حينما يبلغ العشق منتهاه ، ونتربع على قمته العالية ، نشعر بنشوة وتميز ، نحس أننا نملك كل الفضاء .. فلا يتسنى لنا إلا أن نصدع ونصدح بما تعج به نفسنا .. ماتعزفه قلوبنا التي لاتنهكها الخفقات المتواصلة .. ولا تدحض أحلامها الآلام ولا ليالي الشوق والحنين الطويلة الطويلة .. بل تزيدها قوة وأملا وتشبثا بهذا العشق العنيد .. هكذا يأتي البوح الجميل .. " بوح عاشقة "، من القصائد العملاقة ليس من حيث كم الأسطر، بل من حيث الكيف ، المعنى ، التعابير ، الصور الشعرية الرائعة والمتميزة التي عودتنا عليها الشاعرة ميمي قدري ، والتي يغلب عليها طابع الرومانسية الحالمة ، .. فهي أنثى ذات تقاسيم أصيلة بارزة في رصيدها اللغوي العميق والغني بالإحالات والإشارات الدالة على أنوثتها الفريدة .. إن توظيفها لعلم الفلك ، وإخضاعها للظواهر النفسية .. يجعلك تستعذب موسيقاها الهادئة احيانا والصاخبة احيانا اخرى ، ولهمساتها الدافئة .. تُصْلَبُ الروح على أنفاس القمرِ فتموج مملكة الشمس ويضيع بين ثناياها سِرك َ...وسري إنه عالمها الخاص، الذي تستنشق فيه عبير الحب والحرية .. وتكشف فيه كل الأسرار ..عالم الليل الذي يكون فيه القمر سيدا وراعيا للعشاق .. لكنها سرعان ماتجد أن أسرار الليل تندثر مع طلوع شمس النهار .. بل تضيع بين ثناياها .. ويبقى للحلم أثر وللأمل صهوة ، ثم شعور بالرغبة في تنفس الصعداء .. تنفس البوح على أجنحة الآمال والأحلام .. إخفض جناحك لنعتلي درجات الآملِ ومن خيوط الغيم أغزل سراَ لفراش الكلماتِ دعني أتنفس بوحي يهدهِد غفوي كطفل بحدود الأغنيات الحب حالة خاصة .. تجعلك تحس أنك في عالم آخر ، متعال ، كأنك تعانق السحاب ، تجعلك تتخطى الغيوم وتنسج على دروبها سياجا من خيوط الأمل .. كما تصبو الشاعرة إلى أن تغزل سرا أو أداة لبوحها الجبار .. فهي تريد حافزا يكون بالنسية إليها مهدا ومرتعا لعزف ألحانها وخط اغنياتها المفعمة بالدفء والحنان .. لكن ....................... يالله!!! فالروح تُصلب تلبس المساءات منك ثوباً ليلكياً من ضوء الحكايه والثواني ... الثواني هل تُعيد الذكرياتِ؟؟!! لحظة تأمل.. تتوقف الروح والهاجس ، لحظة عصيبة ، تغير كل شيء .. وتضفي على اللوحة مسحة حزن .. لاشيء يكتمل .. فلابد أن هناك لحظات إخفاق .. وتبقى الذكريات .. تلك الذكريات التي يحجبها الضباب .. فهل تعود إلى أرض الأحلام ؟؟؟ أمتطي أسوار جرحي والآلم فأنزف وأنزف وأنزف ليتها الذكرى تبوح أو تضمد ماتبقي من رماد الأمنيات فسرعان ما أصبح الجرح عميقا يصعب تضميده .. والألم أسوارا لايمكن تخطيها .. والنزف غزيرا لايمكن كفه .. والذكريات يواريها رماد الأمنيات .. فيعجز الحرف وتفقد شهية النعبير والكلام .. إن إحساسها بالفرح كمعنة من معاني السعادة .. ثوانِ ... لحظات ........ وينتهي ولهي بالحرفِ والفرح المؤجل كبف لانسانة رقيقة أداتها الحرف أن تستحمل عدم انصياع القلم والحرف لها .. ؟؟؟ حين تجد أن الدموع قد جفت وأنها مجبرة أن تضع حدا للنزيف .. ويحي!!!! جفت الدموع وبأناملي أوقفت النزف فَكَيف بعد الأن أغفو؟؟!!! والقصيده كفراش تتعبُ ورد الحروف والورق أنها تتطلع إلى الخلاص والانسلاخ عن ذاتها .. عن ذكرياتها .. عن فرحتها بإشراقة يوم جديد في حياتها .. إنها لم تعد تستحمل الهجر والجفاء .. لم يعد للحب في حياتها ملامح .. فقد مات العشق المجنون .. ودفنت كل ملامحه في غياهب الألم والأحزان .. ياظلك الممدود في شكل الخلايا ياجرحك المنقوش في وجه المرايا ياهجرك المرسوم في كحلي وفي هدبي وفي عيد ميلادي في الهدايا!!! إن الرفض نوع من الرغبة الخجولة التي تدل على عدم القدرة على المقاومة وقبول واقع يفرض نفسه بشدة .. ورغم ذلك يحيى الأمل .. انشق عني ...ودعني!!! فجبال الهجر أتعبتني ..أرهقتني طَمستُ ملامح الودِ الساجدة على وجهي يانبض الروحِ أطلق الحب سراباً لم اعد أحتمل نفس الروايه هي تفشي سرنا ..للانهايه القلب يرعُفك يموت ... يموت!! وأنت لاتدري!! مازالت عطشى إلى هذا العشق المتدفق المنقطع في استمرارية الشوق والرغبة في الانصهار .. ياقصة الأمس والزمن الآتِ ياسمائي... ونقشي هبني ... هبني ولا تترد ولا تسألني.. ما اكتفيتِ ؟؟!!!!! ما اكتفيت ما اكتفيت!!!! رفقا" ... رفقا" ياحبيبي اجعل من جسدك مملكتي ومن دمائك.... أملأ محبرتي يا أغنية كُتبت على مرآة الغيبِ أوصل بين وريدك ووريدي الحبل السري وأبديةُ قَدَري هذه هي حقيقة البوح .. فهي لايمكنها الانفصال عن الذات ولا التخلص من ذلك الإحساس الذي يلح عليها .. وتلك المشاعر التي تفقدها السيطرة على نفسها .. فللحب طعم الأريج .. ورقة النسيم .. ولذة الألم .. ونشوة الأحلام .. انصهار الروح في الروح والتئام الجروح