طاف الغروب ببهاء السماء يرفل مفاخرا بشحوبه صمت الأفق.وعُدنا أنا وأنتَ شاحبين في مهب الصمت .. صمتكَ يصلبني وصمتي يصلبكَ وهكذا دواليك ..! قد تختلف طريقة حكمنا على الشيء أنا وأنت، لكن كلما تقدم الزمن بنا ردحا من ذاته يجب أن نعرف من نحن.الناس كالسيل المجنون، وأنتَ وأنا قطرة من هذا السيل، لعلكَ توهّمتَ ما لا وجود له وأنتَ إذا نطقتَ بشيء، أسمعتنا كلاما ثقيلا لا وجود له إلا في عالمكَ .. لا تقل: - الأحلام إذا وُجِدَ من يُفرغها في قالب الواقع لن تظل كما هي، فَلِمَ لا أكون واحدا من المُفرغين؟ لأني سأحدثكَ آنئذ بلسان مَنْ أحدق بأخطائه وأقول لكَ بضيق لابد منه: - أنتَ مُفرِغٌ فارغ ! وقوالبُ الواقع ليستْ في حاجة إلى أحلامكَ التي تكبركَ فاصمتْ كما أنتَ!