشاتكم تذهب إلى النظر في قضايا الكتاب والقراءة، وقضايا وأسئلة الثقافة المغربية الحديثة بحكم الاختصاص، وبحكم الضرورة، وبحكم الانشغال بالهم الثقافي الوطني. ومع ذلك، فإن هذه الدورة الخامسة تنعقد في هذا الصرح الجديد للمكتبة الوطنية. وذلك بعد أن شرفنا صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله بتدشين هذا المقر الباذخ بتاريخ 15 أكتوبر 2008، علما أن العاهل الكريم تفضل بمتابعة مجمل تطورات ورش بناء هذه المكتبة، حريصا على التفاصيل التقنية والجمالية واللوجيستية، صبورا، متفهما، منصتا، محفزا طوال خمس سنوات كاملة. وكانت المناسبة سانحة أيضا ليتفضل جلالة الملك بتوشيح مجموعة من خيرة المبدعين المغاربة في الآداب والفنون التشكيلية والمسرحية والدرامية والموسيقية، ولتحية المهندسين المعماريين المغربيين وبعض الكفاءات الوطنية التي أسهمت في بناء هذا الصرح الثقافي الكبير. والحق أن صاحب الجلالة حفظه الله عبر عن ارتياحه الكريم خلال هذا الحدث، ووجد في السيد مدير المكتبة الوطنية الدكتور إدريس أخروز ومساعديه وأطر المكتبة ومستخدميها ما يجدد الثقة في الطاقات والموارد البشرية الخلاقة، وذلك لأن حدث الافتتاح سبقه جهد استثنائي في التصنيف والإعداد، وجهد كبير وخاص في نقل المخطوطات والكتب، وجهد في الترتيب والإرساء...وغير ذلك من العمليات والأعمال، وكانت إدارة المكتبة والعاملون فيها في مستوى المسؤولية الوطنية، والمسؤولية الثقافية، والمسؤولية المهنية، والمسؤولية الأخلاقية، مما يبعث على الفرح والتقدير والشكر الوافر الجزيل الصادق لهم جميعا. وإذا كنت أشهد لكم بذلك الآن، فلعلمي بكل ما جرى من استعدادات ساهمت فيها وزارة الثقافة بإشرافها وحضورها ومواكبتها ودعمها شاكرة بالمناسبة الجهد الذي بذله زميلي السيد الكاتب العام للوزارة المهندس الأستاذ سي أحمد كويطع والسيدة رئيسة الديوان ومديرية الكتاب ومديرية الميزانية وقسم الفنون التشكيلية بمديرية الفنون وكل أطر الوزارة الذين ساهموا من قريب أو من بعيد في المواكبة والتحضير. وهذه مناسبة كذلك لأتوجه بالشكر الجزيل إلى كل من السيدين وزير التجهيز ووزير المالية، ومديرية الميزانية بوزارة المالية على ما بذلوه قصد تحقيق وتنفيذ هذا الورش الكبير جازاهم الله خير جزاء. والأهم كذلك ما شهد به الآخرون، من ضيوف المغرب وكبار المثقفين والأكاديميين والمفكرين والمبدعين المغاربة والمؤسسات الثقافية والأدبية الوطنية، والصحافة الوطنية والعربية التي قامت بتغطية حدث افتتاح المكتبة الوطنية. وفي نفس السياق، أود أن أدعو السيد مدير المكتبة الوطنية إلى تنظيم زيارات لشركاء المغرب في القطاع الثقافي، ولأعضاء اللجنة المكلفة بالقطاع الثقافي بمجلسي النواب والمستشارين وممثلي مؤسسات المجتمع المدني ذات الاهتمام بالحقل الثقافي والأدبي والإبداعي حتى يتعرف الجميع على معالم هذه المكتبة ووظائفها وأدوارها، وبالأخص على الجهود التي تبذلونها فيها خدمة للقراءة والدراسة والبحث العلمي في بلادنا. كما أتطلع إلى تحريك وتنشيط فضاءات العروض والندوات، وحبذا لو فكرتم في تنظيم سلسلة من المحاضرات والدروس الافتتاحية العلمية والفكرية والإبداعية المنتظمة سنويا واستضافة رموز من الثقافة الإنسانية لإلقائها، وذلك بتعاون مع وزارة الثقافة والمؤسسات الحكومية والخاصة المعنية بهذا الموضوع. وإنني واثقة من أنكم قادرون على جعل هذه المكتبة أوسع وأرحب من مجرد وظيفتها التقليدية، وقادرون على استقطاب المزيد من فئات القراء والباحثين، خصوصا فئة الأطفال التي اقترح صاحب الجلالة أثناء حفل الافتتاح أهمية وضرورة التفكير في تخصيص فضاء خاص بهم. وختاما، أود أن أؤكد أن وزارة الثقافة منخرطة في الأفق الذي سترسمونه، ومستعدة للتفاعل الإيجابي مع مقترحاتكم وأفكاركم الجريئة والجديدة. مرة أخرى، شكرا لكم، شكرا لإدارة المكتبة وأطرها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كلمة السيد مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بمناسبة انعقاد الدورة الخامسة لمجلس إدارة المؤسسة 16 دجنبر 2008 السيدة وزيرة الثقافة، رئيسة المجلس الإداري للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، السادة أعضاء المجلس الإداري، حضرات السيدات والسادة، خلال الدورات السابقة لمجلسكم الموقر، كنا نتكلم على انتقال المكتبة الوطنية لمقرها الجديد وهو آنذاك في طور الإنجاز، وها نحن اليوم نستقبلكم في هذه المعلمة الثقافية التي تحقق مطلب مثقفي بلادنا بعد أن دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 15 أكتوبر الماضي بحضور شخصيات وطنية ودولية مرموقة. وهي أكبر منشأة ثقافية شهدها المغرب في ظل الاستقلال؛ هذا الإنجاز الكبير الذي سهر عليه صاحب الجلالة ودعمه خلال خمس سنوات، يجسد حلم مملكة ويقوي ثقتنا في المستقبل. وفي بداية هذه الكلمة أريد تجديد الشكر للسيدة وزيرة الثقافة لدعمها اللامشروط لإكمال بناء هذه المؤسسة ودعم تجهيزاتها وكذا أتوجه بالشكر للسيد الكاتب العام لوزارة الثقافة الذي خصص قسطا كبيرا من وقته وجهده لورش المكتبة الوطنية وتتبع مراحل إنهاء البناء وكذا السيدة مديرة الموارد البشرية والمالية والأطر العاملة بجانبهما بنفس الوزارة، فإليهم جميعا بالغ التقدير وموفور العرفان. وأشكر بالمناسبة الأستاذ أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، لدوره الرائد، كمحافظ سابق للمكتبة الوطنية ولما أسهم له شخصيا في انطلاق هذا الورش الكبير، الذي مكننا من التوفر على هذه المعلمة التي نفتخر بها. حضرات السيدات والسادة، ككل سنة مثل هذا الوقت نطرح على أنظاركم حصيلة منجزات المؤسسة ومقترحات عمل للسنة الموالية، ونسعد في هذه الفرصة للقاء بكم وطرح مقترحاتنا وحصيلة عملنا وهمومنا عليكم، ونحن مقدرون مدى اهتمامكم بهذه المؤسسة ومواكبتكم لعملها والتفهم الذي تلقاه منكم في سبيل إرساء دعائمها و ضمان تقدمها. ويمكن القول أننا، ونحن نعقد الدورة الخامسة لمجلس إدارة هذه المؤسسة ، نقف على حصيلة منجزات مرحلة بكاملها ابتدأت حلقاتها منذ 2004 لتكتمل اليوم، إذ كانت المكتبة الوطنية تعيش فترة تحول وتتابع خطوات إعداد لمكوناتها البشرية والمادية ووضع لبنات انطلاقتها بما يتماشى والطموح الذي حملناه جميعا . وخلال السنة التي نودعها كانت المكتبة الوطنية، كما تتبعتم جميعا، في حالة استنفار، نظرا للظروف الاستثنائية التي مرت بها وهي تستعد وتتأهب لترحيل مجموعاتها الوثائقية ومعداتها إلى المقر الجديد وتوطين منقولاتها في الأماكن المخصصة لها؛ فطيلة سنة 2008انكبت المكتبة الوطنية على تدبير عدة ورشات داخلية لإعداد الرصيد الوثائقي للترحيل إذ تمت مباشرة عمليات التنظيف والتعقيم المنهجي، إعادة ترتيب المخازن ودمج الوثائق في المجموعات الأصل و فرز عشرات الآلاف من المجلات والجرائد ووضعها في علب حفظ خاصة. ولتقليص الخصاص في عدد الكتب المرجعية وملء رفوف قاعات القراءة والبحث فقد تم اقتناء ومعالجة20.000عنوانا من الكتب منها ..............عنوانا جديدا. ومع هذا لازال الخصاص كبيرا في الكتب والمجلات المرجعية والوثائق السمعية البصرية ، فالبناية الحديثة للمكتبة الوطنية بمواصفاتها الجمالية والمعمارية لا تعني شيئا، دون محتوى جيد ومتنوع يلبي طلبات القراء في عدة مجالات، ودون التوفر على أنظمة تدبير وآليات حديثة للتوثيق والبحث والتواصل. بهذا الخصوص وضعنا ضمن أولوياتنا اقتناء نظام معلوماتي مندمج وتدريب الأطر على استخدامه. وقد تم هذا بموازاة مع وضع نافذة إلكترونية جديدة بمواصفات تقنية ووظيفية وجمالية قصد التعريف بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية وتقديم معلومات وخدمات جديدة عن بعد بواسطة الإنترنيت، وترمي المؤسسة من خلال هذا، التفتح على العالم وعلى جمهور آخر جديد يمكن أن تتفاعل معه بواسطة هذه النافذة المتطورة. إن الفضاءات التي أضحت توفرها المكتبة الوطنية حاليا بموقعيها الجديد هذا و السابق الذي يستغل كملحقة، أصبحا أكثر من حجم رصيدها الوثائقي والبشري مما يطرح إكراهات جديدة علينا مواجهتها خصوصا مع الأعداد المتزايدة للمنخرطين. هذا وسيزداد عبء المكتبة الوطنية مع توسيع فتحها في وجه العموم خلال فترة أطول، نقترح أن تمتد من الساعة 9 صباحا إلى 9 مساء، من الاثنين إلى السبت، أي بزيادة أكثر من 20ساعة أسبوعيا. ويقتضي ذلك بطبيعة الحال تجنيد موارد بشرية إضافية للمداومة والتأطير. وكما تعلمون فإن المؤسسة لا يتعدى رصيدها البشري حاليا 120 مستخدما مع احتساب التوظيفات الأخيرة . وللتذكير فمستلزمات البناية الجديدة من الأطر، للقيام بكامل وظائفها ولاستغلال أمثل لكافة المرافق وعقلنة العمل، لا تقل عن 200 منصبا، كما أثبتته الدراسة الوصفية المسبقة للحاجيات التي صمم وفقها مشروع بناء المكتبة الوطنية. ورغم أننا واجهنا سنة استثنائية من العمل المكثف، فقد عملنا على أن تبقى المكتبة الوطنية مفتوحة في وجه العموم إلى غاية نهاية شهر يونيو الماضي الذي صادف بداية العطلة الصيفية. وقد تمكنا من استغلال هذه الفرصة للانتقال للمقر الجديد الذي بادرنا إلى فتحه في وجه العموم بعد التدشين بأيام، حتى قبل اكتمال عملية الترحيل. وللتذكير فإن عملية نقل وتوطين المجموعات الوثائقية والتجهيزات قد تمت والحمد لله في زمن قياسي ودون مشاكل تذكر وذلك بفضل تجند ويقظة أطرنا؛ وأغتنم هذه الفرصة لأنوه بالمجهودات المبذولة في هذا الشأن وبروح المسؤولية العالية التي عبروا عليها . السيدة الوزيرة المحترمة ، حضرات السادة الأعضاء، كما لمستم في التقرير الذي عرض عليكم فإن المكتبة الوطنية إلى جانب الأوراش الكبرى التي باشرتها، قامت بتنظيم واستضافة ملتقيات ثقافية فكرية عدة وصل عددها إلى أكثر من 35 نشاطا قبل وأثناء وبعد الترحيل، ويعد ذلك إسهاما في تنشيط الحقل العلمي والثقافي ببلادنا وإعطاء المكتبة الوطنية بعدا جديدا. كما أنها واصلت تفتحها على محيطها الوطني والدولي من خلال تفعيل اتفاقيات التعاون والبحث عن تعاقدات جديدة وموارد لدعم تجهيزاتها وأنشطتها. وهكذا إلى جانب استمرار التعاون مع المكتبة الوطنية الفرنسية والمكتبة الوطنية الإسبانية والجامعة الحرة لفالونيا ببروكسيل ومكتب السكندرية ودار الكتب المصرية، تم التوقيع رسميا على اتفاقيتين جديدتين للتعاون مع كل من المكتبة الوطنية والوثائق بكبيك الكندية والمكتبة الوطنية لكوريا الجنوبية خلال الصيف الماضي، مغتنمين فرصة حضور الدورة 74لمؤتمر إفلا السنوي الذي انعقد بكبيك للتوقيع على هتين الاتفاقيتين الهامتين في إطار دعم وتنويع تعاوننا مع المؤسسات الأجنبية المماثلة. وتنويعا للبلدان المتعاون معها، تم تبادل وثائق التوقيع مؤخرا مع المكتبتين الوطنيتين لكل من بلغاريا وبولونيا. ويتم التحضير حاليا لمشروع اتفاقين تعاون مع المكتبة الوطنية التونسية للتوقيع عليها في غضون الشهور القادمة. ويسمح هذا التعاون بالاستفادة من الخبرات وتبادل الوثائق وتنظيم أنشطة مشتركة للتعريف بثقافتي البلدين.. أما بخصوص الموارد المالية التي خصصت للمكتبة الوطنية فإنها بحق كانت مستجيبة إلى حد ما لمتطلبات المرحلة إذ حصلت من دعم الدولة على غلاف مالي وصل إلى 27.439.911.درهما بالنسبة لميزانية التسيير و18.017.55درهما بالنسبة لميزانية الإستثمار، بزيادة بلغت نسبتها ما يناهز 100% من ميزانية 2007. ونشكر بالمناسبة مسؤولي وأطر مديرية الميزانية لوزارة الإقتصاد والمالية على مواكبتهم ودعمهم لمشاريع المكتبة الوطنية وننتظر منهم المزيد من الدعم لمواجهة متطلبات المرحلة المقبلة التي تعتبر مرحلة الانطلاقة الحقيقية لمشاريع وعمل المكتبة الوطنية بعد الإفراغ من مسار الانتقال من موقع ووضع قديم إلى مقر ووضع جديد أصبحت المؤسسة معه مطالبة أمام الرأي العام كمرفق عمومي بتقديم خدمات مستجيبة للإنتظارات الكبيرة ووفق المعايير المعمول بها في المؤسسات الوطنية المماثلة. ولا تكمن المسألة فقط في حجم الميزانية التي ستخصص لهذا المرفق بل أيضا لإلى ملاءمة قوانين صرف الميزانية وإضفاء شيء من المرونة على آليات الصرف والتدبير لتخفيف المساطر وتسريع وثيرة العمل والرفع من الفعالية في التدبير. ونلتمس بهذا الخصوص من مجلسكم الموقر المصادقة على النقط المتعلقة بهذا الموضوع التي عرضناها في التقرير الموضوع بين أيديكم.
وفي إطار البحث عن الدعم الخارجي لتجهيزات المكتبة الوطنية, فقد حصلت هذه الأخيرة على مساعدة مالية وصلت إلى 6.530.000 دهما من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي والتنمية AECIDلإكمال التجهيزات الأساسية التي تحتاج إليها ..
أما على المستوى الوطني فإن المكتبة الوطنية قد حصلت على آليات ومواد لدعم مختبر تصوير الوثائق على الميكروفيلم من لدن التعاضدية المغربية الفلاحية مامدا MAMDAبمبلغ يناهز 2.000.000 درهما. كما أنها ستستثمر علاقاتها والمصداقية التي أصبحت تتوفر عليها وطنيا ودوليا للحصول على مزيد من الدعم. وفي إطار البحث عن دعم خارجي جديد، فقد سلمنا ملفا جاهزا إلى السيد سفير الصين بعد الموافقة المبدئية على دعم بعض المشاريع ويتعلق موضوع الملف المقدم بتجهيز مختبر للرقمنة بأحدث الآليات. حضرات السيدات والسادة، إذا كنا اليوم فخورون بتقديم هذه الحصيلة بين أيديكم، فإن هذا لن بثنينا على مزيد من العمل والاجتهاد سيما ونحن ندرك أننا لازلنا على أبواب مشوار جديد وتحديات قادمة لا محالة. لذا فإننا نود أن نجسد طموحاتنا بمشاريع وبرامج العمل الجادة التي بها يمكن أن نرتقي بمؤسستنا هذه ونجعلها في مراتب متقدمة بين المؤسسات المماثلة عبر العالم بما يمكن أن توفره من خدمات رفيعة المستوى للعموم والباحثين، بصفة مباشرة ومن خلال موقعها الإلكتروني. و لا شك أن هذا أن يساهم في تقديم صورة مشرقة عن بلد عريق ومتطلع نحو الأفضل بالارتكاز على المعرفة وتيسير الوصول إلى منابعها.. ومن المشاريع التي نود طرحها على أنظاركم ما يلي: - إطلاق المكتبة الوطنية الرقمية التي حققنا بعض عناصرها برقمنة عدد من الوثائق. ويتطلب هذا المشروع الكبير طاقات بشرية ولوجيستيكية مهمة تمكن من المسح الإلكتروني للوثائق التراثية والنادرة على اختلاف أنواعها (المخطوطات والمطبوعات الحجرية والمجلات والجرائد والتسجيلات والخرائط والصور والملصقات وغيرها) وبهذا العمل يمكن أن نحقق هدفين رئيسيين، من جهة المحافظة على الوثائق الأصلية من التلف ومن جهة أخرى نشر تداولها على نطاق واسع من خلال الصور الرقمية عبر البوابة الإلكترونية.. - تنظيم ملتقيات فكرية وإثارة الوعي حول القضايا التي تستأثر بالاهتمام الدولي والوطني ومعارض وتظاهرات ثقافية من مستوى عال، - الدعوة إلى عقد ملتقى المكتبات الوطنية لدول حوض البحر المتوسط، - تنظيم معرض وطني كبير حول التراث الفكري المغربي عبر العصور، - تنظيم دورات تكوينية لتأهيل العاملين بالمكتبات المغربية بهدف تنسيق عملها وتحديث نظمها وتطبيق المعايير التوثيقية الوطنية وتبادل المعلومات بينها، - اقتناء الوثائق المرجعية المغربية والمخطوطات النادرة والأسطوانات والتسجيلات القديمة ومكتبات شخصيات علمية لتعزيز الرصيد الوثائقي التراثي؛ - توسيع نطاق التعاون الدولي وحضور الملتقيات الدولية الخاصة بمجال المكتبات والمعلومات.. - تنفيذ الشطر الثاني من الهيكل التنظيمي بعد إدخال بعض التعديل عليه. - الالتفات أكثر إلى العنصر البشري بالتشجيع عل مزيد من العطاء والاجتهاد وذلك بتقوية الحوافز . وما هذه الاقتراحات إلا عناصر أولية و بطبيعة الحال نحن متفتحون على كل الآراء والاقتراحات التي ستتفضلون بها، كما أننا دعونا إلى عقد اجتماع المجلس العلمي الاستشاري يوم الخميس المقبل لتدارس المشاريع والأفكار لبلورة برنامج عمل متكامل برسم سنة 2009 انطلاقا من توجهات المجلس الإداري هذا. إن من شأن تحقيق هذه المقترحات إعطاء انطلاقة جادة من مستوى عال لبرامج المكتبة لوطنية وتحقيق الأهداف التي أحدثت من أجلها حتى يكون مضمونها وما تنجزه من أنشطة في مستوى بنايتها كفضاء للتلاقح الثقافي والتجدد المعرفي، ولا يتأتى ذلك إلا بالكفاءات والعنصر البشري الجاد من جهة وبالوسائل التقنية والإمكانات المالية المرصودة لهذه المعلمة، التي تحتضن اليوم لقاءنا هذا والذي بذلتم كأعضاء ومؤسسات مجهودات في سبيل تحقيقها وبالخصوص السيدة وزيرة الثقافة ومساعديها وطاقم وزارة المالية الذي كان دائما متفهما لحاجيات هذه المؤسسة المالية والبشرية، فإليكم جميعا أقدم أصالة عن نفسي ونيابة عن الأطر المساعدة وكافة المستخدمين جميل الثناء وعظيم الشكر ونحن على أتم استعداد لتنفيذ مقترحات ومقررات مجلسكم الموقر، والسلام عليكم.